23.9°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
28.34°غزة
23.9° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة28.34°
الخميس 28 اغسطس 2025
4.49جنيه إسترليني
4.7دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.87يورو
3.33دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.49
دينار أردني4.7
جنيه مصري0.07
يورو3.87
دولار أمريكي3.33

خبر: "السجيل".. دروس تكتيكية في حرب الأيام الثمانية

عام كامل يمضي على معركة الأيام الثمانية أو "معركة حجارة السجيل" كما تحب مقاومة غزة وأهلها تسميتها، والتي أذاقت فيها المقاومة الفلسطينية العدو الإسرائيلي طعم الهزيمة ومرارتها. في مثل هذا اليوم من العام 2012 قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بصاروخ من طائرة استطلاع، ما أدى إلى استشهاده مع مرافقه محمد الهمص. لتفتح تلك الحماقة الإسرائيلية فاتورة الحساب مع المحتل، فردت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام بشكل لم يتوقعه الاحتلال الإسرائيلي، وفرضت على المحتل الدخول في حرب لم يكن بريد الدخول فيها. [color=red][b][title]مفاجآت عسكرية[/title][/b][/color] دكت كتائب القسام ولأول مرة في تاريخ الصراع مع المحتل مدينة "تل أبيب" المحتلة بصاروخ من نوع M 75 وهو صاروخ محلي الصنع في الدقيقة الأخيرة من يوم 14/11/2012، لتواصل بعد ذلك دك مدينة "تل أبيب" والقدس بصواريخ M 75 وفجر 5 الإيرانية. كما طالت صواريخ القسام مدينة القدس المحتلة لأكثر من مرة، فتمكنت الكتائب من قصف مدينة القدس المحتلة بصاروخ M75 في تمام الساعة 16:40 يوم الجمعة 16/11/2012م، تلاها بعد أيام إطلاق صاروخ M75 الساعة 14:13 من يوم الثلاثاء 20/11/2012م . وواصلت الكتائب مفاجآتها التي أذهلت الاحتلال حين استخدمت الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، فدمرت جيباً إسرائيلياً شرق البريج بصاروخ موجه، وذلك يوم الجمعة 16/11/2012م. وفي ذات السياق كشفت الكتائب عن أبرز مفاجآتها خلال العملية، وذلك بإسقاطها طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أرض-جو يوم الجمعة 16/11/2012م ، ما أدى إلى اشتعال النار فيها، وذلك لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية . كما تمكنت من استهداف طائرة حربية أخرى في تمام الساعة 19:10 من يوم الخميس 15/11/2012م بصاروخ أرض- جو أثناء إغارتها على شرق غزة، وأكدت تقديرات مجاهديها أن الصاروخ قد أصاب الهدف. وقد طال ذلك أيضاً استهداف القسام لطائرة مروحية شرق بيت حانون بصاروخ أرض – جو وذلك في تمام الساعة 18:43 من يوم الأحد الموافق 18/11/2012م . وتوالت المفاجآت التي أذهلت العدو، بتمكنها من استهداف المنظومة التقنية الأعقد لدى العدو، متمثلة بطائرات الاستطلاع، حيث تمكنت من إسقاط طائرة – بدون طيار – من نوع (Skyliat-B)، وذلك يوم الخميس 15/11/2012م، في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة وعرضت صورها على وسائل الإعلام. وتواصل السبق القسامي في كل الميادين، واستهدف مجاهدوها ولأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، بارجتين حربيتين إسرائيليتين قبالة سواحل قطاع غزة بصواريخ الـ 107 . وقالت الكتائب في بلاغها العسكري أنها تمكنت من استهداف بارجتين حربيتين بـ 8 صواريخ 107 في عمليتين منفصلتين يوم الأحد 18/11/2012 م . [title]حرب إعلامية[/title] ولم يقتصر