29.45°القدس
29.11°رام الله
28.3°الخليل
30.63°غزة
29.45° القدس
رام الله29.11°
الخليل28.3°
غزة30.63°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

التوتر يعود من جديد..

خبر: الدوافع الإسرائيلية وراء التصعيد على غزة

عاد التوتر إلى قطاع غزة وإسرائيل إلى الواجهة من جديد، بعد أن استغلت إسرائيل حادث إطلاق سرايا القدس ثلاثة صواريخ يوم الأربعاء الماضي الموافق 26/10/2011 نحو مدينة اسدود ومحيطها. ثم قام جيش الاحتلال يوم السبت بقصف خمسة من كوادر سرايا القدس، وقال أن عملية الاغتيال هذه جاءت بموافقة نتنياهو وباراك رداً على صواريخ سدود، فلماذا جاء هذا الرد بهذا الحجم وفي هذا التوقيت. [title]يبدو أن لهذا الأمر أسباب داخلية وأخرى متعلقة بغزة، ولعل أهم هذه الأسباب هو:[/title] 1-اعتادت المقاومة في غزة منذ انتهاء حرب الرصاص المصبوب التي كان الاحتلال يهدف من ورائها لردع الفلسطينيين أن تقصف المدن ذات الثقل السكاني والاعتباري، بعدما كانت هذه الصواريخ تنطلق نحو مدينة سديروت وبعض الكيبوتسات المحيطة، وهذا الأمر سبب أزمة واحراجاً كبيرين للاحتلال، نظراً لأن مثل هذه الصواريخ تربك الحياة وتضطر السكان للدخول إلى الملاجئ وإغلاق مؤسسات التعليم وغيرها. فأرادت الحكومة الإسرائيلية أن تُشعر المقاومة أنها ستدفع ثمناً كبيراً كلما أقدمت على مثل هذا الفعل. 2-لقد شعر الاحتلال أن الصواريخ التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي لم يكن لها سبب واضح، وكذلك هذا الشعور تولد لدى المتابعين، خصوصاً أن الصواريخ جاءت في ذروة احتفال غزة بانتصارها بتبادل الأسرى، وفي ظل أن المقاومة في غزة لم تعد عشوائية بل مقاومة منهجية، ونتيجة لفعلها هذا وشعوره بقوتها أصبحت هناك قواعد تحكم فعله أو ردة فعله. 3-لقد شعر الاحتلال بالغصة نتيجة الفرحة العارمة على إثر اتفاق تبادل الأسرى بين حماس والحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي وصفه الإسرائيليون أنه انتصار لهذه للمقاومة ولقطاع غزة على حساب حكومة نتنياهو. وهو أمر غير مقبول لدى الحكومة الإسرائيلية. فأراد أن يوقع هذا العدد المتلاحق من الشهداء حتى يُذهب عن غزة فرحتها. 4-جاء الرد عصر يوم السبت وذلك قبيل أكبر مظاهرة احتجاجية ستقام في مدينة بئر السبع ضد الحكومة بسبب الأوضاع الاجتماعية، والتي ألغيت بسبب عملية الاغتيال ورد الفعل الذي حصل، مما أكسب نتنياهو وقتاً إضافية للتعامل مع هذه المعضلة التي لم يجد لها حل. 5-كان نتياهو يعتقد أن الخسائر لن تكون في صفوف الإسرائيليين كبيرة ولن تتضرر الجبهة الداخلية نتيجة لأن الجولة لن تستمر أكثر من يومين بحسب اعتقاده، وأن القبة الحديدية ستعترض معظم الصواريخ التي ستنطلق إلى المدن المحتلة، إضافة إلى أن طائرات الاستطلاع ستُحبط بعض عمليات الإطلاق قبل أن تتم، لكن ظنه قد خاب، حيث فشلت القبة الحديدية فشلاً ذريعاً في التصدي لهذه الصواريخ، ثم إن جزءاً مهماً من هذه الصواريخ أصاب أهدافاً مباشرة فأحدث قتلى وجرحى ودماراً أزعج السلطات المحلية الإسرائيلية، مما اضطر هذه السلطات لوقف التعليم في الجنوب. [title]التهدئة[/title] قبل الاحتلال وفصائل المقاومة بالتهدئة لكن الأمور على الأرض لم تكن منضبطة، حيث أن الصواريخ استمرت في الانطلاق والاحتلال استمر في قصف بعض المجموعات التي زعم أنها كانت تريد إطلاق صواريخ. والأمور تراوح مكانها لكنها ستذهب نحو الهدوء خلال ساعات أو أيام قليلة. لكن السؤال هنا: متى سيتطور وعي المقاومة في غزة لتصبح مقاومة منهجية تسحب الذرائع من الاحتلال، وإذا انقضَّت عليه أوجعته. لماذا لا نفكر سوياً بذلك من أجل الرقي بمستوى الأداء وبمدى إيقاع الألم في الاحتلال وإحراجه. بمعنى أن المقاومة في غزة أنجزت انتصارا كبيراً في عملية تبادل الأسرى، فلم لا تجهز نفسها لعمل يشبه هذا العمل أو يوازيه، حتى لو دفعت الثمن لأن الانجاز سيكون مهماً يضاف إلى رصيدها، ويؤلم الاحتلال في ذات الوقت، وهذا المبدأ ينسجم مع مبادئ حرب العصابات التي تخوضها الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل الذي يقضي بتراكم الانتصارات وهو مبدأ مضاد لمبدأ الحسم. ولماذا لا تدرس الفصائل الفلسطينية في بعض الأحيان التوقيت الدقيق لمباغتة الاحتلال، فإسرائيل اليوم أصبحت تهدد على لسان وزير الجبهة الداخلية "فلنائي" أن المرحلة الثانية من الصفقة قد لا تتم بسبب هذه المواجهة. ثم لماذا لا تدرس الفصائل الفلسطينية المتغيرات الحاصلة، وهي أن إسرائيل لا يمكنها في مثل هذه المرحلة أن تشن هجوماً كبيراً على غزة نظراً لتعقيدات الوضع العربي وخصوصاً المصري التي طرأت حديثاً، وفي ظل هذه المتغيرات يمكن للفلسطينيين أن يقوموا بتكتيكات تؤلم الاحتلال دون أن تصل إلى مواجهة كبيرة تمكن الاحتلال من جبي الثمن المقابل نظراً لتفوقه العسكري. نعتقد أننا بحاجة لمثل هذا النقاش سعياً للنيل من الاحتلال أكثر وتقليل الثمن المقابل الذي سندفعه، أو الحصول على انجاز أكبر من المعتاد.