رغم ما عانته منذ السنة الثالثة من عمرها بعد أن تعرضت لحادث سير أدّى لبتر ساقها وتركيب ساق صناعية لها، تمكنت ياسمين النجّار الطالبة في الثانوية العامة في مدرسة بورين الثانوية المختلطة من تحقيق إنجازها الأول بتسلّق جبل "كليمنجارو" في تنزانيا رابع أعلى جبل في العالم، ورفعها العلم الفلسطيني على قمة الجبل. وتحدّثت النجار عن تجربتها منذ بداية فكرة التسلّق التي كانت تأمل من خلالها إرسال رسالة للأطفال الفلسطينيين أن الإعاقة لا تمنعنا من مواصلة حياتنا بالطريقة التي نريدها، ولا تمنعنا من ممارسة الرياضة. وبلغتها البسيطة، قالت ياسمين إن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد، وقدّمت الشكر لوالدها ولجمعية إغاثة أطفال فلسطين التي رعت النشاط. وأضافت أن "الناس ينظرون إليك كما تنظر لنفسك وإن حياتنا عبارة عن محطات نتزود منها بالطاقة". وعن الرحلة قالت إنها "استغرقت ستة أيام صعوداً ويومين نزولاً مع التخييم الليلي على الجبل، وإن درجة الحرارة كانت ست تحت الصفر على ارتفاع 1000 متر ووصلت إلى عشرين درجة تحت الصفر على قمة الجبل". وأمام المهنئين الذين قصدوا بيتها في بلدة بورين جنوبي نابلس، كانت كلماتها القويّة وإرادتها الصلبة حقيقة ظاهرة تبدو من خلال ثقتها العالية بنفسها، وبسمتها التي تعكس إقبالها على الحياة وقدرتها على تحقيق ما يعجز عنه مكتملي الصحّة كما تقول، إضافة للرسالة العظيمة التي أوصلتها للعالم بأن الطفل الفلسطيني يستطيع تسّلق أعلى جبال العالم -وإن برجل واحدة -، وتواصل حديثها عن تجربتها في رفع العلم الفلسطيني على قمة الجبل والسعادة تغمرها في صورة تعكس عظمة شخصية وفكر هذه الطالبة التي ألهمت كلّ الطلاب بالحذو حذوها وتقديم أفضل ما لديهم وعدم الاستسلام للتحديات.