20.55°القدس
20.27°رام الله
19.42°الخليل
24.53°غزة
20.55° القدس
رام الله20.27°
الخليل19.42°
غزة24.53°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الرئيس وأُكذوبة الداهية السياسية

لقد وقع الرئيس محمود عباس في كثير من الاخطاء، وهنا نجري عملية رصد سريعة لبعض أهم الاخطاء التي وقع فيها الرئيس عباس، مؤكدين ان عملية الرصد ليس من باب التأريخ او التجريح ، ولكن من باب كسب التجارب واخذ العبر، ومن باب الدعوة الى اغتنام رياح المصالحة وقتما هبت، فقد مر على كثير من الناس فترات ومراحل " كان فيها الحليم حيران" لذا وجب وضع عدة اضاءات من وحي الواقع او من مدرسة " الريالبوليتيك": 1- قبيل اجراء انتخابات 2006 وفترة ما بعدها، تجاوزت بعض الاجهزة الامنية حدودها الوطنية، واختلفت طبيعة دورها، وظهرت فرق موت تابعة لجهاز الامن الوقائي، تعمل لاجندة خارجية بطابع اناني، مستغلة مقدرات وامكانيات دولة تحت سمع وبصر ابو مازن، ولم يحرك ساكنا رغم وجود اجماع وطني حول ضرورة تفكيك هذا الجهاز. اين كانت العبقرية السياسية؟ 2- وافق ابو مازن على دخول حماس الانتخابات ظاناً أنها لن تحصل على أي أغلبية، وستكون أقلية طيعة في يديه، يشكلها كيفما أراد، وفاجأت النتائج أبو مازن و " إسرائيل" والغرب، ولو أن أبو مازن تفطن وكان لديه بُعد تنبؤي بسيط لكان من المفترض أن يعمل على إدخال حماس للنظام السياسي باي طريقة اخرى بنسبة "الاقلية المغرية"، دون خوض انتخابات، حتى لا يفقد على الأقل غزة التي يعتبره الغرب و " إسرائيل" رئيس على شعب الضفة فقط دون غزة، وهذه نقطة ضعف لديه في المفاوضات وأيضا في علاقاته مع أوروبا والولايات المتحدة، ولكنه لا يعلم بالنتائج وليس لديه مستشارين أكفاء. والا لما كان وافق على الانتخابات. اين التنبؤ السياسي والحكمة السياسية؟ 3- رفض ابو مازن ان يشارك في الحكومة التي كانت حماس مسئولة عن تشكيلها، وذهب الى الدول العربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يبحث عن حل سريع لارجاع ما فقده في الانتخابات باي طريقة اخرى غير "الديمقراطية"، مؤلباً العالم ضد حماس الفائزة، فكان بذلك يضرب عرض الحائط " مبدأ التداول على السلطة" ومبدأ " التسليم السلس للسلطة" فاين الايمان بالديموقراطية وقبول الاخر؟ 4- بعد استفاقة السلطة -ممثلة في الرئاسة اخر قلاع السلطة حينذاك، - من صدمة الخسارة الفادحة في الانتخابات، بدأت عملية مجزرة القرارات والمراسيم التي اصدرها ابو مازن لتحويل بعض المؤسسات والهيئات العامة من الحكومة الى الرئاسة، ومنها (التلفزيون الفلسطيني، وهيئات اعلامية، وبعض الاجهزة الامنية الخ..). انقلاب مؤسساتي. اين مبدأ المشاركة السياسية؟ 5- بعد الانقسام مباشرة وبعد تأكد سقوط الاجهزة الامنية – الامن الوقائي والمخابرات- دعى رئيس الوزراء اسماعيل هنية ابو مازن للعودة فورا لتسلم غزة، واكد في خطاب له بان الهدف كان ليس السيطرة وحكم غزة ولكن التصدي ومواجهة تغول بعض الأجهزة الأمنية، التي كانت تتخذ من عناصر حماس اعداء واهداف مطلوبة للتعذيب والتنكيل، ورفض ابو مازن الدعوة وضاعت عليه فرصة الرجوع تحت أوهام العودة بالاستقواء بالخارج. وبدأت في غزة عملية مأسسة كل شيء ( قضاء، نيابة، شرطة، تعليم، وزارات، مؤسسات، معابر الخ) 6- استمرار مسلسل التآمر على غزة من اجل استرجاعها باي طريقة او اجبارها على الاستسلام او استنفار شعبها من اجل الثورة على حكم حماس، وهذا واضح اذ بعد كل زيارة للرئيس عباس لمصر بعد 30 يونيو 2013 يصدر في مصر عدة قرارت، ليست في صالح شعب غزة، جاء منها، وقف الامداد بالغاز والكهرباء والبترول ومشتقاته ومواد الغذاء والبناء واغلاق المعبر، اضافة الى قرارات سحب الجنسية من الفلسطينيين الذين اكتسبوها اثناء فترة الرئيس مرسي. وهذا الامر يؤلب الشعب الغزي عليه وعلى قيادته في الضفة. وهذا يؤكد ان ابو مازن لا يحسب اي حساب للمستقبل! وهذه صفة مستثمر وليس رجل سياسي يعمل لمستقبل قيادته وحركته! ومن يعرف دواخل غزة ومكوناتها يدرك بان الشعب في غزة لن يثور على جيش القَسام وقيادات حماس حتى لو تراجعت أكثر مستويات تقديم الخدمات. 