هذه المرة يبدو الأمر أقرب للحقيقة منه للتوقعات والآمال لدى عائلة الحنبلي في نابلس، بعد أن ورد اسم ابنهم الشهيد القسامي المهندس محمد الحنبلي ضمن أسماء الشهداء الذين تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلية الافراج عنهم من مقابر الأرقام. ما عزّز هذا الشعور، أخذ الاحتلال عينة من لعاب شقيقه الأسير عمر الحنبلي، لفحص مدى تطابق الحمض النووي "DNA" بينهما. والدهم الدكتور عبد الرحيم الحنبلي، وهو من الشخصيات الاعتبارية وذات المكانة الرفيعة في فلسطين عامة ومحافظة نابلس على وجه الخصوص، يشعر بارتياح لقرب تسلمه جثمان نجله الشهيد، المهندس الخامس في كتائب القسام محمد الحنبلي الذي اغتالته قوات الاحتلال عام 2003، واحتجزت جثمانه حتى الآن. لكنه في الوقت نفسه حزين على استمرار اعتقال نجله البكر الدكتور الصيدلاني عمر منذ نحو عام في السجون الإسرائيلية. يقول "منذ ان ارتقى محمدا شهيدا وسرقة الاحتلال لجثمانه ونحن نأمل أن يتم تسليمه لنا لدفنه وفق الشريعة الإسلامية ويكون هناك قبر له نزوره دوما ونترحم عليه". وأضاف لــ"[color=red]فلسطين الآن[/color]": "ها قد مرت عشر سنوات على الحادثة وما زال محمد في مكان لا نعرفه. ورد اسمه أكثر من مرة ضمن الشهداء المنوي تسليمهم، لكن هذا لم يحصل أبدا.. نتمنى أن تكون هذه المرة حقيقية ونقوم بواجبه كشهيد". ولفت إلى أن العائلة حزينة على فقدان محمد، لكنها تشعر بالفخر أنه ارتقى في معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال واستطاع قتل وإصابة عدد من الضباط والجنود.. فحلم الشهادة رافقه منذ الصغر، لكننا أيضا نشعر بالأسى على احتجاز جثمانه حتى اليوم". وتساءل الدكتور الحنبلي الذي شغل منصب رئيس لجنة زكاة نابلس لأكثر من عقدين ومشهود له بالكفاءة والنزاهة "أيّ قانون هذا الذي يسمح لجهة أن تقتل انسانا وتعتقله بعد ذلك؟؟ هذا ليس غريبا على دولة الاحتلال التي قتلت عشرات الآلاف وارتكبت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل". [title]احتجاز الجثامين[/title] معاناة تتقاسمها عشرات عائلات الشهداء الفلسطينيين، أغلبهم سقطوا خلال تنفيذهم عمليات استشهادية داخل الكيان الإسرائيلي وداخل مستوطناته خلال انتفاضة الأقصى، حيث يحتجز الاحتلال جثامينهم في أراض مجهولة يُطلقُ عليها اسمَ "مقابر الأرقام". تلك العائلات ترى في عدم تسليم جثمان أبنائها إمعانا من الاحتلال في عقابها على ما قام به من عمل بطولي، لكنها بذات الوقت عاتبة على ضعف الاهتمام بقضيتهم. وتحت شعار "لنا وطن ولنا اسماء" تسعى الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء لتدويل قضيتهم لفضح الجرائم الإسرائيلية وتشكيل جبهة ضغط لإجبار الكيان الإسرائيلي على الالتزام بالقوانين الإنسانية. منسق الحملة سالم خلة أكد لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن الاحتلال الإسرائيلي أتم مؤخرا عملية فحص الصفة الوراثية (DNA) لذوي 36 شهيدا من شهداء "مقابر الارقام" المتوقع ان يتم تسليم جثامينهم قريبا. وبحسب خلة فإن النتائج تحتاج بين أسبوعين إلى ثمانية أسابيع حتى تظهر، لافتا أنه قد يتم الإفراج عن الجثامين على شكل مجموعات في حال صدرت نتائج متطابقة لعدد من الشهداء في الفترة عينها. وأكد أنه ووفقا للتوثيق الذي قام به مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، فإن هناك 288 شهيدا يرقدون في مقابر الأرقام، غير أن "إسرائيل" تدّعي أن العدد المتبقي هو 80 شهيدا، غالبيتهم غير معرفين باسم وعنوان، أو تاريخ الميلاد. وأوضح أن السلطة الفلسطينية رفضت تسلّم الشهداء غير المعرّفين، فيما عمل مركز القدس على طرح مبادرة "بنك DNA" يتم من خلاله عمل فحوصات لكافة عائلات الشهداء الذين تحتجز "إسرائيل" جثامينهم، ومطابقتها مع جثامين الشهداء غير المعرّفين. وقال خلة: "تمت مخاطبة فريق التشريح الأنثروبولوجي الأرجنتيني، الذي كشف عن مصير آلاف المفقودين في العالم، وأبدى استعداده للتعاون معنا والكشف عن مصير الشهداء غير المعرّفين، بعد إنشاء بنك الدم، غير أن تنفيذ هذه القضية يحتاج إلى فترة زمنية طويلة، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية". ولفت إلى أنه ونظرا للظروف السيئة التي يتم فيها دفن جثامين الشهداء، وعدم مراعاة "إسرائيل" لشروط الدفن الملائمة، من الصعب التعرف على العديد منهم خلال الفترات السابقة