الانجاز القسامي فقط في المجال العسكري، بل ذهب ليصل إلى أكثر المجالات تطوراً، وذلك باختراقها للقناتين الإسرائيليتين الثانية والعاشرة، وبث رسالة تهديد للعدو في حال قرر الدخول براً لقطاع غزة. وأوضح موقع القناة الثانية الالكتروني، أن الاحتلال شاهد مساء يوم الثلاثاء 20/11/2012م، انقطاع بث القناة لعدة دقائق، وبث شريط فيديو من القسام بعنوان (رسالة إلى سلاح الدبابات). وقد عقب "ايرز طال" أحد الكبار في الصناعة الإعلامية في "إسرائيل" وصاحب فضائية خاصة، قائلاً: "الحديث يدور عن حادثة خطيرة وليس مجرد اختراق أو تشويش، وأمل أن تفهم المنظومة الأمنية إلى أي حد هذا الأمر خطير". [color=red][b][title]إعلام القسام[/title][/b][/color] وفاجأ الأداء الإعلامي للقسام في هذه المعركة الاحتلال الإسرائيلي، بأساليبه واستراتيجياته وصدقه ودقته، فقد كان الهاجس الأكبر الذي كان يقض مضاجع جيشه، الذي اتبع سياسة التكتم والرقابة على وسائل الإعلام، وإخفاء الخسائر الحقيقية التي توقعها المقاومة في صفوفه. ولم تصمد أكاذيب إعلام الاحتلال أمام مصداقية إعلام القسام، وفي النهاية كان يضطر العدو إلى الاعتراف عن الخسائر الحقيقية التي تقع في صفوفه، واعترف عن استهداف 10 من طائراته بصواريخ أرض جو بعد عرض القسام لفيديو إسقاط طائرة حربية، كما أعلن بكلمات مشهورة (نأسف لقد قصفت تل أبيب) وذلك بعد أن عرضت الكتائب صور إطلاق صاروخ "فجر 5" على تل الربيع المحتلة. وتفوق إعلام القسام في الحرب النفسية التي شنها ضد العدو، وعرض رسالة إلى سلاح الدبابات الإسرائيلي والتي ظهر من خلالها مشهد استهداف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا، بصاروخ موجه دمر المركافاة وأحرقها، فقد أربك هذا التصوير حسابات العدو الذي كان من أكثر ما يخافه في الحروب مع المقاومة هو صورة لدبابة الميركافا وهي تحترق تبثها قنوات فضائية نقلاً عن إعلام القسام . [title]تقديرات المعركة[/title] تكلم المحللون العسكريون عن المعركة وعن العوامل التقديرية لـ "حجارة السجيل"، فأجمع الكثير منهم أن فشلا ذريعا أصاب بمنظومة الصواريخ الدفاعية لدى العدو (باتريوت + القبة الحديدية). وقال المحلل العسكري والعقيد المتقاعد محمد حسن حنيدق أن خسائر العدو كبيرة في المناطق المضروبة والتي لا يستطيع أن يتحمل تبعاتها، مبينا أن خسائر الاحتلال البشرية متمثلة في عدد الجنود القتلى أثناء ضرب مناطق تحشدهم على الحدود مع قطاع غزة. وأوضح حنيدق أن الفشل طال النظام الاستخباري للاحتلال وتمثلت في قدرة المقاومة الفلسطينية الحقيقية وما تملكه من إمكانيات، ومدى الصواريخ الفلسطينية ونوعيتها وعددها، والكفاءة الفلسطينية في إدارة النيران والالتزام بالتعليمات. وأضاف المحلل العسكري أن الفشل الاستخباري استمر في عدم معرفة قدرة المقاومة وامتلاكها أنظمة دفاع م/ د متطورة وأنظمة دفاع م/ط، بالإضافة إلى إخفاء قواعد منصات الاطلاق للصواريخ وفشل العدو في اكتشافها، والتخبط في اصدار البيانات عن المعركة من قبل العدو الإسرائيلي. وتبقى معركة "حجارة السجيل" ذاكرة مريرة على الاحتلال الإسرائيلي التي فشل فيها عسكريا ونفسيا وإعلاميا واستراتيجيا، حيث أجبر الاحتلال على وقف إطلاق النار بشروط المقاومة الفلسطينية وبضغط من الرئيس المصري محمد مرسي الذي رفض وقتها همجية المحتل على قطاع غزة، وفرض معادلة الانتصار الغزي على أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة.