يأتي تاريخ شهداء مؤسسي القسام زاخر بالنجوم ممن عمدوا المسيرة بدمائهم الزكية وبروحهم الطاهرة وسطّروا الشرف والإباء وأصبحوا النور الذي يضيء الدرب وأمثلة للفخر والعطاء. وحيث تتلاقى الأرواح وهي تحلق في سماء الاشتياق إلى الله، وتمتزج الدماء وهي تسيل بسخاء فوق ربوع الإباء، فرغم مرور 20 عاماً على استشهاد القائد عماد عقل أحد مؤسسي كتائب القسام، لا زالت بصماته تسمو في كل مكان. فعماد الأسطورة .. عماد الاسم الذي أرعب يهود وقذف في قلوبهم الرعب ..قهر اليهود بجرأته وقوة قلبه وفاجأهم حين كان يباغتهم في عملياته العسكرية النوعية.. عماد جنرال كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة والقطاع، ذلك الشاب الذي خرج من تحت الركام و الأنقاض ليحوّل حياة اليهود جهنما. تحدث عنه القادة والجنرالات الإسرائيليين وتحدث عنه المجرم اسحاق رابين نفسه ووصفه بالأسطورة .. ومهما كتبنا ومهما تحدثنا عن هذا القائد والأسطورة فلن نعطيه حقه ولن تتسع المساحات لنتحدث عن مشواره الجهادي الذي خاضه ضد الجيش الإسرائيلي وجنوده فحطم أسطورة هذا الجيش الذي قيل عنه أنه الجيش الذي لا يقهر. وبعد مرو عشرة أعوام على استشهاده لا تزال أزقة وشوارع مخيم جباليا وكذلك مدينة غزة تذكر عماد عقل الفارس القسامي. وُلـد الشهيد عقل في العام 1971م، في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة وتلقى تعليمه في مدارسها. واعتقله الاحتلال بتاريخ 23 / 9 /1988 بتهمة الانتماء لحركة حماس والمشاركة في الانتفاضة المباركة حيث قضى 18 شهرًا في المعتقل. وبعد خروجه من المعتقل وفي بداية العام 1991 انتُخب ضابط اتصال بين "مجموعة الشهداء" أول مجموعات كتائب القسام وبين قيادة الكتائب. وفي ديسمبر من العام 1991 أصبح عمـاد مطاردًا للاحتلال، ليرد على ذلك بقـوله "من الآن فصاعدًا فأنـا مطارد للاحتلال وعليه سوف أذيقهم العلقم بإذن الله" . وفي شهر مايو من العام 1992 انتقل عماد إلى الضفة الغربية وعمل على تشكيل مجموعات جهادية هناك؛ ليعود إلى القطاع في نوفمبر من ذات العام وقد نظّم العمل العسكري هناك . [title]"قتلُ اليهود عبادة"[/title] هذا هو الشعار الذي رفعه عماد في جهاده ضد الاحتلال، حيث نفّذ خلال سنتيْن فقط من المطاردة ما يزيد عن 40 عملية خلّفت العشرات من الإسرائيليين بين قتيل وجريح، إلى جانب عملياته البطولية قبل المطاردة والتي أجبرت "إسحاق رابين" رئيس وزراء الاحتلال آنذاك التعقيب على إحدى العمليات البطولية بقوله: "أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر". [title]استشهاده[/title] الأربعاء 24/11/1993م كانت فلسطين على موعد مع رحيل "الأسطـورة" عماد عقل، حين حاصرت قوات الاحتلال حي الشجاعية حيث كان يتواجد مع مجموعة من رفاقه في منزل"أم نضال فرحات" رحمها الله، وبعد تبادل لإطلاق النار بين الطرفين أصابت قذيفة مضادة للدروع جسد عماد؛ ليرتقِ على إثرها شهيدًا إلى العُلى بعد رحلةٍ جهاديةٍ نـادرة. [title]"المطـارد ذو الأرواح السبعة"[/title] هكذا أطلق عليه قادة العدو؛ لِما كان يُعرف بخفةِ حركته، وسرعة بديهته، وخبرته العسكرية التي أذهلتْ القادة العسكريين الإسرائيليين. وفي إحدى الاقتحامات لمنزل عائلة عماد عقل؛ بحثًا عنه يروي والده: "سألتُ الضابط الإسرائيلي لماذا تتسلقون الجدران دون أنْ تطرقوا الباب، فردّ عليه قائلًا: إننا ندخل المنزل فجأةً عن طريق الجدران؛ حتى لا يقتلنا عماد برصاصه إذا كان موجودًا في المنزل" . هكذا استطاع عماد عقل في سنه الذي لم تيجاوز الـ 22 أن يحوّل حياة الإسرائيليين إلى رعب، ويؤثر تأثيرًا بالغًا في تاريخ القضية الفلسطينية. [img=112013/view_1385365124.jpg]القائد عماد عقل[/img] [img=112013/view_1385365163.jpg]القائد عماد عقل[/img] [img=112013/view_1385365171.jpg]القائد عماد عقل[/img] [img=112013/view_1385365366.jpg]القائد عماد عقل[/img] [img=112013/view_1385365526.jpg]القائد عماد عقل[/img] [img=112013/view_1385365372.jpg]القائد عماد عقل[/img]