18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة تعيش الظلام بفعل كرم العرب

عار على الحكومات العربية، خاصة تلك التي تكنز مئات المليارات من الدولارات في ارصدتها في البنوك الأجنبية ان تتوقف محطة الكهرباء اليتيمة في قطاع غزة عن العمل بسبب نقص المازوت، مما يعني ان حوالي مليوني فلسطيني معظمهم تحت خط الفقر بدرجات، وعلى حافة الجوع الحقيقي، سيعيشون في ظلام دامس، وسينقطعون عن العالم كليا، حيث لا هواتف، ولا اجهزة تلفزيون أو كمبيوتر، ولا مواقد طبخ أو أجهزة تدفئة في ظل زحف برد الشتاء القارص. لعل الله أراد أن يعري هذه الحكومات، والمصرية منها على وجه الخصوص، التي دمرت الانفاق وأغلقت المعابر وأوقفت عبور كل المواد الأساسية بما في ذلك الوقود، وشنت وتشن حربا تجويعية على القطاع تحت عنوان معاقبة حركة حماس وقلب حكمها في تواطؤ علني مع إسرائيل من خلال التصدي البطولي لمحاولة الاجتياح الاسرائيلية شرق مدينة خان يونس وسط القطاع والاشتباكات التي جرت مع جنود اسرائيليين فجر الجمعة مما أدى إلى اصابة أربعة منهم أحدهم في وضع حرج، واستشهاد أربعة من قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية “حماس″. جميل أن يقدم رجال المقاومة في قطاع غزة على تذكير العرب، والحكومات وليس الشعوب بالجرائم الإسرائيلية في وقت يبحث بعضها فرص التحالف مع المحتل، وتكوين جبهة معه، كبديل للحليف الأمريكي الذي اختار الحوار السلمي مع إيران وخيب آمالهم بإسقاط الخيار العسكري ضدها، خوفا وجبنا، وتجنبا للخسائر الضخمة التي يمكن أن تترتب على أي مغامرة عسكرية يقدم عليها لتدمير منشآتها النووية. وما هو أجمل من هذا أن تتزامن هذه الاشتباكات مع إعلان الحكومة الاسرائيلية عن مخططاتها لبناء خمسة آلاف وحدة سكنية في القدس والضفة الغربية المحتلين كثمن لإفراجها عن 26 اسيرا فلسطينيا قضوا في السجون اكثر من عشرين عاما. الاجتياح الاسرائيلي لمدينة خان يونس جاء بعد اكتشاف نفق تحت الحدود حفرته المقاومة على غرار نفق مماثل تمكنت من خلاله اسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط الذي تمت مبادلته بأكثر من الف اسير فلسطيني قبل عامين، ودون اي مفاوضات او اعتراف او تنازلات. المقاومة في القطاع تحدت الجوع، ونكوص ذوي القربى، وظلمهم وحصارهم، وقررت أن تحفر أنفاقا لأسر جنود اسرائيليين لتحرير أكبر عدد ممكن من خمسة آلاف أسير فلسطيني يعيشون الذل والهوان خلف قضبان سجون الاحتلال لإيمانها أن هذه الطريقة المثلى والمجربة والقادرة على اعطاء مفعولها. السلطة الفلسطينية في رام الله باتت أسيرة مثل هؤلاء الأسرى ولكن في قفص رواتب جيش موظفيها، واستجداء مساعدات الدول المانحة لتسديدها، وهو الاذلال الذي فرض عليها العودة إلى مائدة المفاوضات مطأطأة الرأس دون أي شروط، والإطلالة من نافذة وفدها في القدس المحتلة على التغول الاستيطاني الذي لم يبق تلة، أو مساحة أرض دون زرعها بالمستوطنات والمستوطنين. بالأمس قدم الدكتور صائب عريقات “كبير” المفاوضين والفريق المرافق له استقالتهم إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ربما هذه هي الاستقالة العاشرة) كمظاهرة احتجاج على عدم تحقيق أي تقدم في المفاوضات، وتصاعد الاستيطان بسرعة غير مسبوقة. إنها حركة مسرحية مكشوفة جرى توقيتها قبل أيام من وصول جون كيري وزير الخارجية الامريكي الى الاراضي المحتلة، فمن يريد ان يضرب لا يهدد، ومن يريد ان ينسحب من المفاوضات عليه ان يقدم على ذلك علنا في وضح النهار بعيدا عن المناورات المتكررة التي لم تعد تؤخذ بجدية أو تخيف أحدا بل لم يعد يصدقها احدا تماما مثل قصة راعي الغنم الكذاب والذئب التي تعلمناها في طفولتنا. قطاع غزة سينفجر مقاومة، فهؤلاء الرجال الذين هزموا اجتياحين اسرائيليين ووصلت صواريخهم الى قلب القدس المحتلة و"تل ابيب" لا يمكن ان يستسلموا للحصار والجوع والعيش في ظلام، وسيعيدون توجيه البوصلة الى العدو المحتل الذي نسيه العرب في ظل ثورات ربيعهم المختطفة، والمزهرة لثمار الحنظل والتقسيم والتفتيت بفعل هذا الاختطاف المخطط له مسبقا. رجال غزة سيقلبون كل المعادلات وسيعيدون توحيد هذه الأمة خلف مسيرة حماية الاقصى ورد الاعتبار للكرامة المسحوقة