مع إشراقة يومٍ جديد تتوسط نبتة البازلاء برد الشتاء وخضرة الربيع متسلقة برقّة حائط فصل الربيع ومودعةً فصل الشتاء وآلامه لترسم على وجوه المزارعين آيات التفاؤل والأمل الذي لطالما انتظروه، مشاركةً العائلة والأصدقاء جلسات السمر في أيام الربيع البهية. بالثناء على الله، استقبلنا المزارع يوسف معروف، ووجهه يشعُّ منه الأمل بأن يجني ثمار أشهرٍ انقضت من الجد والكد والمتابعة لمزرعته التي نالت منها نيران الحصار والمنخفض الجوي "أليكسا" الشيء الكثير. يقول يوسف: "الدمار الذي لحق بنا كبير جداً. فالحصار منع دخول المواد اللازمة لنجاح موسم البازلاء وجاءت سيول المنخفض الجوي العاتية لتزيد الطين بلّه". وتابع "استحكم الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، مما أدي إلى ارتفاع سعر الأدوية، وغاز الرش إلى أربعة أضعاف السعر الطبيعي، ويا ليتنا نجدها". ومع انخفاض درجات الحرارة المصاحبة للمنخفض الجوي احترقت كل المزروعات التي زرعها المزارعون، لاسيما التي زرعت خارج البيوت البلاستيكية. ولفت معروف إلى أن قدر الله هو الذي أحيا البازلاء بعدما أحرقها الصقيع، وجرفت السيول جزءاً منها، ومُنع إدخال الأدوية اللازمة للحفاظ عليها. وأوضح المزارع معروف أن الدونم الزراعي الواحد كان يخرج في الأعوام السابقة من (900-1000) كيلو، بينما العام الحالي ومع منع توريد الأدوية ومستلزمات زراعتها بالكاد يخرج الدونم (500) كيلو. وأشار إلى أن الحصار والظروف الصعبة الأخيرة "كسرت ظهره"، ولكن عزائه أن لديه منزل من أربعة حيطان يسترونه من برد الشتاء وحرّ الصيف في وقت لا يجده آخرين. ويعتصر يوسف ألماً على الوضع الإنساني الصعب الذي يحياه الشعب الفلسطيني في ظل التخاذل الدولي والعربي عن حمايته وكسر الحصار عنه. وناشد معروف جميع المؤسسات الحكومية والأهلية التي تعنى بالمزارعين وعلى رأسهم وزارة الزراعة "دعم شريحة المزارعين الذين كان لهم الحظ الأكبر من أضرار المنخفض الأخير، وألا يكتفوا بتوزيع بعض الأنابيب البلاستيكية فقط". حالة هذا المزارع تعبّر عن أوضاع مئات المزارعين الذين يعيشون ظروفاً صعبة لا تقل سوءاً عنه بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ قرابة الثمانِ سنوات.