23.57°القدس
23.34°رام الله
22.19°الخليل
28.05°غزة
23.57° القدس
رام الله23.34°
الخليل22.19°
غزة28.05°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: لوحة شرف في الدكان

اعتدْتُ أن أقرأ أسماءً معلقة في كثير من الأماكن كالجامعات ومراكز النقابات وبعض المستشفيات توضع في لوحات شرف أو لوحات شكر وتقدير على الجهود المضنية في تنمية الوطن وازدهار العلم... أما الذي لم أعتدْ عليه أن أدخل دكان جاري أبو محمد فأراه يعلق لوحة كبيرة مكتوبة بخط جميل تحفها رسومات الورد من الأعلى والأسفل مكتوب عليها" لوحة شرف لأكثر الزبائن انتظاماً في دفع المستحقات"، لقد احتوت اللوحة على خمسة عشر اسماً بينهم أنثى وهي امرأة موظَّفة زوجها متقاعد حالياً... تمعَّنت النظر وقلت: يا سلام لقد أصبحت الدُّكان كشركة الاتصالات الفلسطينية، وشركة الكهرباء، البلدية صاحبة فاتورة المياه والتي تضع اسمك في خانة المستهلك المميز وفي لوحة شرف داخل نظامها إن كنت ملتزماً قولاً وفعلاً في دفع المستحقات أولاً بأول.... سمع كلامي البائع فأخرج من دُرْجْ المكتب أربعة دفاتر كبيرة الحجم كثيرة الأوراق، وبدأ يفتح الدفاتر مئات الأسماء رصَّت بانتظام خلف بعضها البعض، وآلاف الطلبيات وكلها دَيْن... قال لي: هذا الدين في الدفاتر يكفي لشراء ثلاث دكاكين جديدة، الموظفون يتقاضون نصف راتب، والآخرون تراكمت عليهم الديون ووصلت لحد الوقاحة.. وخايف يقولوا بكرة "الحْساب يوم الحساب"، قلت له: "خدْ لك هالفكرة، انشر أسماء من تحتاج منهم دين على أوراق واكتب عليها لوحة عار وضعها بجانب لوحة الشرف هذه، قال لي: لن تكفي جدران المحل لملأ الأسماء... مجنون هذا البائع فعلاً دخلت الدُّكان بعد يومين فرأيت الزجاج مليء من الداخل بلوحات معلق عليها مئات الأسماء كل اسم وأمامه المبلغ المترتب عليه، حتى أنه كتب أما أحد الأسماء المبلغ المستحق خمسة وعشرون شيكلاً فقط منذ تاريخ 2009، بدأت أطالع الأسماء وأحصى المبالغ في عقلي، لقد تجاوز المبلغ الحد المعقول، المصيبة الكبرى أني وجدت اسمي يلمع بين الأسماء كما النجمة في السماء... "يخرب بيتك يا أبو محمد" قدِّيش حقير يا رجَّال؟! علمته الرماية ولما اشتدَّ ساعده رماني.... دخلت على صوت صراخ في الدكان أحد الزبائن عليه مبلغ بسيط يصْرُخْ بقوة على البائع: ليش فضحتني وناشر اسمي على حبل الغسيل، "علي الظَّمان" ما أنت شامم ولا فلس. رد عليه أبو محمد: سأرفع عليك قضية في المجلس التشريعي؟! قال له الرجل: خلاص ارفع قضية وبأعطيك مصاريك لمَّا تنعقد الجلسة القادمة للمجلس؟! خرجت من المحل قائلاً في نفسي: [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]