كثيرةٌ هي الجمعياتُ الخيرية في قطاع غزة، فمعظمها ذات خدماتٍ محدودة، وربما تكونُ عبارة عن اسم فقط لا تُقدم فتات الخدمات، لكننا نقف اليوم أمام جمعيةٍ كريمةٍ تقدمُ أفضل الخدماتِ، ولها العديد من النشاطات والأقسام التي من شأنها أن ترتقي بالكادر النسائي في شمال قطاع غزة. جمعية تنمية الأسرة والمجتمع ومقرها مخيم جباليا بالقرب من محطة تمراز للبترول في شمال قطاع غزة، تقدمُ الخدمات في الكثير من مجالات الحياة الصحية والاجتماعية والتثقيفية والتعليمية ، وتطوير قدرات المرأة لتصبح قادرة على مواجهة صعوبات الحياة في ظل الحياة الصعبة والعيش المرير في قطاع غزة بفعل الحصار الظالم والحروب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي تستهدف كل ما هو حي وتهدف إلى تدمير المرأة الفلسطينية التي هي عمود الأسرة والعقل المدبر لتخريج جيلٍ فلسطيني واعد ومنظمٍ بامتياز. [title]ارتقاءٌ وتطويرٌ [/title] قالت المدير التنفيذي للجمعية صابرين الكرد "30 عاماً" نسعى من خلالِ هذه الجمعية أن نرتقي بالعامل النسائي في المجتمع الفلسطيني، كي يصبحن أكثر نضحاً وقدرة على مواجهة صعوبات الحياة. وأكدت أن الجمعية تعمل على تأهيل وتثقيف المرأة في مختلف المجالات للنهوض بالأسر الفلسطينية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعبُ الفلسطيني من حصار وحروب وفقر. [img=022014/view_1391468513.jpg]مديرة الجمعية صابرين الكرد[/img] وتقدمُ الجمعية عدة خدماتٍ في شتى المجالات الحياتية، وفي مراحل عمرية مختلفة، من ضمنها دورات شاملة ومهنية وصحية وتثقيفية، كما هناك قسم للاهتمام بالخريجات الفلسطينيات. [img=022014/view_1391468523.jpg]قسم دورات الحاسوب[/img] و تسعى الجمعية إلى تعزيز التعاونِ بين المؤسساتِ الأهلية والرسمية، كما تهتم بتطوير قدرات الطفل الفلسطيني. ويشملُ البرنامج التطويري للجمعية محاضراتٍ تربوية ونفسية وصحية، كما يُعقد في الأعيادِ مهرجاناتٌ ترفيهيةٌ للترفيه وتسليه الأطفال، كما تقدم دوراتٍ ، منها مجانية وأخرى بأسعارٍ رمزية. وتوضحُ مدير المؤسسة والحاصلة على بكالوريوس التربية بالإضافة إلى الدبلوم العالي المهني المتخصص في التعليم الإلكتروني. أن الجمعية تحاولُ قدرَ الإمكان أن تخفف من عبء الأسر الفلسطينية والحد من البطالة والفقر اللذين أصبحا يشكلان هاجساً للكثيرِ من العائلات الفلسطينية وضياع حلمِهم ومستقبلهم التعليمي والتثقيفي. وتعقد الجمعية بين الحينِ والآخر أياماً طبيةَ مجانية تشمل فحص نظر وسكر وفحوصات للأطفال، وتهدف اللقاءات الطبية إلى توعية الأهالي صحياً، والانتباه إلى صحتهم والمحافظة عليهم والفحص المبكر لتجنب مضاعفات الأمراض. وتبين أن 21 موظفة استطاع المركز أن يوفر لهن فرصة عمل كريمة، قادرة على توفيرِ لقمة العيش لأسرهن. وتضم الجمعيةُ أيضا محلاً لكوافير العرائس يهتم بالشئون النسائية، بأسعارٍ متناسبُ كافة طبقاتِ المجتمع الفلسطيني. وتأهل الجمعية ضمن برنامجها الفتيات