التي تم فيها تسليم جثامين الشهداء، وحصلت هناك أخطاء عديدة خلال إجراء فحص الصفة الوراثية. وأضاف إن مركز القدس قدّم عشرات القوائم التي تضم أسماء شهداء الأرقام، وهناك قوائم أخرى قيد الدراسة والتحضير، موضحا أن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، إلى جانب وزارة الخارجية في السلطة تحاول تفعيل هذه القضية سياسيا، حيث وجدت استنكارا من مختلف دول العالم، مما جعل "إسرائيل" مضطرة للإفراج عنهم. [title]استخراج الجثامين[/title] وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع مؤخرًا في إخراج جثث عشرات الشهداء الفلسطينيين من مقبرة لشهداء الأرقام قرب بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة. وذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة لمجلة "بازم" العسكرية أن عابري سبيل لاحظوا وجود عشرات الجنود داخل المقبرة ومعهم ممثلين عن الحاخامية العسكرية، وشرعوا بإخراج عشرات الجثث من قبورها ونقلوها إلى شاحنات تبريد. وذكرت تلك المصادر أن الجيش الإسرائيلي أعلن منطقة المقبرة منطقة عسكرية مغلقة ومنع فيها التصوير أو الاقتراب. وتعدّ هذه المقبرة من المقابر الخاصة، وتدفع "إسرائيل" لجمعية "راحة سليمة" وهي المسئولة عن المقبرة مبلغًا سنويًا مقابل قيامها بدفن جثث الشهداء فيها خلال السنوات الماضية. وأكدت مصادر عسكرية خبر إخراج الجثث، وأشارت إلى أن ما يجري حاليًا هو إخراج الجثث لمطابقتها مع عينات الـ DNA التي أخذت مؤخرًا من أقرباء الشهداء. وأضافت تلك المصادر أن هذا الإجراء جاء بتوجيهات من المستوى السياسي في "إسرائيل"، واستنادًا إلى تعهد حكومة الاحتلال أمام محكمة العدل العليا بتسليم جثث مقابر الأرقام تدريجيًا لذويهم. [color=red]وفيما يلي أسماء الشهداء المنوي تسليم جثامينهم حسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء:[/color] 1- ماهر محيي الدين حبيشة -نابلس- تاريخ الاستشهاد 2/12/2001 2- محمد عبد الرحيم الحنبلي- نابلس- تاريخ الاستشهاد 5/9/2003 3- محمد عبد الحميد حموضة- نابلس- تاريخ الاستشهاد 17/2/2002 4- أحمد ياسر أحمد صالح- نابلس/ عصير القبلية- تاريخ الاستشهاد 9/6/2002 5 - أحمد حافظ سعدات عبد الجواد- نابلس/ مخيم عسكر- تاريخ الاستشهاد 28/3/2002 6- عامر محمد عيسى شكوكاني- البيرة/ رام الله - تاريخ الاستشهاد 24/5/2002 7- شادي إبراهيم شاكر حمامرة- بيت لحم/ حوسان- تاريخ الاستشهاد 26/3/2002 8- داود علي أحمد سعد أبو صوَيّ- بيت لحم/ ارطاس- تاريخ الاستشهاد 5/12/2001 9- جميل خلف مصطفى حميد- بيت لحم- تاريخ الاستشهاد 31/3/2002 10- أنس بنان عبد الكريم أبو علبة- قلقيلية- تاريخ الاستشهاد 17/7/2002 11- مهدي محمد سليمان قيسي- قلقيلية- تاريخ الاستشهاد 6/3/2002 12- عبد الكريم عيسى خليل طحاينة- جنين/ السيلة الحاريثة- تاريخ الاستشهاد 5/8/2002 13- راغب أحمد جرادات- جنين/ السيلة الحاريثة- تاريخ الاستشهاد 10/4/2002 14- كامل عبد الله علاونة- جنين/ جبع- تاريخ الاستشهاد 26/6/2003 15- علاء الدين عبد الستار صبّاح- جنين 16- نمر محمد يوسف أبو سيفين- جنين/ اليامون- تاريخ الاستشهاد 9/2/2001 17- سرحان برهان حسين سرحان- طولكرم/ المخيم- تاريخ الاستشهاد 4/10/2003 18- مؤيد محمود عبادة صلاح الدين- طولكرم- 9/11/2001 19- سيف الدين بشير بدران- طولكرم/ دير الغصون- 1/1/2003 20- ضياء مروان عارف دمياطي- نابلس/ المساكن- 1/10/2002 21 - خالد صبحي علي سنجق- طولكرم/ رامين- 2/12/2001 22- فتحي جهاد فتحي عميرة- نابلس/ رفيديا- 30/3/2002 23- جلال خليل محمد محاميد- 8/2/2002 24-توفيق هاشم عارف محاميد- جنين/ دير أبو ضعيف- 8/2/2002 25- عز الدين سهيل أحمد المصري- جنين/ عقابا- 17/6/2002 26- علاء سليمان زهدي مرشود- 17/6/2002 27- عماد كامل سعيد زبيدي- نابلس/ المخفية- 22/4/2001 28- ضرغام عزت زكارنة- جنين/ دير غزالة 29- محمود عمران القواسمي- الخليل- 5/3/2003 30- محمود مصطفى حسن الدرابيع- الخليل/ دورا- 27/12/2002 31- أحمد عايد أحمد الفقيه- الخليل/ دورا- 27/12/2002 32-سامي فتحي بشارات- جنين/ طمون- 13/3/2003 33- آيات محمد لطفي الأخرس- بيت لحم- 29/3/2002 34- عادل أحمد إسماعيل عوض الله- البيرة- 10/9/1998 35- عماد أحمد إسماعيل عوض الله -البيرة- 10/9/1998 36- مجدي عبد الجواد خنفر- جنين/ سيلة الظهر- 30/3/2002