قدّر الله أن يعيد التاريخ نفسه مع عائلة الفقير، فكان حادث سير على مفترق الطرق نفسه (مفترق العيسوية المطل على قرية عناتا) والطريقة نفسها، سبباً في وفاة الشقيقين عدنان وأمين لكن بفارق عشرة أعوام. فقد تعرض عدنان لحادث السير أثناء مرافقته لوالدته، حيث أصيب بشلل ثم توفي بعد أربع سنوات، وكان عمره عشرة أعوام، أما أمين فقد استشهد السبت الماضي أثناء عبوره المفترق راكباً على حماره، حيث صدمه مستوطن، وتوفي متأثراً بجراحه. تحدثت الوالدة الثكلى، قائلة: "خرج أمين راكباً حماره ليتمشى بعد العصر كعادته ويعود إلى المنزل مساء، لكن بعد أن تأخر الوقت إلى ما بعد صلاة العشاء، سألت عنه الجيران والأهل، إلا أن بعضهم كان على علم بالحادث فأبلغوني في البداية بأنه معتقل ثم قالوا لي بأنه تعرض لحادث سير وحالته خطرة، وأخيراً علمت بخبر وفاته". وقالت إنها لم تتوقع يوماً بأن تفقد ابناً آخر في حادث سير في المكان نفسه الذي وصفته بالمشؤوم، وأكدت أنها لن تعود ولن تسمح لأحد من أفراد عائلتها بالعودة إليه. وقد أصيب أمين بإصابات بالغة ونقل إلى مستشفى هداسا "عين كارم" ثم أعلن وفاته لاحقاً. وعن الحادث الذي أودى بحياة عدنان قالت الوالدة: "كان عدنان يبلغ من العمر ست سنوات، عندما كان يرافقني في جمع الحطب، حيث قطعنا الشارع وعندما وصلنا إلى الجانب الآخر عاد عدنان للخلف، ثم سمعت صوت فرملة سيارة، نظرت خلفي فإذا به ملقى على الأرض". وأضافت: "أصيب عدنان في رأسه ما تسبب بإصابته بشلل في كافة أنحاء جسده كما فقد القدرة على النطق، خضع للعلاج في مستشفى المقاصد والجمعية العربية ببيت جالا، وبقي على هذا الحال لمدة أربع سنوات ثم توفاه الله". وذكرت الوالدة أن أمين كان طفلاً حنوناً جداً يحب اللعب مع أصدقائه، ودائما كان يساعدها ويقوم بما تحتاجه من أعمال. يشار أن للوالدة الثكلى الآن ثلاثة أبناء وإبنتين أكبرهم جبرين 18 عاماً وأصغرهم خلود ست سنوات.