المقبلات على الزواج للحد من حالات الطلاق والخلاف الزوجي. [title]تطريزٌ وحضانة [/title] تؤكد مختصة ومديرة قسم التطريز الشعبي أن قسمَها يعملُ بكل جدٍ واجتهاد وعمل دؤوب بأن يعيد التراثَ الفلسطينيَ إلى الواجهة من جديد. [img=022014/view_1391468600.jpg]حلمة خليل مسئولة قسم التطريز بالجمعية[/img] ويصنع قسم التطريزِ أجمل المنقوشات الشعبية الفلسطينية بكل روعةٍ ودقة، لتخرجَ لوحةً فنيةَ في غاية الأناقة والجمال، تتناسب مع الأذواق التراثية الفلسطينية الرفيعة. [yt=022014/view_1391468544.jpg]ثوب فلسطيني من صنع الجمعية[/yt] وتضيف حلمية خليل "55 عاماً" أنه رغم كل المعوقات والصعوبات التي تواجه القسم إلا أنهم ماضون في عملهم لإنجاح القسم، وتعزيز دور المرأة الفلسطينية وتراثها القديم. [img=022014/view_1391468570.jpg]التراث الفلسطيني[/img] [img=022014/view_1391468552.jpg]شال فلسطيني فاخر [/img] وتبين ُمديرة الحضانة رجاء الشرباصي "40عاماً" أن أعداد الأطفال الذين يزورون الحضانة يوميا ما بين 45-50 يوماً، متوقعة ارتفاع هذا العدد في الأيام القادمة، مشيرةً إلى تلقيهم اشتراكٍ شهري رمزي يقدر ب100 شيكلاَ، مضيفةً أن الفئة العمرية محددة من يوم إلى خمس سنوات. [img=022014/view_1391468687.jpg]طفلٌ في قسم الحضانة "نوما هنيئا"[/img] [img=022014/view_1391468736.jpg]قسم الحضانة[/img] [img=022014/view_1391468678.jpg]فرح وسرور على وجوه الأطفال[/img] [img=022014/view_1391468631.jpg]رضا من الأطفال على خدمات الحضانة[/img] [title]معملٌ وتجميلٌ [/title] وتقول مديرة المعمل نجية ياغي "50عاماً" لدينا أخواتٍ ماهرات يصنعن أجود أنواع المعجنات والحلويات الشامية اللذيذة والأكلات الشعبية كالمفتول والمحاشي، وتلقى قبولاَ كبيراً في بعض الأحيان من العائلات الفلسطينية. [img=022014/view_1391468742.jpg]معمول من صنع معمل الجمعية[/img] وتوضحُ أن المعمل بإمكانه أن يعمل حسب طلب الأسر الفلسطينية، نظراً لانشغال بعض الأمهات الموظفات بأعمالهن، وعجزهن عن الجمع بين ربة الأسرة والموظفة، فيأتي المعمل تحفيفاً عليهن، ومساعدتهن في تقديم أفضل الوجبات بأسعار مناسبة. [img=022014/view_1391468761.jpg]المعمل يقدم أشهى المعجنات والحلويات[/img] وتضم جمعية تنمية الأسرة والمجتمع بين أفرعها محلاً للتجميل، بأسعار رمزية ومخففة للأهالي والسكان. كما عكفت الجمعية مؤخراً على تقديم دروس التقوية لطلاب المدرسة في الكثير من التخصصات، لتطوير قدراتهم التعلمية وتحصيل درجاتٍ عالية في الامتحانات والارتقاء بمستواهم التعليمي لمستوياتٍ راقية، بمشاركة مدرساتٍ ذي كفاءةٍ عالية. الحاجة للدعم وناشدت جمعية تنمية الأسرة والمجتمع كافة الجهات المعنية بضرورة تقديم الدعم في شتى المجالات للجمعية، لكي ترتقي بأقسامها وتطورها، ولتصبح قادرة على مواصلة العطاء الجزيل، وبناء مرأة قادرة على تحمل مسئوليتها، وتقديم صورة جميلة عن المرأة الفلسطينية.