27.78°القدس
27.48°رام الله
26.64°الخليل
31.25°غزة
27.78° القدس
رام الله27.48°
الخليل26.64°
غزة31.25°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: صفعة بعد الصفقة

عادت أجواء التصعيد في غزة بعد أسابيع قليلة مضت ، على تحرير الأسرى مقابل الجندي المأسور جلعاد شاليط ، والذي كان الاحتلال يتخذه ذريعة لتبرير هجومه الدموي الذي لم يكن متوقفا قبل أسره وبالتأكيد لن يتوقف بعد تحريره ، بحكم التجربة والمعرفة فالعدو لا يعيش إلا على الدماء وعدم الاستقرار. وقد يكون الاحتلال من وراء هذه التصعيد هدف إلى تضميد جراحه بعد أن جثت حكومة نتنياهو أمام المقاومة وعلى رأسها القسام وتلقت صفعة قوية بخضوعها لشروط آسري شاليط كما تقول صحافتهم . غير أنه من المؤكد فإن المقاومة التي ازداد رصيدها عاليا بعد نجاح صفقة وفاء الأحرار ، نجحت في إحداث توازن الرعب مع الاحتلال ، بل إن ردها فاجأ الاحتلال وورطه كما يقول مراقبون ، بغض النظر عن المقاييس المادية فنحن أمام عدو يملك من الإمكانيات العسكرية واللوجوستية ما يمكنه من احتلال دول وعواصم. فعندما نقرأ أن منظومة القبة الحديدية ، عالية الكلفة التي يتباهي العدو بها فشلت في اعتراض صواريخ المقاومة التي وصلت إلى أسدود وعسقلان ، وأصابت مغتصبي الاحتلال في مقتل وفزع وهلع ، نفهم توازن الرعب الذي أحدثته صواريخ الورق كما يحلو للبعض تسميتها ، ومدى ورطة الاحتلال الذي سارع إلى التهدئة . بل إن اختباء أكثر من 200 ألف طالب ، مع عوائلهم ، في الملاجئ ، بدلا من الجلوس على مقاعد الدراسة التي قال الاحتلال إنها تحت مرمى صواريخ المقاومة ، ومشهد الحرائق والدمار الذي خلفه القصف الفلسطيني ، ندرك أننا أمام معادلة جديدة ، دفعت وزير الأمن الصهيوني إلى المطالبة بالرد بصرامة وملاحقة مطلقي الصواريخ وتوقع أن تستمر موجة الصواريخ لساعات وأيام. صحيح أننا بالمقاييس الدنيوية المادية ، خسرنا قادة ومجاهدين ، في حين هم مكسب ووقود للمقاومة التي لن تتوقف باستشهاد قائد هنا أو هناك ، لكن على الجانب العسكري العدو يدفع الثمن ، فقوة الردع الصهيوني في تراجع مستمر والجيش كما ظن الكثير أنه لا يقهر ، هو يتقهقر الآن أمام قوة المقاومة ويطلب التهدئة عبر الوسطاء. لذلك المقاومة أمام اختبار حقيقي بتوحيد صفوفها وخططها العسكرية والأمنية واستراتيجيات المواجهة ، والتحلي بالحكمة والصبر في ردها بحيث لا تسمح للعدو بسحبها إلى مستنقع مواجهة هنا أو هناك. أما الشعب الذي اكتحلت عيونه برؤية أسراه ، بفضل المقاومة بعد الله ، هو الآن مطالب باحتضان المقاومة أكثر بعد أن أثبتت صحة نهجها ، وتقديم الدعم المادي والمعنوي والصبر على الآلام والملمات إلى أن يأتي يوم الفرج والنصر.