13.9°القدس
13.66°رام الله
12.75°الخليل
16.13°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل12.75°
غزة16.13°
الأحد 20 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

خبر: سقطات لا تُغتفر لسلطة رام الله!

يبدو أنه لم يكن ينقص الصورة المهترئة للأجهزة الأمنية في الضفة بعد عملية (وفاء الأحرار) سوى أن تضيف لها العنجهية الفارغة لناطقها (عدنان الضميري) المزيد من مؤثرات النفور منها والحنق على أدائها، وذلك من خلال تصريحاته العنترية حول أسباب منع سلطته حماس من إقامة احتفالات للأسرى المحررين، معللاً ذلك بالخشية من قيام حماس بنشاطات محظورة، أو تسويق مؤامرات ضد السلطة!. وقد كنتُ أحسب أن السلطة في الضفة أكثر ذكاءً ودهاءً من النزول لهذا المستوى، وتفريغ غضبها من آثار عملية التبادل عبر إطلاق تصريحات فاقعة من هذا الطراز، خصوصاً وأن هذه التصريحات وكلّ ما سبقها من تهديدات خفيّة لذوي المحررين وتحذيرهم من طباعة يافطات فيها عبارات تمجّد حماس أو تعبّر عن إنجازها، ولو بمستوى تضمين اليافطات رايات خضراء! كل ذلك لم يفلح في منع جمهور الضفة من الاحتفاء بالصفقة بشكل لائق بها، ولا في ثني ذوي الأسرى المحررين عن رفع الرايات الخضراء فوق منازلهم، في وقت صار فيه للراية الخضراء تقدير جماهيري كبير عاينه كل متابع أو راصد لتأثيرات الصفقة على وعي الشارع الفلسطيني ومزاجه العام. هذه المرة، لم تشعرني تصريحات الضميري بالغضب، بل بالشفقة والرثاء لحال سلطته، لأنني لمستُ مباشرة حجم تأثير عملية التبادل على مشاعر الناس في الضفة، ورأيت كيف أن عظمة الإنجاز الذي سطّره القسام قد دخل كل بيت تقريباً وغدا حديث الناس ومحلّ افتخارهم، وفرصة لتجديد ثقتهم بنهج المقاومة التي لن تلبث أن تؤتي أكلها ولو بعد حين. وهذه المرة، أدركتُ جيداً كيف أن جهود سنوات من الكذب والتدليس وتشويه الحقائق كفيلة بأن تمحى بجرة بندقية صادقة، وبثمرة ناضجة للمقاومة يغذيها الصبر والثبات والإصرار على الحقوق. ولذلك توقعتُ أن تدير المنظومة الإعلامية للسلطة ردود أفعالها على الصفقة بأسلوب أكثر دهاءً، لأن ديدنها السابق غدا يحصد الكساد والخيبة والفشل، ولأن مشاعر احتفاء واعتزاز الشارع الفلسطيني بإنجاز المقاومة يقابلها (وخصوصاً في الضفة) مشاعر حنق على أجهزة السلطة ونهجها وأدائها اليومي الذي ما زال ماضياً في سياسة الاعتقالات والاستدعاءات السياسية، ومتمسكاً بأواصر نهج التنسيق الأمني رغم حجم التحول الذي جرى على قناعات الجمهور باتجاه تأييد خيار المقاومة بالمطلق والثقة غير المحدودة به. وإن كانت حجة الخشية من (نشاطات حماس المحظورة) تنطلي على أفراد الأجهزة الأمنية وتقنعهم بضرورة الاستمرار في استهداف الحركة، فإن حجة (الخشية من مؤامرات ضد السلطة) قد انتهت صلاحياتها منذ زمن بعيد، وحين تأكّد للأجهزة الأمنية قبل غيرها أن وجود الاحتلال في الضفة هو صمام أمان بقاء السلطة والحيلولة دون أية محاولة (للانقلاب) عليها، فهل يعقل أن تفكر حماس مثلاً (بالاستيلاء) على الضفة وهي محتلة، ومع يقينها بأن الاحتلال لن يسمح لها بأن تمارس فيها أي شكل للحكم أو لإدارة حياة الناس تحت أي عنوان؟! بقي أن نقول للأجهزة الأمنية: كل صفقة مشرفة وأنتم بخيبة جديدة، ما دمتم مصرين على التشبث بسياسة القمع ذاتها، وعلى التنكر لنواميس الكون ومغالبة سنن التحول التي لن تقوى أية قوة بشرية على إيقافها أو الحدّ من امتدادها حين تتأذن بها إرادة الله. والله غالب على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.