23.57°القدس
23.34°رام الله
22.19°الخليل
28.05°غزة
23.57° القدس
رام الله23.34°
الخليل22.19°
غزة28.05°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: كلنا جواسيس يا عزيزي

عبر الأصدقاء والحلفاء من الزعماء الأوربيين عن ذهولهم، ورسموا على وجوههم الدهشة والغضب، بعدما اكتشفوا أن الحليف الاكبر باراك اوباما يتجسس عليهم شخصيا (قال يعني انصدموا)، بينما الجاسوسية قائمة منذ فجر الخليقة، ومهنة التجسس من أقدم المهن التي مارسها الإنسان داخل مجتمعات البشرية المنظمة، وهى غريزته فطرية، تمحورت على حب المعرفة، ومحاولة استقراء المجهول، وكشف أسراره، أساسها الخوف على المستقبل وحب البقاء. فاذا لم تتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على رؤساء العالم كله فماذا تفعل؟ هل ينشغل موظفوها بلعبة "السوليتير" على الكمبيوتر، أم يمضون وقتهم تغريدات وبوستات. 35 زعيماً عالمياً لم يسلموا من التجسس الأمريكي، سواء كان التجسس على المواطنين أم على الرؤساء أنفسهم، أغلبهم كانوا أهم حلفاء الولايات المتحدة الذين يؤيدونها في كل موقفها، فعلى الرغم من أن ألمانيا وفرنسا والبرازيل ومعظم دول أمريكا اللاتينية من أبرز حلفاء واشنطن، فإن وثائق "سنودن" قطعت الشك باليقين فيما يخص التجسس الأمريكي على أوروبا وحلفائها. هناك نكتة تدور في البرازيل الآن تعليقاً على فضيحة التجسس الأميركي على هاتف رئيستها ديلما روسيف تقول النكتة أن روسيف وجدت أن أسرع طريقة لإبلاغ الرئيس باراك أوباما بقرارها إلغاء زيارتها إلى واشنطن هي بإرسال رسالة نصية إلى هاتفها الشخصي، لأن أوباما يراقب هواتف الرؤساء الآخرين أكثر مما يراقب هاتفه الشخصي. التجسس والجاسوسية جزء من تركيبة عالم اليوم في ظل الإرث الذي خلفته الحرب الباردة وما تلاها، بل إن امريكا تتجسس على نفسها، وأكثر من ذلك الجواسيس انفسهم يتجسسون على عائلاتهم، فقد كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن بعض العاملين بالوكالة الأمن القومي الأمريكية يقومون بالتجسس على أزواجهم وزوجاتهم. وأضافت الصحيفة الفرنسية أن وكلاء الأمن القومي الأمريكي هم أيضا أناس طبيعيون يرغب بعضهم أحيانا في معرفة المزيد عن أزواجهم أو شركاء حياتهم. إحدى ضابطات الأمن القومي الأمريكية اعترفت بأنها قامت بذلك بدافع الغيرة بعد أن عثرت على رقم هاتف غير معروف على الهاتف المحمول لزوجها، وبالتالي وضعت هذا الرقم تحت التنصت، كما استخدم أحد الضباط العسكريين المتمركزين في الخارج نظام وكالة الأمن القومي للتجسس على زوجته، وهى أيضا ضابطة بالجيش الأمريكي. لكن أمام فضيحة تجسس أمريكا على حلفائها دعونا نتصور الى أي حد تتجسس أمريكا وغيرها على العرب وقادتهم. وإذا وصلت أمريكا إلى هواتف زعماء دول التطور الصناعي والتكنلوجي، فلنا ان نتخيل أنها وصلت الى فراش زعمائنا الدافئ، وتعلم لون بولهم، وتشم رائحة فمهم، لديها تفاصيل فضائحهم وفسادهم، كما انها تحلل نواياهم اذا ما فكروا ان ينزعوا الطوق الملفوف حول أعناقهم. الأدهى من ذلك ان الجاسوس لم يعد فقط ذلك الموظف الذي يعمل لصالح جهاز أمني، بل اننا قد نكون جواسيس من حيث لا ندري، نقدم المعلومات والخدمات برغبتنا أو دون إرادتنا.. إنه زمن الجاسوسية، وكلنا جواسيس يا عزيزي.