تحذير، تحذير، تحذير.. إلى جميع السكان القاطنين في القارة القديمة "آسيا"، نحيطك علما أن منطقتكم وتحديدا من شمال المملكة السعودية ومنطقة بلاد الشام سوف تشهد أبرد وأقسى شتاء منذ 100 عام. هذا التحذير وصلنا من دائرة الأرصاد الجوية الروسية، ما يدفعني إلى الاستنفار لتحضير البطانيات و"الدفايات" وفراش الأرض، وفحص الشبابيك، وتخصيص مبلغ طارئ ضمن ميزانية راتب نهاية الشهر من أجل تأمين الجبهة الداخلية من الوحش القادم من الأراضي القطبية. التحذير الروسي رغم تناقضه مع تقديرات العلماء بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أنه يستدعي استنفار كل الجهات الحكومية المسئولة في بلادنا، وحتى لا تتذرعوا أنكم لم تتوقعوا موجة برد وشتاء قاسية، ها نحن نرفع الصوت العالي اتجاه الحكومة بكل مكوناتها: البلديات، والدفاع المدني، والصحة، وسلطة الطاقة، وتوزيع الكهرباء، والاشغال العامة، والتعليم، والبيئة.. وغيرها. وعليه نرجو من بعض المسئولين التوقف عن متابعة الفيس بوك والتفرغ قليلا لتجهيز خطط طارئة لمواجهة الاجتياح القطبي لمنطقتنا، خصوصا أن التحذير الروسي يشير إلى أنه قد تضربنا عواصف ثلجية شديدة مع دخول موسم الشتاء مبكرا. الاستعداد لمواجهة فصل الشتاء الأبرد منذ قرن من الزمان يجب أن يبدأ من الآن في المخيمات، والشوارع المهترئة، ومناطق تجمع المياه التي تعزل أحياء وشوارع كاملة في كل عام، إلى جانب تهيئة البنية التحتية لمياه الأمطار، والصرف الصحي، مع توقع قيام سلطات الاحتلال بفتح السدود على وادي غزة ما قد يسبب كوارث لدى السكان في محيط الوادي. التحذير يجبر عجائزنا واختياريتنا على التهيؤ لبيات شتوي قاس، ورفع مستوى الوقاية اتجاه الاطفال في ظل التوقعات بغياب طويل لأشعة الشمس، لهذا يجب أن نستدعي نصائح تراثنا: "الدفا عفا" و"الموت ولا فراق الموقدة". ونظرا لمخاطر انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، فقد نضطر للعودة لوسائل التدفئة البدائية وإذا غنت فيروز: "تعب الشتي والنار غفيت بموقدنا... لا في حكي ولا قمار تنزل وتاخدنا. راح يتعب الشتي وتغفو النار وأزمة الكهرباء فاتحة عينيها". وتذكروا: "إذا إجا كانون هيّئ الفحم والكانون" ونشفوا الحطبات بدري لأنه: "دخان يعمي ولا برد يقتل". ومع أخذ كل احتياطات الأمن والسلامة. قد يقفز أحدهم ويقول أنت تبالغ، لكن الأرصاد الروسية تبني توقعاتها على نماذج وخرائط طويلة المدى، بموجبها سيشهد شهرا يناير وفبراير المقبلان تدنيا كبيرا في درجات الحرارة وستكون أدنى بكثير من معدلاتها السنوية نتيجة مرور كتل هوائية قطبية شمالية قارة آسيا، ولأننا نؤمن أن الله أعلى وأعلم، فإننا مطالبون أيضا "أن نعقلها ونتوكل". وقالوا زمان: "إذا أبرقت وأرعدت اعلم أن مزاريبها طفت".