24.13°القدس
23.85°رام الله
22.75°الخليل
25.91°غزة
24.13° القدس
رام الله23.85°
الخليل22.75°
غزة25.91°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: تركيا و إيران .. جديد المنطقة وتحولاتها

في ظل ضعف النظام الإقليمي العربي، وحالة اللااستقرار في مصر وسوريا والعراق على وجه الخصوص نظراً لأهمية تلك المناطق من الناحية الجيوسياسية والحضارية والثقافية ومن ناحية المكانة والدور، شهدت العلاقات بين تركيا وإيران تطوراً هاماً يؤسس لمرحلة جديدة قد ترتقي بها العلاقات بين البلدين لتصل إلى درجة التحالفات الاستراتيجية، فكلا البلدين فاعل رئيس في الشرق الأوسط، و لهما من عناصر القوة ما يؤهلهما لأن يكونا قطبين فاعلين في النظام الدولي الجديد، وصولاً إلى تحقيق اتحاد فدرالي تركي إيراني، وربما تأتي الرسالة التي حملها السيد أردوغان من الرئيس التركي عبدالله غول للمرشد الإيراني والتي جاء بها بعد الترحيب: "إننا نعتبر إيران بيتنا الثاني" . زيارة أردوغان لطهران، والزيارة المرتقبة لحسن روحاني لأنقرة خلال الأسابيع المقبلة تشكل تحولاً هاماً في السياسة الخارجية لكلا الدولتين، حيث تربط البلدين مصالح سياسية واقتصادية وأمنية، وتأتي بعد التحول في السياسة الخارجية التركية تجاه الأزمة السورية وتفضيل الحل السياسي عن أي حلول أخرى، وسبل إنجاح الجهود المبذولة في مؤتمر جنيف2، فكلا البلدين لهما ثقل وتمتلكان مفاتيح الحل في إنهاء الصراع الدائر بسوريا، والملف الاقتصادي ليس بعيداً عن الزيارة، فإيران نقلت حساباتها البنكية من تركيا لليابان وسويسرا، وتركيا الدولة الصناعية الواعدة عيونها على سوق الطاقة الإيرانية، بالإضافة إلى العديد من الملفات التي سيناقشها أردوغان مع المسئولين الإيرانيين خلال يومي الزيارة، ومنها انطلاق المجلس الأعلى للتعاون بين البلدين، وكأننا في الطريق نحو الوحدة الفدرالية. وهذا الاتحاد يملك من عناصر القوة الاستراتيجية والجيوبوليتيكية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية، والثقافية، والممارسة الديمقراطية، والقوة العسكرية والصناعية ، وبذلك نرى الجهود الصهيو أمريكية لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ، وخلق فتنة طائفية بين السنة والشيعة لتكون عائقاً أمام أي تجربة اتحادية في الشرق الأوسط، وهنا سأحاول أن أستشرف قيام اتحاد فيدرالي إيراني تركي، وسأعمل على تحليل عناصر القوة لدى هذا الاتحاد، ونتمنى أن يصبح الحلم حقيقة... تبلغ مساحة الاتحاد الفدرالي الإيراني التركي 2.427.452 كم2، وتعداد سكانه يتجاوز الــ 142.5 مليون نسمة، تنتشر على طول حدوده إحدى عشرة دولة مجموع تعداد سكانها ما يقارب 300 مليون نسمة تقريباً، غالبيتهم مسلمون، ويبلغ طول حدوده البرية 4728 كم2، بينما طول حدوده البحرية 9700 كم2، موزعة على سبعة منافذ بحرية، إضافة إلى إشرافه المباشر على مضيق هرمز والبوسفور والدردنيل، مما يجعل منه قوة بحرية، ويعطيه أهمية جيوإستراتيجية. نعم ، هذا الاتحاد لو تحقق سيكون مؤهلاً للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وسيكون له دور كبير في صياغة النظام العالمي الجديد، وربما يمارس دبلوماسية شعبية من خلال انفتاح الاتحاد على مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والشعوب والتي قد يحقق من خلالها التمدد بسرعة في المنطقة العربية، وقد يساهم في حل الأزمات في المنطقة العربية، لأن اكتمال أضلاع المثلث الاستراتيجي يجب أن ينطلق من قاعدة عربية قد تكون مصر أو سوريا أو العراق. إن التقارب الإيراني التركي في هذه المرحلة السياسية الحرجة، وطبيعة التحولات السياسية التي شهدتها الساحة التركية، تؤكد أن هناك تحالفاً استراتيجياً آخذاً بالتبلور بين إيران وتركيا. ولكن هذا التحالف أو الاتحاد سيشكل خطراً استراتيجياً على المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى مستقبل الكيان الصهيوني، وكذلك سيكون له ارتدادات قد تمس بعروش الأنظمة الشمولية العربية وعلى وجه الخصوص بعض دول الخليج العربي، لذلك ستواجه الفكرة بقوة من كل الأطراف، ولكن تركيا وإيران وحدهما كما تحدثت من قبل لديهما من المؤهلات للقيام بمثل هكذا تحالف، وبناء نظام سياسي فدرالي قائم على أساس العدالة والقانون والديمقراطية. ولكن ينبغي العمل على خلق بيئة سياسية وثقافية مواتية عند شعوب المنطقة لدفعهم نحو القبول للتعايش في هكذا اتحاد، ولعل التجربة الأمريكية في بناء اتحادها الفدرالي عبر ضم إحدى وخمسين ولاية، في دولة تجميعية، بها العديد من الديانات والمذاهب والملل والثقافات، ولكنها استطاعت أن تسيطر على العالم، وربما يكون للاتحاد الفدرالي الإسلامي عناصر قوة قد تفوق الولايات المتحدة الأمريكية، كوننا نمتلك حضارة وثقافة وإرثاً تاريخياً يؤهلنا لأن نكون أسياد العالم