7- وعد فياض رئيس حكومة ابو مازن السابق بانه في عام 2009 ستعتمد السلطة على نفسها وتحقق وفرة ي الإنتاجية وتقلل اعتمادها على الغرب ماليا، وتعتمد على مشاريعها. فكان ما وصلوا اليه " رغوة كابتشينو" ولا مؤسسات ولا دولة وغاب فياض نفسه عن المشهد. كما سيغيب ابو مازن يوما ما قريب، تاركا لنا ميراث كبير عبارة عن فواتير تستحق الدفع، مثلما تسلمت حماس عام 2006 خزينة المال " فاضية" وبديون وقروض ظهرت فجأة ! هناك عدة نقاط في المسيرة القيادية لابو مازن تثبت بانه شخص عادي ليس له افق سياسي ولا قاعدة تنبؤية ولا لديه حتى مستشارين مهنيين او وطنيين، وهو اذا غضب يغضب لنفسه وذاته وليس يغضب للوطن ويفرح للوطن، على قاعدة يفرح لله ويغضب لله، ومن الطراز الذي يبني موقفه لسماع صاحب الرواية الاولى بغض النظر عن صدقية صاحب الرواية الثانية. يحاول البعض خداعنا بعبارات الرئيس خطط لكل شيء، والرئيس ابو مازن داهية سياسية، وهو يخسر كل يوم شعبيته ووطنه وترتفع الأصوات الناقدة والساخطة الان من الضفة تطالبه بالاستقالة او وقف مسلسل الفساد، ويتم تهويد الضفة والقدس أمام أعينه، ويتم إنشاء وحدات استيطانية جديدة بشكل والسلطة تقف مكتوفة اليدين مكبلة الإرادة، ويحلم الآن باستعادة غزة بشرط سيطرته وليس تحت بند المشاركة السياسية، لأنه يريد ان يستمر في ما شب عليه، وهو المفاوضات حتى وهو يعلم بانها عبثية! يقمع شعبه في الضفة بالحديد والنار، ويقطع رواتب موظفين في سابقة لم يفعلها رئيس، او زعيم مافيا، ففي الوقت الذي اطلق بعض الجماعات الفلسطينية المعارضة النار على ابو عمار رحمه الله، كان ابو عمار يرسل لهم رواتبهم بشكل مستمر ويعالجهم ايضا على حساب المنظمة. ابو مازن يترنح في حالة فشل واضحة وتتقاذفه امواج اعلى من امكانيات صموده، فالتهديد الاوروبي الاخير بوقف المساعدات بسبب جمود المفاوضات جعلته كالوحش الكاسر الذي يفترس اولاده، حيث امتدت يده الى رواتب موظفين غزة المستنكفين واقتطع " بدل مواصلات" و " وبدل علاوات اشرافية" في حين ان الموظفين كانوا يترقبون زيادة في الراتب بسبب الغلاء المعيشي الفاحش! ونتوقع ان تمتد يديه الى رواتب العساكر في الشهور القادمة. لم يستوعب الداهية المزعوم اي درس في السياسة، حيث تنازلت القوى العظمى عن مطالبها من ايران واصبحت ايران قوى إقليمية عظمى يُخطب ودها، وبالأمس كانت ايران بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي " راعية للارهاب" و من دول ( محور الشر)، وها هي تتحالف معها وتكسبها، وتضمها في خانة الاصدقاء. فهل ستستمر عبارات التخويف من ايران وعملية التشيع؟ وهل يستمر ابو مازن يتهم حماس بالتشيع وبالارهاب بعد المصالحة التاريخية بين الغرب وايران؟ مع مرور الوقت ، ثبت للعالم ان حماس ليست القاعدة او طالبان وليست ارهابية وهي حركة معتدلة غير متطرفة وتؤمن بضرورة الحكم والاستمرار فيه حسب المسار الديمقراطي، وحماس لن تترك الحكم، كما لن تفرط في المقاومة التي اشتد عودها،، وبعد الحصار الخاطئ والظالم، بدأت خيوط المؤامرة تتفكك وبدأ يعترف الغرب بأنه اخطأ في حصار غزة ووضع حماس على قوائم الإرهاب، وبدا أيضا ان حماس تستطيع ان تعمل بنجاح تحت الحصار وتحت الضغط، وتتقدم اكثر مثلما فعلت كوبا ابان حصار الولايات المتحدة والغرب لها منذ عقود، ومثل ايران التي تم حصارها منذ الثورة الاسلامية عام 1979. فالحصار والضغط " سر النجاح" لحماس، ولن يحاصر الا الشعب الذي يعرف من يحاصره ومن يتسبب في معاناته. ادعو ابو مازن لطي صفحة سوداء لوثت الجميع، وفتح ومد يديه لقيادة غزة والتحالف معها في حكومة وطنية على قاعدة الكل يكسب،win win theory وان ينظر حوله، فلا عداء دائم، وجميع المجتمعات التي تقاتلت وتصارعت فيها القوى المجتمعية مثل لبنان اصبحت مثال رائع للتعايش المجتمعي.