دعا وزير الداخلية والأمن الوطني الأستاذ فتحي حماد الأجهزة الأمنية إلى محاصرة تُجار المخدرات مالياً وملاحقة رؤوس أموالهم، باعتبارها عاملاً رئيسياً في رواج التجارة وانتشار الحبوب المخدرة على مستوى القطاع. جاء ذلك خلال زيارة الوزير للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالشرطة الفلسطينية صباح الأربعاء، واجتماعه بقيادتها بحضور كل من العميد تيسير البطش قائد جهاز الشرطة والمقدم أحمد القدرة مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ونائبه ومدراء الدوائر والأفرع في الإدارة. وأشاد وزير الداخلية بالأداء الراقي والجهد الكبير الذي يبذله أفراد إدارة مكافحة المخدرات في تمتين الجبهة الداخلية بالحفاظ على النسيج المجتمعي من التفكك، عبر مكافحة المواد المخدرة ومحاربة تُجارها ومُروجيها. وعدّ "حماد" جريمة تجارة وتعاطي المُخدرات "أُمّ الجرائم" باعتبارها تُذهب العقل ومن يذهب عقله يسهل ارتكابه أي جريمة مثل القتل والسرقة والزنا وغيرها، كاشفاً عن اعتزام الوزارة تخصيص مبلغ مالي لدعم مكافحة المخدرات خلال الفترة القادمة. واستطرد الوزير قائلاً: "نحن - كمجتمع فلسطيني مقاوم - مُستهدفون من عدة جبهات وعلى كافة الأصعدة، لذا علينا مواصلة العمل ليلاً ونهاراً من أجل صد الأخطار المُحدقة بهذا الجيل، الرامية إلى الإيقاع به في مستنقع الرذيلة والانحطاط والتراخي عن مواجهة الاحتلال". ومن جهته رحب العميد تيسير البطش بزيارة وزير الداخلية مُثنياً على متابعة الوزير واهتمامه بزيارة كل أجهزة الشرطة والوقوف على عملها ومتطلباتها. كما ثمّن قائد الشرطة جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في حصر تجارة المخدرات وضبط التجار والمُروجين لها، رغم المعيقات الكبيرة وفي ظل الإمكانات المتواضعة. وتخلل الاجتماع عرض مرئي لأبرز إنجازات إدارة مكافحة المخدرات خلال العام المنصرم ورؤيتها للعام الحالي، كما قدّم مدراء الدوائر والأفرع بالإدارة شرحاً مختصراً تضمن تعريفاً بالإدارة وعمل دوائرها وأفرعها وإنجازاتها خلال الفترة الماضية. [title]إنجازات المكافحة[/title] بدوره استعرض مدير إدارة المكافحة المقدم أحمد القدرة إنجازات إدارته خلال العام المنصرم 2013، والتي كان أبرزها نجاح "حملة مكافحة الأترامال المدمر" التي أطلقتها الوزارة خلال العام الماضي وحققت وعياً جماهيرياً بخطورة الحبوب المخدرة وضرورة التخلص من هذه الآفة بشكل نهائي. ونوّه إلى الإنجاز الكبير الذي تحقق بتعديل الوضع القانوني لتعاطي حبوب الترامادول وذلك بتحويلها من جُنحة إلى جناية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تشديد القبضة على المتاجرين فيها وإيقاع عقوبات رادعة بحقهم. وبيّن "القدرة" أن إدارته أنجزت ما مجموعه 2788 قضية ومهمة خلال العام المنصرم ما بين ضبط مواد مخدرة وفروش حشيش وعقاقير واعتقال التُجار والمروجين، مُشيراً إلى ضبط أكثر من مليون و500 ألف حبة ترامادول مخدرة و352 فرش حشيش خلال العام الماضي، إلى جانب 189 كيلو جرام بانجو و1324 حبة "سعادة". [title]الوحدة "K9 "[/title] وأشار مدير إدارة مكافحة المخدرات إلى التطور في عمل الإدارة باستحداث وحدة الكلاب البوليسية (K9 ) للمساعدة في التعرف على أماكن المخدرات وضبط التُجار والمروجين. وأضاف أن الوحدة تضم حالياً سبعة كلاب بوليسية مُدربة، داعياً إلى توفير مزيد من الإمكانات والتدريبات المحلية والخارجية للوحدة من أجل القيام بواجبها على أكمل وجه.