لم تكد الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية تأخذ أنفاسها وتعيد ترتيب أوراقها بعد الاتفاق الذي وقعته مع اتحاد المعلمين مؤخراً، ومن أجل الاستعداد لمعركة قضائية ونقابية مع نقابة الأطباء بعد إصرار وزير الصحة فيها جواد عواد على تطبيق البند المتعلق بتفرغ الاطباء الحكوميين واغلاق عياداتهم الخاصة، حتى برز تحد جديد أمامها. فقد وجه اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية تهديدا مباشرا لوزارة ومجلس التعليم العالي في حكومة الضفة باتخاذ خطوات تصعيدية ردا على ما وصفه بـ"وقوفهما موقفاً غاية في السلبية تجاه مطالبهم". جاء هذا عقب اجتماع عقده مجلس الاتحاد الخميس الماضي في جامعة بيت لحم وحضره جميع رؤساء نقابات العاملين في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر "الفيديو كونفرنس". وفي بيان، أصدره الاتحاد اليوم الاثنين، وصل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] نسخة منه- أوضح أن الاجتماع ناقش العديد من القضايا الحيوية للجامعات الفلسطينية والعاملين فيها، حيث أجمع الحاضرون على ما اسموه "وقوف وزارة ومجلس التعليم العالي موقفاً غاية في السلبية تجاه هذه القضايا، الأمر الذي يدل على استمرار هذه الجهات في سياسة الاهمال والمماطلة والتسويف في التعامل مع قضايا ومشاكل التعليم العالي الفلسطيني، وتنصلهم من تحمل مسؤولياتهم الوطنية". موضحا أن هذا "يستدعي وقفة جادة وصارمة من الاتحاد في وجه هذا الاهمال والتنكر لحقوق العاملين في الجامعات الفلسطينية وعدم الاكتراث بمستقبل التعليم العالي الفلسطيني ومؤسساته"، على حد تعبير البيان. ومن أبرز المطالب -بحسب البيان- فتح الكادر الموحد للجامعات الفلسطينية بهدف تعديله وتطويره بما ينصف العاملين ويضمن حقوقهم، مشيرا إلى أنه "استحقاق قانوني متفق عليه مع مجلس التعليم العالي وبرعاية ممثلي الكتل البرلمانية". ومن المطالب أيضا استمرار صرف العلاوة السنوية لجميع العاملين في الجامعات الفلسطينية وعدم ايقافها أو ربطها بأي اعتبار أو شرط، وتمثيل مجلس الاتحاد في مجلس التعليم العالي، مع دفع كافة المخصصات المستحقة للجامعات الفلسطينية عن الأعوام السابقة بما فيها الجامعة الإسلامي في غزة، وكذلك زيادة موارد صناديق الطلبة المحتاجين وإنشاء وقفيات لمساعدة الطالب الفقير. [title]قضايا قديمة[/title] رئيس اتحاد العاملين في الجامعات الفلسطينية الدكتور أمجد برهم، أكد -في اتصال هاتفي مع "فلسطين الآن"- أن الحديث يدور عن قضايا ومطالب نقابية قديمة تم رفع العديد من الكتب الرسمية بها إلى كافة الجهات المعنية، وجرى نقاشها في اجتماعات تم التوصل من خلالها إلى تفاهمات واتفاقات بخصوص العديد منها، إلا أن الوزارة ومجلس التعليم العالي لم يلتزموا بشيء مما تم الاتفاق عليه". وقال برهم إن الاتحاد يتفهم ما تمر به السلطة والحكومة من أزمات مالية، لكنه ضد التسويف والتأجيل، "فنحن متفقون على هذه الملفات منذ أكثر من ثلاث سنوات، والأمر لا يتطلب أكثر من توقيع من رئيس السلطة محمود عباس وأن يوجه تعليماته للحكومة لتطبيق ما اتفق عليه سابقا". وتابع "للأسف لا نجد تبريرا مقنعا عن سبب التأخير، ولا يمكن أن نقول أنه مقصود، لكنه غير مفهوم". ورأى برهم أن وجود د. رامي الحمد الله -الذي له باع طويل في الحياة الأكاديمية الجامعية كونه كان رئيس جامعة النجاح بنابلس لسنوات طويلة- يجب أن يسهل المهمة، فهو على اطلاع بحالنا ومطالبنا منذ سنوات". [title]خطوات احتجاجية[/title] وأعلن الاتحاد أنه سينظم غدا الثلاثاء 18/2/2014 اعتصاما للهيئات الإدارية لنقابات العاملين في الجامعات أمام مجلس الوزراء في رام الله أثناء عقد جلسته لايصاله رسالة واضحة وعن قرب، تعبر عن عزم الاتحاد المضي قدماً في نضاله النقابي المشروع من أجل احقاق الحق وانصاف العاملين في الجامعات. وسيكون الاثنين 10/3/2014م، يوم اضراب شامل مع عدم التواجد في مكان العمل، على أن يتم تنظيم اعتصام حاشد لكافة العاملين في الجامعات الفلسطينية أمام مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي. وأيام الثلاثاء والأربعاء الموافق 18-19/3/2014م، وكذلك أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء الموافق 24-25-26/3/2014م، اعلن الاتحاد عن اضراب شامل مع عدم التواجد في أماكن العمل. وتأتي هذه الخطوة من اتحاد العاملين في الجامعات في وقت تخوض فيه الحكومة في الضفة الغربية نزاعات نقابية مع جهات عدة، ما يضاعف من أزماتها المتلاحقة.