19.45°القدس
19.59°رام الله
18.3°الخليل
25.11°غزة
19.45° القدس
رام الله19.59°
الخليل18.3°
غزة25.11°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: المرضى بسجن الرملة.. شهداء مع وقف التنفيذ

يرى الأسير المحرر عثمان الخليلي من مدينة نابلس نفسه محظوظا أن خرج من السجن حيا، بعد أن رأى الموت بأم عينيه، بعد أن أمضى عامين في مستشفى سجن الرملة على كرسي متحرك. وكان الاحتلال تسبب بشلل كامل للخليلي بعد أن اطلق عليه النار خلال مطاردته، واعتقل إثر ذلك دون رأفة بحاله. كان ذلك عام 2007، حيث اعتقل لمدة سنة، وفي نهاية عام 2011 أعاد الاحتلال اعتقاله رغم اعاقته، حيث صدر بحقه حكم بالسجن لسنتين. ويرفض المحرر الخليلي أن يطلق مستشفى سجن الرملة هذا الاسم، بل يعده "مقبرة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يقول الخليلي لوكالة [color=red]"فلسطين الآن"[/color] عبر الهاتف: "هذا ليس مستشفى، وليس سجنا على كل ما فيه، بل هو مقبرة للأحياء". ويتابع "رافقت الأسرى الشهداء زهير لبادة وأشرف ابو ذريع.. عشت معهم الألم والوجع لحظة بلحظة، ولم تكن تجد أناتهم آذانا صاغية لدى السجانين والأطباء المستهترين". يتفقد عثمان الذي ناهز الخامسة والثلاين من عمره صور من عايشهم هناك، بعضهم ما يزال يعاني ويلات السجن والاهمال الطبي أمثال نعيم الشوامرة ومعتصم رداد، وآخرون ارتقوا إلى العلا شهداء. يقول بلهجة عامية حزينة "محدش سائل بالأسرى، ومحدش مطلع على معاناة المرضى.. كل دقيقة بتمر من دون ما حدا يتحرك ممكن يموت فيها حدا من المعتقلين". ويتابع بنبرة تحمل عتابا كبيرا "وين الناس عنا. كنا نشوف على التلفزيون عشرات الآلاف في الحفلات الموسيقية.. بس في مسيرات الأسرى بنابلس ورام الله والخليل ما يزيد عددهم عن عشرين واحد". [title]فصول جديدة[/title] الحديث عن إهمال طبي ومعاملة لا تليق، يتزايد مع تكشف فصول جديدة لما ينفذه السجانون والأطباء الاسرائيليون على حد سواء مع الأسرى المرضى. ومع تزايد الخشية من ارتقاء شهداء جدد من الأسرى المرضى، يبقى الصمت الدولي والحقوقي تجاه انتهاكات الاحتلال بحقهم سيد الموقف. من أجل هذا، عقدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين بالضفة ونادي الأسير، اليوم، مؤتمرا في نابلس لمناقشة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال بحضور أهالي الأسرى وعددا من الشخصيات الوطنية. وعبّر وزير الأسرى بالضفة عيسى قراقع عن رفض السلطة وكافة أحرار العالم لاستمرار هذه المهزلة، لافتا إلى ظاهرة انتشار الأمراض الخبيثة في السجون، قائلا "أصبحت السجون مستنقعا لأخطر أنواع الأمراض والأوبئة الخبيثة، حيث ارتفع عدد الأسرى المرضى إلى 1400 مريض، بينهم 80 مصابون بأمراض خطيرة". وتطرق قراقع إلى العلاج الذي يقدم للمرضى وخصوصا القابعين في مستشفى سجن الرملة وغيرهم من الذين يعانون أمراض في غاية التعقيد، حيث قال: "بدأت تصلنا تقارير تتعلق بإصابة الأسرى بأمراض خبيثة أشهرها أورام الحنجرة"، لافتا إلا أن إدارات السجون لا تقدم الدواء الناجع، وتكتفي بتقديم المسكنات والعلاجات الشكلية، مشددا على قضية التأخر في تشخيص الحالات المرضية. وفي سابقة خطيرة، قال قراقع: "إن بعض الأسرى الذين يعانون حالات مرضية خطيرة بدؤوا يكتبون وصاياهم بسبب الأوضاع الكارثية، كحالة الأسيرين نعيم الشوامرة ومعتصم رداد"، مشيرا إلى أن أغلب حالات المرض تطورت بعد الاعتقال". وطالب قراقع بتشكيل لجان تحقيق دولية وتقديم الاحتلال لمحاكم الجنايات الدولية، جراء حالات الوفاة التي تخرج من السجون، مؤكدا بأن 5 حالات وفاة شهدنها السجون خلال عامين، ومحملا حكومة الاحتلال المسؤولية القانونية عن هذه الإجراءات. وعن ظروف احتجاز الأسرى في مستشفى سجن الرملة قال قراقع: "إن التقارير الصادرة عن الأطباء الذين يزورون السجون باستمرار تؤكد بأن مستشفى سجن الرملة أشبه ما يكون بالعزل الجماعي للأسرى المرضى". [title]الموت بين ذويهم[/title] وعن مطالب الأسرى المرضى، قال قراقع: إن "مطالبهم وتمنياتهم لا تتجاوز حدود أن يموت الأسرى في بيوتهم، مؤكدا بأننا سنشهد حالات وفاة في الفترة القادمة إذا استمر الوضع على ما هو عليه". وتابع "الجهات الرسمية وعلى رأسها محمود عباس على اهتمام دائم بما يحصل للأسرى المرضى"، قائلاً إن "السلطة تمارس ضغوطات على الاحتلال من خلال المفاوضات والرسائل التي ترسلها للمجتمع الدولي مطالبة بالإسراع للإفراج عنهم". [title]مستشفى العزل[/title] وفي هذا السياق، قال عضو الكنيست الإسرائيلي محمد بركة إن "مستشفى الرملة هو مكان خصصه الاحتلال لقمع الأسرى، وليس للاهتمام بهم أو علاجهم ويجب أن يغلق فورا". وحمّل بركة "إسرائيل" مسؤولية ما يحدث للمرضى داخل السجون قائلا: إن "الأسرى المرضى لا يشكلون خطرا على الاحتلال، وإنما الاحتلال هو الذي يشكل الخطر عليهم، كما أن إسرائيل تقوم بعملية اغتيال بطيئة لهم"، مشيرا إلى أن كل إنسان في السجن معرض للموت فان "إسرائيل" لا تحكم عليه بالسجن وإنما تحكم عليه بالإعدام.