لم يدر في خلد الطالب أحمد نوح هريش أن أيدي أهم أجهزة السلطة فعاليةً في الضفة الغربية ستتناوب على إعاقة مسيرته التعليمية الجامعية، وأن المسألة برمتها ستكون كالسباق المحموم بين تلك الأجهزة وقوات الاحتلال عليه. ووسط حالة التناوب الأمنية تلك، كان هريش -ولا يزال- يستغرب من مدى الخطورة التي يشكلها عمله النقابي، على تلك الأجهزة المختلفة، فهو يقوم داخل أسوار الكلية العصرية الجامعية في رام الله، -حيث يُدرس تخصص المحاسبة-، بعمل نقابي صرف!. اعتُقل هريش لدى الاحتلال الإسرائيلي أربعة أشهر قبل نحو شهرين، وما أن أفرج عنه من سجون الاحتلال، إلا وتلقفته أيادي الأجهزة بالضفة ومناديبها في مدينة بيتونيا حيث يسكن. جهاز "الوقائي"، كان أول المبادرين لاستدعاء هريش بعد الإفراج عنه، فقام باستدعائه ثلات مرات للمقابلة في مقر الجهاز بمدينة رام الله، ليدخل حلبة المنافسة بعدها جهاز المخابرات العامة، الذي اختصر طريق الاستدعاءات الطويل واعتقله منذ أول استدعاء يوم الأربعاء الموافق 6/11/2013، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم يتم الكشف عن المكان الذي يحتجز فيه، أو التهمة التي وُجهت له. السبت الماضي، اعتقل جهاز المخابرات الطالب في الكلية العصرية الجامعية في رام الله مصعب البرغوثي، وذلك بعد اقتحام منزله في قرية كوبر، ليلتحق بابن جامعته المختطف. وعرقلت الحالة الأمنية التي تعيشها الضفة الغربية نشاط الكتلة الإسلامية في الكلية العصرية الجامعية لأكثر من 7 سنوات قبل أن تعود للعمل مطلع العام الدراسي الجاري. [title]استهداف متواصل للجامعات[/title] ومع اعتقال الأجهزة للطالبين هريش والبرغوثي، بل وما قبله وكذلك بعده، لم توقف تلك الأجهزة حملتها ضد الطلبة الجامعيين، في محاولة لوأد استعادة الحركة الطلابية في الجامعات لعافيتها ونشاطها، بعد سنوات عديدة من غيابٍ وترهلٍ شاب العمل النقابي الطلابي. ففي رام الله، اعتقل جهاز المخابرات العامة الطالب في جامعة بيرزيت حسن خالد (21 عاماً) وهو أحد طلبة كلية التجارة المتفوقين والمتميزين وقد حصل على مرتبة الشرف في جميع الفصول الدراسية. وينحدر خالد من مخيم الشاطئ في غزة، وحضر للدراسة في بيرزيت بمنحة تفوق دراسي قبل 3 سنوات ويقيم أفراد عائلته في القطاع. واستنكرت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت اعتقال الطالب حسن خالد وعدم تمكينه من الاتصال بعائلته في غزة، مستهجنةً منع عمادة شؤون الطلبة في الجامعة من زيارته، وطالبت لجنة الحريات ونواب المجلس التشريعي وقادة الفصائل بالتدخل للإفراج عنه. وفي الخليل، أعاد جهاز المخابرات العامة استدعاء الطالب في جامعة الخليل محمود العواودة من مدينة دورا بعد يومين من الإفراج عنه، وقد أعلن العواودة رفضه للاستدعاء. كما استدعى الوقائي الطالب في ذات الجامعة أحمد صبارنة من بلدة بيت أمر، الذي أعلن أيضاً رفضه للاستدعاء، وأعلنها بكل وضوح رفضه للاستدعاء. واستنكرت الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل استدعاء الطالبين العواودة وصبارنة، مثمنةً قرارهما برفض الاستدعاء، ودعت أجهزة السلطة إلى الكف عن ملاحقة طلبة الجامعات. [title]كشكول دراسي[/title] وطوال الأسابيع الماضية، توالت أخبار الاعتقالات السياسية بحق الطلبة، حتى أصبحت الكشكول اليومي الدارج بين طلبة الجامعات. ففي السادس والعشرين من شهر أيلول المنصرم، اعتقل جهاز المخابرات العامة 6 من كوادر الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح بعد انتهائهم من إقامة فعاليةٍ وطنيةٍ حملت اسم "أسبوع القدس". كما اعتقلت الأجهزة التابعة للسلطة في ذات الفترة، 13 طالباً من جامعة البوليتكنك في الخليل، زاعمةً أن اعتقالهم تم على خلفية تخطيطهم لإرسال طائرة صغيرة مفخخة للكيان الإسرائيلي بهدف تفجيرها. ومواصلةً لتكامل الأدوار بين السلطة والاحتلال، اعتقل الجيش الإسرائيلي، ثلاثة من أعضاء مجلس طلبة جامعة بيرزيت، كما اعتقل قياديا في الكتلة الإسلامية بجامعة القدس، في الوقت الذي اعتقلت فيه طالبين من جامعة الخليل. [title]نشاطات لن تتوقف[/title] وتؤكد الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية أنّ حملة الاعتقالات المزدوجة التي تشنّها قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية ضد قادتها ونشطائها لن توقف مسيرتها، بل ستزيدها قوةً وإصراراً على مواصلة نشاطاتها الطلابية والنقابية في الجامعات. واعتبرت الكتلة الإسلامية في بيان لها، ردًا على الاعتقالات، أن الاحتلال وعبر أدواته، يحاول عبثاً ضرب الحركة الطلابية الفلسطينية، مشددة على أن حملة الاعتقالات الأخيرة ستفشل كما فشلت سابقاتها في وقف نشاطات الكتلة الإسلامية في الجامعات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.