24.41°القدس
23.83°رام الله
24.42°الخليل
25.73°غزة
24.41° القدس
رام الله23.83°
الخليل24.42°
غزة25.73°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: تأخير قرار المواجهة الكبرى في غزة

انتهت الموجة الأخيرة بين غزة و(إسرائيل) بهدوء مشوب بالحذر، ما يشير إلى رغبة صناع القرار في غزة وتل أبيب بعدم تقريب المواجهة الكبرى الآتية حتماً كما يعتقد بذلك الكثير من الفلسطينيين، ولذلك جاء تدخل مصر بين الجانبين لوضع حد لهذه الجولة. الأوساط العسكرية في غزة تؤكد أن (إسرائيل) تعد العدة لحملة عسكرية كبيرة ضد القطاع، بعد فشل سياستها الردعية منذ الحرب الأخيرة في نوفمبر 2012، وظهور بعض النشاط الميداني للأجنحة المسلحة الفلسطينية، فيما حماس تعتبر أن المواجهة المسلحة مع (إسرائيل) هي الخيار الأخير، بحيث تفتح جبهة قتالية معها إذا شعرت أنها ستفقد الحكم في غزة بسبب الوضع الاقتصادي أو الأمني، مؤكداً أن وقف إطلاق النار الأخير بين الجانبين لن يستمر وقتاً طويلاً. ورغم التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" ضد حماس، لكن ضابطاً إسرائيلياً رفيع المستوى في قيادة المنطقة الجنوبية قال إن الجيش يعمل على احتواء الموقف في غزة، والحيلولة دون تدهور الأوضاع على امتداد الحدود الشرقية الشمالية لها، بعد أن قام بتدمير مواقع للمراقبة تابعة للحركة على حدود القطاع خلال جولة القصف الأخيرة. وأشار أنّ الجيش قرر إنهاء التصعيد الحالي ومحاصرته، تخوفاً من جولة عنف غير محسوبة، وتفويت الفرصة على حماس لاستغلال الأحداث، وتوسيع دائرة العنف، والتأثير على حياة مئات آلاف الإسرائيليين، لكنه سيرد بصورة أقسى خلال أي خرق قادم للهدوء. لكن كاتب السطور قام بجولة ميدانية في المواقع التي قصفها الجيش الإسرائيلي خلال الجولة الأخيرة، واتضح له أنها مواقع فارغة من العناصر المسلحة، ولم تسفر جميع الغارات الجوية سوى عن مقتل طفلة لم تكمل 3 سنوات من عمرها، فيما نتجت باقي عمليات القصف عن أضرار مادية فقط، ما يفسر عدم توافر نوايا إسرائيلية بإيقاع خسائر بشرية فلسطينية، تجبر حماس على رد قوي ضد الإسرائيليين. الفلسطينيون في غزة تساءلوا عن غياب حماس في الجولة الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي، ومن الواضح أن عدم رد الحركة على القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ليس بسبب عدم قدرتها على الرد، وهذا ما تعلمه (إسرائيل) جيداً، لكن من الواضح أن الجهات المختصة في جناحها العسكري في طور استعدادات يجريها في قطاع غزة، تحسباً لحدوث أي مواجهة كبيرة مع (إسرائيل)، ولذلك فإن الحركة غير معنية الآن بإطلاق الصواريخ هنا وهناك، بل تبذل جهودها من أجل تطوير قدراتها، وهذا ما لم يعد سراً. ومن الواضح أيضاً أن (إسرائيل) تدرس توجهاً جديدا تجاه غزة، يستبدل توسيع دائرة المواجهة العسكرية بتشديد الضغط الاقتصادي، بعد أن دمرت مصر الأنفاق الحدوديّة، ولذلك جاء قرار إغلاق معبر "كرم أبو سالم" التجاري للضغط على حماس لتعود للالتزام بشروط التهدئة التي أعقبت الحرب الأخيرة، مما سيشكل أزمة حقيقية للفلسطينيين، تمهيداً لتطبيق معادلة إسرائيلية تجاه غزة أسماها "الأمن مقابل الخبز"! وهو ما دفع بكتائب القسام للتحذير من وصول المقاومة لما أسماها مرحلة الانفجار إذا استمر الحصار الخانق على غزة، معلناً أن حماس تتعامل مع التهدئة مع (إسرائيل) بتأهب وإعداد واستعداد، وليست استراحة مقاتل، ولا تعمل بالضرورة بردّات الأفعال الآنية، وبالتالي فلا يستطيع العدو أو الصديق التنبؤ بردها زماناً ومكاناً. ومع ذلك، فإن رغبة حماس هذه بعدم التصعيد مع (إسرائيل) لا يمكن تعميمها على باقي الأجنحة المسلحة الفلسطينية، الأقل وزناً والأصغر حجماً من كتائب القسام، ولذلك يتم الإعلان أحياناً عن وضع عبوة ناسفة، أو تسلل إلى الجدار الحدودي مع (إسرائيل)، دون علم حماس بذلك. كما أن حركة حماس غير معنية حاليّاً بتصعيد عسكري، ولها من المبررات ما يجعل من الصعب عليها التورط في مواجهة قتالية جديدة، كون الحكومة تمر بضائقة اقتصادية في القطاع، تشكل ضغطاً عليها، وترى أن هذا التوقيت ليس في صالحها، كما أنه ليس من مصلحتها أن تمنح الجيش الإسرائيلي فرصة لهدم ما تقوم به من استعدادات ميدانية، ما يعني أن ذلك قد يفضي لأن تخف جولة إطلاق النار الحاليّة رويداً رويداً. أخيراً...فإن توقف التصعيد الإسرائيلي ضد غزة، وامتناع حماس عن إطلاق صواريخ تجاه جنوب (إسرائيل)، ليس سوى قرار آني مؤقت من قبل الجانبين، مرتبط باعتبارات تخصهما، داخلية وخارجية، لكن قرار المواجهة الكبرى، يحتفظان به إلى إشعار آخر، إذا ما تيسرت الظروف الميدانية العملياتية، واستعدادات القوات العسكرية لديهما من جهة، والأوضاع الإقليمية المتعلقة بأحداث مصر والملف الإيراني ولبنان وسوريا من جهة أخرى