في الوقت الذي كانت فيه فلسطين تخرج عن بكرة أبيها احتفاءً بنجاح صفقة "وفاء الأحرار" وتحرر (477 أسيراً وأسيرة) من سجون الاحتلال، وفي خضم احتفالات ضخمة أقيمت هنا وهناك ابتهاجا بذلك، كان طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة "النجاح" الوطنية في نابلس يدفعون ثمن ذلك على أيدي إدارة الجامعة من جهة، وأجهزة السلطة من جهة ثانية، وقوات الاحتلال كذلك. القصة بدأت عندما شاهد المئات من طلبة النجاح عمليات الملاحقة والتحقيق التي تمّت مع زملائهم الذين قاموا بتوزيع بيان الكتلة بمناسبة صفقة "وفاء الأحرار"، فقد وقعت مشادة كلامية بين الطالب "محمد سليمان" من كلية الاقتصاد ومندوب جهاز مخابرات فتح المدعو "علاء السلعوس"، وهو طالب مفصول من الجامعة على خلفية الغشّ في أحد الامتحانات. وأثناء المشادة الكلامية بينهما تدخل مسؤول حرس الجامعة "أبو الوليد" واقتاد الطالب "سليمان" لمقر الأمن، ليُفاجئ بوجود مجموعة من "مناديب" الأجهزة الأمنية، حيث حقّقوا معه وأخذوا منه كامل المعلومات والبيانات الشخصية المتعلقة به وأرسلوها لمسؤوليهم في قيادة الأجهزة. بعد ذلك، تدخّلت الجامعة لكن بصورة تعكس مدى انحطاط القائمين عليها وتجاوبهم وانصياعهم التام لأوامر الأجهزة الأمنية، حيث أخبر عميد شؤون الطلبة في الجامعة "موسى أبو دية" الطالب "سليمان" بأنه سيتم عرضه على "مجلس ضبط" مع ثلاثة آخرين،، وهم إضافة لـ"محمد سليمان"، الطالب "أنس رداد" من كلية الشريعة و"معاذ أبو بكر" و"مصعب قوزح" من كلية العلوم.. بتهمة توزيع بيانات تهنئة للأسرى المحررين ضمن صفقة "وفاء الأحرار" موقعّة باسم الكتلة الإسلامية داخل حرم "النجاح". بعد يوم من الحادثة تعرّض الطالب المذكور مع رفاقه للاعتقال على أيدي جهاز المخابرات عدّة أيام. وبعد خروجهم بيوم واحد فقط، تعرّضوا جميعاً إلى الاعتقال على أيدي قوات الاحتلال.