عمت الأفراح والبشائر كافة الأرجاء والنواحي والأزقة في قطاع غزة ، وانصهر الجميع في بوتقة الحب والتآلف والتعاضد التي أوجدها خروج مئات من كبار رجال المقاومة على أرض فلسطين ، فما عدت تفرق بين مسئول أو مواطن عادي، الابتسامة مرسومة على وجوه الجميع والكل يكاد يطير فرحاً بالعائدين إلى أحضان شعبهم الذي تحمل الكثير من أجل نصرة قضيتهم . لقد جعلت الفرحة كبار قادة المقاومة على الصعيد السياسي والعسكري والدعوي ، يجوبون قطاع غزة طولاً وعرضاً يهنئون الأسرى المحررين فيما يشبه الأعراس أو يزيد قليلاً ، وهذا أمر محمود ويعطي كل من رآه أن قادة حماس بكافة أذرعها هم من هذا الشعب وإليه ولا يمكن بحال من الأحوال أن ينفصموا أو ينفصلوا عنه . غير أنه وبدافع الغيرة وحبي لاستمرار الفرحة ومساهمة مني في إفشال أي مخطط للصهاينة يبغون من خلاله تعكير فرحة شعبنا وتنغيصها عليهم قررت أن أتحدث وأهمس في آذان قادتنا وأحبابنا. الأخوة الكبار الكرام .. عدونا اليوم وقع فريسة للمقاومة وناله ما ناله من جروح غائرة في نفسية شعب عرف أن جيشه لا يقهر وأن أجهزته الاستخبارية هي أقوى الأجهزة في العالم . وبعد انهيار كل ذلك ، لا شك أن الكيان الآن كأسد شاب وكبر وتكاثرت جروحه وتعاظمت آلامه يبحث عن فريسة سهلة يعيد بها بعضاً من شأنه القديم وعزه السابق الذي صنعه على تلال خيانة الأنظمة العربية التي تتساقط واحداً تلو الآخر والذي أذابته المقاومة كجبل من جليد أشرقت عليه الشمس والشمس هي شمس المقاومة. فلا غرابة أن يقوم هذا الجريح الذي يتهاوى ويترنح بعملية هنا أو عملية هناك ، يستهدف من خلالها قائداً أحببناه أو مجاهداً عشقناه نفديه بالمهج والأرواح ، لذلك فالحذر واجب ، فعدونا ماكر خبيث لا يريد لنا إلا الشر ، لا عهد له ولا ميثاق فيا أيها الذين جاهدوا وجلبوا نصراً مؤزراً لشعبنا خذوا حذركم ، وأرجوكم ألا تؤتى فرحة شعبنا من قبلكم .. هذا من حبي العميق لكم ودمتم سالمين .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.