خلف بَسْطة الجَوَّافة حائطٌ مليء بصور شهداء الانتفاضة وما بعدها، وبتشكيلة عشوائية شهداء اغتيالات، مع شهداء عمليات بطولية، مع شهداء مهمات جهادية.... هذا الحائط يعطيك ملخصاً مختصراً لتاريخ الانتفاضة... أبو يزن ينظر إلى الحائط، ثم يعود لحبَّات الجوَّافة يأخذ منها ويضع في كيسه، أعطى البائع 100 شيكل ونظراً لعدم وجود الفكَّة اضطر "أبو يزن" لأن يشتري جريدة اليوم الموضوعة على رفٍ أمام أحد المحلات بجانبه، شيكل واحد فقط. أخذ الجريدة باليمنى وكيس الجوَّافة باليسرى وركب السيارة متجهاً إلى بيته في يوم اجازته، في السيارة يقرأ في أحد صفحات الجريدة خبراً مفاده: " تقديم مندوب "إسرائيل" الدائم لدى الأمم المتحدة "رون بروس أور" شكوى إلى أمين عام الأمم المتحدة عقب رسالة التعزية التي كان الرئيس محمود عباس قد بعث بها قبل عدة أيام لعائلة الشهيد محمد عاصي الذي استشهد في قرية بلعين غربي رام الله قبل حوالي أسبوع".... صرخ "أبو يزن" وسط السيارة: "أيْ لأ رسمي هيك كتير، صارت سفالة القصة... انتبه السائق "المخضوض" من الصرخة، وقال: شو القصة خير يا رجَّالْ؟! "لَمَسْتْني"، في عقله يقول: "الله يِلْمِسَكْ على هالصُّبحْ" ..... خود خود شوف الخبر؟! قرأ السائق طرف الخبر، وجمَّع بعض الكلمات، عين على الطريق وأخرى في الجريدة التي يمسكها أبو يزن ويضعها وسط عينيه... -اخْصْ- قالها السائق بصوت عالٍ، ثم دَنْدَنَ طرباً: "حبيبك على ما عودته"، وهو يحرك رأسه شمالاً ويميناً.... [title]-طيب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق-[/title]