أحد عشر شهراً في سجن "الوقائي" برام الله، لم تمنع المعتقل السياسي صهيب الشبح من الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانتصار "حجارة السجيل". وبعث الكادر الحمساوي الشبح وهو من بلدة رنتيس قرب رام الله من سجنه برسالة فخرٍ واعتزاز في ذكرى الحرب، تظهر علو المعنويات وصبر المعتقلين واحتسابهم. ترحم أسيرنا في رسالته على الشهداء وعلى رأسهم القائد أحمد الجعبري ومرافقه محمد الهمص، الذين اختطت دماءهما أول سطور الانتصار، كما أبرق بالتهنئة إلى المقاومة في الضفة وغزة وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام. وقال الأسير السياسي إن "الانتفاضة التي بدأت بالحجارة لن تنتهي بالصواريخ فحسب وإنما إلى أكثر من ذلك". لم ينس الإشارة إلى ما تعرض له من ظلمٍ واضطهاد في رسالته المتزامنة مع انتصار المقاومة الفلسطينية التي صدت في مثل هذه الأيام "عمود السحاب" عن قطاع غزة، وأمطرت القدس و"تل أبيب" بالصواريخ. وقالت الرسالة إن "ظلمة الاعتقال السياسي، والضغوط النفسية وتكرار رفض إخلاء السبيل، وتأجيل المحاكم دون سبب كلها علامات على ثباته على طريق الحق". وتعرض المعتقل السياسي لأحوال صعبة في مسيرته مع حركة حماس، فناله من الاحتلال جانب من الأذى، ومن "ذوي القربى" نصيب من العذاب، لكن التنسيق الأمني كان بالنسبة إليه أكبر المصائب. وخسر الشبح تجارته وحرم من أهله وابنته التي ولدت وهو يتنقل بين اعتقال فلسطيني وآخر إسرائيلي، لكن كل ذلك لن يثنيه -كما قال في رسالته- عن الطريق. واختتم كلامه بالتأكيد أن ذكرى انتصار المقاومة في غزة تبعث في الأسرى السياسيين العزيمة والثبات وأمل التحرر يوماً ما. وعلى الرغم من المضايقات والتنكيد المستمر الذي يتعرض له أبناء وكوادر وقيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية، من أجهزة الضفة، إلا أنهم يواصلون ثباتهم على الحق دون أن تثنيهم الملاحقة والاستدعاء وتزاحم السجون عن السير على نهج المقاومة لتحرير كل فلسطين. [img=112013/view_1385149086.jpg]رسالة المعتقل من دخل سجون السلطة[/img]