تقترب إيران والقوى العالمية من التوصل لاتفاق طال انتظاره بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. فقد بدأ توافد وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى جنيف في رحلات لم يكن مخطط لها مسبقا للانضمام إلى المحادثات بين إيران ومجموعة القوى الدولية (5+1) التي تشمل كذلك روسيا والصين. ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق المرتقب، لكن من المتوقع أن تجمد إيران بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم مقابل رفع بعض العقوبات الدولية المفروضة عليها في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وتشك دول غربية في أن برنامج إيران النووي خطوة على طريق تصنيع أسلحة نووية، وهو ما دأبت طهران على نفيه بشدة. ومع ورود تقارير عن التوصل لاتفاق وشيك، قطع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة لـ"إسرائيل" - ضمن جولة بالشرق الأوسط - ليتوجه إلى جنيف. وبالإضافة إلى كيري، فإن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ونظيريه الفرنسي لوران فابيوس والألماني غيدو فسترفيله في طريقهم إلى جنيف. [title]غضب إسرائيلي[/title] وأكدت الولايات المتحدة الخميس أنه عُرض على إيران تخفيف جزئي للعقوبات مقابل تقديمها "خطوات ملموسة ويمكن التحقق منها" بشأن برنامجها النووي. فقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشبكة إن بي سي إن المجتمع الدولي قد يخفف العقوبات بشكل "بسيط جدا" لكن مع الإبقاء على "هيكلية العقوبات". واضاف أوباما "إذا تبين خلال الستة اشهر ونحن نحاول حل المشكلات الأساسية أنهم لا يحترمون تعهداتهم.. فيمكننا أن نستأنف الضغط". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال قبيل اجتماعه مع كيري الجمعة إن مثل هذا الاتفاق المرتقب سيكون خطأ جسيما. وقال نتنياهو "اتفهم أن الإيرانيين راضون جدا في جنيف، وهو ما ينبغي أن يكون.. حيث أنهم حصلوا على كل شيء ولم يدفعوا مقابلا." واعتبر أن الإيرانيين حصلوا على "كل ما كانوا يريدون"، وأنهم "لم يدفعوا مقابلا لأنهم لن يقللوا بأي شكل قدرتهم على تخصيب اليورانيوم". ومضى قائلا "حصلت إيران على صفقة القرن وحصل المجتمع الدولي على صفقة سيئة. إسرائيل ترفض (الاتفاق) بشدة وما أقوله يؤيده كثيرون في المنطقة سواء كانوا يعبرون عنه علانية أم لا." كما شدد على أن "إسرائيل" ليست ملزمة بهذا الاتفاق "وستقوم بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وسلامة شعبها." وترى "إسرائيل" أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يرضى بأقل من التجميد الكامل لبرنامج التخصيب الإيراني، ونقل كل اليورانيوم المخصب إلى خارج إيران، وإغلاق منشأة فوردو للتخصيب الواقعة تحت الأرض، ووقف أعمال تشييد المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل بالقرب من آراك. وفي وقت سابق من العام، تعززت آمال التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني وذلك من خلال انتخاب الرئيس حسن روحاني، الذي ينظر له باعتباره معتدلا. ومنذ عام 2006، فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سلسلة من العقوبات - بينها تجميد أصول وحظر على السفر - شملت مؤسسات وأفراد على صلة ببرنامج إيران النووي. كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات أخرى، استهدفت قطاعي الطاقة والمصارف في إيران، ما أدى لتعثر الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على النفط.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.