قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي): إنه "بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، لم يقم أي من طرفي النزاع بإجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في المزاعم التي تتعلق بتلك الانتهاكات". وأضافت في تقريرها الذي وصل نسخة منه باللغة العربية إلى "فلسطين الآن"، الأحد، أن "المدعي العام العسكري الإسرائيلي استلم عشرات الشكاوى من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والإسرائيلية، لا سيما الشكاوى المتعلقة بقضايا قتل مدنيين في الهجمات التي يُحتمل بشكل كبير أن تشكل جرائم حرب، ولكنه لم يبادر حتى الساعة إلى فتح ولو تحقيق جنائي واحد في الموضوع على حد علم منظمة العفو الدولية". وشددت (أمنستي) على أن "غياب المساءلة على الانتهاكات الخطيرة لأحكام القانون الإنساني الدولي، وخصوصاً جرائم الحرب، يتجاوز نزاع عام 2012، فلقد أضحى غياب المساءلة أمراً منتظماً يؤجج المخاوف التي تساور الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء حيال تكرار دفع المدنيين ثمن أي جولات من القتال يمكن أن تندلع مستقبلاً". وقالت: "ما انفكت الانتهاكات الإسرائيلية تُرتكب بشكل يومي في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك الاستخدام المنتظم للقوة المميتة بحق المدنيين الذين لا يشكلون خطراً على القوات الإسرائيلية". [title]ظروف غزة مأساوية[/title] وفي هذا الصدد، قالت الباحثة في شؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بمنظمة العفو الدولية "ديبورا هايمز": "يُعد الخوف من وقوع المزيد من إراقة الدماء بمثابة سحابة سوداء فوق رؤوس الرجال والنساء والأطفال الذي يشعرون بأنهم حوصروا في حلقة من الانتهاكات يؤججها مناخ يسوده الإفلات من العقاب". وقالت (أمنستي): "وكأن الخوف من وقوع المزيد من الهجمات المميتة ليس سيئاً بما يكفي، حيث يجد القاطنون في غزة أنفسهم مضطرين للعيش في ظل التبعات الكارثية لاستمرار حصار إسرائيل البري والبحري والجوي للقطاع علاوة على القيود التي فرضتها مصر أيضا، ويفتقر أهالي غزة لمياه الشرب، ويعانون جراء انقطاع الكهرباء لمدة 12 ساعة في اليوم، ويكافح العديد منهم للحصول على الضرورات الأساسية من قبيل الغذاء والأدوية الكافية". ولفتت إلى أنه "تفاقمت مصاعب القطاع في الأول من تشرين الثاني من العام الجاري عندما اضطرت محطة الكهرباء الوحيدة للتوقف عن العمل جراء نقص الوقود، ما عرض خدمات الصحة والصرف الصحي للمزيد من المخاطر". وقال عطية أبو كوسا لمنظمة العفو الدولية: "لقد نسي العالم غزة ونسي نساءها وأطفالها. ويوازي الحصار الحرب في السوء؛ بل إنه بمثابة الحكم على جميع الموجودين في غزة بالموت البطيء. إننا ندفع ثمن نزاعات بين القوى المختلفة. أليس ذلك مخجلاً؟ لقد فقد العالم إنسانيته". [title]دعم الحصار[/title] بدورها، قالت هايمز: "ما انفك العالم يشيح بوجهه عن حصار غزة الذي يشكل عقاباً جماعيا لحوالي مليون وسبعمائة ألف مدني. لقد سُمح لهذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي بالاستمرار لأكثر من ست سنوات". وأضافت: "ما لم يبرهن القادة الإسرائيليون والفلسطينيون على وجود الإرادة السياسية لديهم من أجل حماية المدنيين، على الجانبين، فسوف تصبح حلقة الانتهاكات كابوساً يتكرر المرة تلو الأخرى، وما لم يحرص المجتمع الدولي على أن يُدرج على قائمة أولوياته مواضيع من قبيل وقف انتهاكات حقوق الإنسان والإفلات من العقاب على ما يُرتكب من جرائم تخالف أحكام القانون الدولي، فسوف يظل الحل العادل والشامل للنزاع أمراً بعيد المنال".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.