أدان المهندس وزير الأسرى السابق وصفي قبها بشدة استمرار أجهزة الضفة بملاحقة واستدعاء واعتقال أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته ورموزه الوطنية والاعتبارية، وأحدث حلقة في هذا المسلسل احتجاز هوية رئيس بلدية السيلة الحارثية السابق المربي علام جرادات، قبل أن تفرج عنه أمس الخميس بعد اعتقال تعسفي دام لإثني عشر يوماً وتشترط عليه المراجعة الأسبوع القادم. وقال قبها إنه "من العار على السلطة أن تلاحق وتستدعي وتعتقل رموز الشعب الفلسطيني، وأن هذه الممارسات والإجراءات مهزلة وطنية ولا يمكن أن لها أن تخدم القضية الفلسطينية وتؤسس لأجواء مصالحة وطنية، بل تزيد من منسوب الإحتقان في الشارع الفلسطيني". وقاد جرادات بلدية سيلة الحارثية التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من عشرة آلاف نسمة، بعد انتخابات حرة ونزيهة شارك فيها كل مكونات الشعب الفلسطيني السياسية والمجتمعية، وقد تفانى في خدمة أبناء بلدته دون تمييز، وقد شهدت البلدية خلال فترة رئاسته العديد من المشاريع التي جاءت انسجاماً مع الخطة التنموية الإستراتيجية التي وضعتها لجان العمل التخصصي التي برز فيها تمثيل واسع لقطاعات المجتمع المختلفة وبمشاركة جماهيرية واسعة لأول مرة في تاريخ سيلة الحارثية التي أقرتها لاحقاً لجنة التخطيط التنموي لإستراتيجي، التي شكلها المجلس البلدي برئاسة جرادات الذي تابع الإشراف على عملها مباشرة. وأضاف قبها "تميزّ جرادات بإدارته المميزة، حيث كان يطلع المواطنين أولاً بأول حول أولويات تنفيذ المشاريع من خلال عدة وسائل، الأمر الذي زاد من جماهيريته واحترامه بين أوساط بلدته". ومن الجدير بالذكر أن كتلة التغيير والإصلاح فازت بكامل أعضاء المجلس البلدي الخمسة عشر في الانتخابات التي جرت عام 2005، ما أثار حفيظة حركة فتح وقتها، بينما قاطعت الانتخابات الأخيرة نظراً للظروف الشاذة التي فرضتها الحالة الأمنية التي تعيشها الضفة الغربية التي لا تضمن إجراءات حرة ونزيهة. وهنا تساءل الوزير قبها لماذا تستهدف أجهزة الضفة وتنتقم من أصحاب الأيادي البيضاء، والأطهار والشرفاء من أبناء الشعب الفلسطيني بالملاحقة والاستدعاء والاعتقال؟؟ ولماذا التضييق على الشخصيات الاعتبارية التي تحظى باحترام جماهيري ورصيد شعبي مميز؟ وهل هذا مكافأة لعطاء وتضحيات هؤلاء الرجال؟ أم أنه الانتقام لدور وعطاء وتضحيات وطهر ونقاء هذه الشخصيات، وهل اعتقال المربي علام جاء تكريماً له لسنوات خدمته رئيساً لبلدية سيلة الحارثية ومربياً للأجيال!!. كما استنكر قبها وبشدة صمت وزارة التربية والتعليم بالضفة واتحاد المعلمين على ما يحصل مع جرادات وغيره من المربين الأفاضل الذي يُضيَّق عليهم في قوت يومهم وحياتهم، وصمت وزارة الحكم المحلي واتحاد البلديات والمجالس المحلية على ما يجري مع رئيس بلدية سابق لأكثر من خمسة أعوام، مطالبا الجميع بتحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء الشعب الفلسطيني والخروج عن صمتهم وممارسات الضغوط الكافية لإجبار السلطة وأجهزتها لوقف كل الممارسات والإجراءات التعسفية التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني وقياداته وشخصياته المجتمعية ورموزه الوطنية والإعتبارية.