لطالما كثر الحديث عن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، الذين يعانون حالات خطيرة، ومنها التي سببت عاهات ومعاناة أبدية وعرقلت حياة صاحبها.. لكن الحالات الأخطر هي تلك الحالات التي تعجز عن "قضاء الحاجة" واستبدال ذلك بـ"كيس" بلاستيكي. هؤلاء كانوا قد أصيبوا برصاص الاحتلال قبيل الاعتقال وكان نتيجته الشلل، وإما أسرى أصيبوا بأمراض وهم داخل السجن كالسرطان أو أي من الأمراض الخطيرة الأخرى التي تفاقمت جراء الإهمال الطبي. في مقدمة أولئك، الأسير منصور موقدة (45 عاماً)، وهو من بلدة الزاوية قضاء محافظة سلفيت المعتقل منذ عام 2002 المقيم في سجن "الرملة"، أصيب أثناء اعتقاله برصاص الاحتلال، ما أدى لإصابته بالشلل، ووضعت له معدة من البلاستيك ويخرج عبر كيس بلاستيكي، ويرفض الاحتلال إجراء عملية جراحية له للتخلص من الكيس، وهو محكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة. وأيضا الأسير خالد الشاويش (42 عاماً) من بلدة عقابا في محافظة طوباس، وهو أيضاً مصاب بالشلل نتيجة إصابته بالرصاص عند اعتقاله، ويخرج بوله عبر كيس بلاستيكي، ويعاني نتيجة ذلك من تقرحات والتهابات شديدة تصيبه في كثير من الأحيان، وهو من المقيمين في سجن الرملة، وهو معتقل منذ عام 2007 ومحكوم بالسجن 10 مؤبدات. [title]بحر وعبيدو[/title] والأسير عامر بحر (32 عاماً) من مدينة القدس، وهو مصاب بسرطان الأمعاء، ومعتقل منذ عام 2004، ومحكوم بالسجن 12 عاماً، وأجريت له عدة عمليات جراحية، وأعطي دواءً خاطئاً، ويعاني من مضاعفات المرض ويتم نقله بين الحين والآخر لمشفى الرملة. وكذلك الأسير معتز عبيدو (32 عاماً) من مدينة الخليل، وهو مصاب بشلل في رجله اليسرى، اعتقل في عام 2013 ولا يزال موقوفاً، ويعاني من تمزق في الأمعاء نتيجة إصابته بعيار ناري متفجر (دمدم)، ويُخرج عبر كيس بلاستيكي ويرفض الاحتلال الإفراج عنه. ومنهم الأسير إبراهيم البيطار (33 عاماً) من قطاع غزة ومعتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن مدة 17 عاماً، ويعاني من سرطان في الدم، والتهابات شديدة في الأمعاء ومن "دوخان" وهشاشة في العظم، وكان قد أصيب أثناء اعتقاله، ما أدى إلى ضعف القدرة على الإبصار لديه وانتشار شظايا في أنحاء جسده. أما الأسير مراد أبو معيلق (35) عاماً فهو من قطاع غزة، ومعتقل منذ عام 2001، ويعاني من سرطان في الأمعاء الذي سببته التهابات شديدة في الأمعاء الغليظة أهمل الاحتلال علاجها. وقد أجريت له عملية جراحية مؤخراً استئصلت فيها 60% من أمعائه الغليظة، و100سم من أمعائه الدقيقة، وهو يعاني من انخفاض كبير في الوزن. وأخطر تلك الحالات الأسير معتصم رداد (33 عاماً) من مدينة طولكرم، وهو معتقل منذ عام 2006 ومحكوم بالسجن 20 عاماً، ويعاني من سرطان في الدم، ولم يقدم له الاحتلال العلاج اللازم ولم يتم إجراء العملية اللازمة له منذ البداية، ما أدى إلى تفاقم وضعه الصحي مع مرور الوقت، والأسير رداد أصبح يعاني مؤخراً من نزيف شديد في الأمعاء والتهابات شديدة قررت له عملية استئصال جميع الأمعاء الغليظة ووضع كيس بلاستيكي للإخراج. [title]شهادات حية[/title] من جهته، أوضح الأسير المحرر من قطاع غزة أكرم سلامة الذي قضى أعواماً في الأسر، أن الأسرى الذين يُخرجون عبر أكياس بلاستيكية معاناتهم شديدة للغاية. فإدارة المشفى تجبرهم بعدد محدد من الأكياس أسبوعياً وهذا يعني أن الأسير عليه أن يتقيد بها، وهو أمر ليس سهلاً، حيث أن الأسير قد يصاب بمرض أو مشاكل في الإخراج أو قد يستنزف عددا أكبر من الأكياس، ما يولد الاحتكاك والمشاكل مع إدارة المشفى إلى حين توفر له أكياساً أخرى. وذكر سلامة أن الأسير الذي يُخرج عبر كيس بلاستيكي يجب أن يخضع لفحوص دورية حتى لا يصاب بأمراض أخرى أو التهابات أو مضاعفات، وهو الأمر غير المتوفر في سجون الاحتلال، ما يؤدي بالأسرى إلى الإصابة بأمراض أخرى تسبب لهم الآلام والمعاناة. وإضافة إلى ذلك، لفت سلامة إلى أنه يجب أن تجري عمليات جراحية لهؤلاء، ورؤية ما إذا كان بالإمكان إغلاق فتحة الإخراج عبر الكيس وعلاج الأسير، لكن الاحتلال لم يقم لأي من الأسرى بذلك، بل حكم عليهم بأن يبقوا كذلك للأبد وأن تستمر معاناتهم. بدوره، أكد مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، أن الوضع الصحي لهؤلاء يتجه نحو الخطورة، خاصة الأسير معتصم رداد، وهم بحاجة إلى وقفة أكبر حجماً وبحاجة إلى متابعة أكثر في الإعلام الفلسطيني القادر على صناعة حملة من أجلهم ووقفة جادة معهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.