ختيار طاعن في السن يقف أمام عربة صغيرة كل ما فيها لا يتجاوز ثمته ال٥٠ جنيه، وراؤه محطة المترو مباشره يسأله مراسل أحد القنوات عن الوضع اليوم بعد ثلاث سنوات فيقول "الختيار" مباشرة بدون أي تفكير، الوضع "زي الزفت" زي"طووووووط". صمت قليلاً ثم تحدث بسرعة البرق يصف حال مصر الحزين...."بص يا باشا مصر صارت بتاخد هدوم مستخدمة خربانة من الإمارات"، بص يا باشا الثورة كانت حلوة أوي... كانت مصر كلها في الميادين بدها التغيير، كنا بدنا مبارك يروح، راح المخلوع وظل النظام ... النظام يا باشا... أتاري المخلوع كان ورقة في شجرة كبيرة . فعلاً صدق "الختيار" المصري فلقد سرق خطأ واحد كل الآمال، آمال مئات الملايين في العالم العربي والاسلامي، لقد سرق خطأ حلم المصريين وثرواتهم، خطأ واحد تسبب بمقتل واعتقال الآلاف، كانت لحظة غبراء، عرجاء، سرقت من فم المحاصرين في غزة طعامهم، وكبَّلت أيديهم بحصار جديد، مر علقم، لقد كان الخطأ التاريخي ترك الميدان بعد شهر من الثورة. ترك الرماة الجبل، وهجموا إلى الاحتفالات بينما النظام قائم، فقد أسقط النظام رأسه وأبقى على جذوره التي سرعان ما تقوم بتفريخ ألاف الرؤوس فليست بالمشكلة الكبيرة.... وأصبحت مصر اليوم تغني احنا بنضيع يا وديع... وصدق المثل القائل " اللي بيترك ميدانه، بينقَلْ مقداره"... وجَّه المراسل التلفزيوني سؤالاً آخر للختيار فقال له: هل نجحتم في الديمقراطية؟! ضحك العجوز وقال: "الديمقراطية دي حاجة وسخة أوي" "كذبة كبيرة يا باشا" كانت تحتاج لمحاكم ثورية عشان تنجح، كانت تحتاج لدستور جديد أوي عشان تنجح، مش دستور "ترقِيعْ"... ثم نظر العجوز للمراسل بحزن شديد وقال: الثورة بدها الميدان يا ابني. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]