حينما يقتل الفلسطيني في وضح النهار بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي على مرئى ومسمع السلطة الفلسطينية، ويكون الصمت سيد الموقف فاعلم أن الموافقة على العملية جاءت ضمنياً أو أن التنسيق الأمني كان مسبقاً لتصفية القضية. حيث اعتبر المحلل السياسي هاني البسوس في حديث لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أن عملية التصفية الجسدية التي تعرض لها الأسير المحرر معتز وشحة، اليوم الخميس، داخل مناطق السلطة الفلسطينية تعدي واضح على الفلسطينيين وحقوقهم وحياتهم، مضيفاً أنه تعدي على وجود السلطة الفلسطينية التي لم تقم بدورها من أجل حماية المواطن الفلسطيني. [title]ضعف واستسلام[/title] وأوضح البسوس أن صمت السلطة تجاه الجريمة نوع من الموافقة الضمنية، أو أن السلطة في موقف ضعيف جداً واستسلام كامل للاحتلال. وأضاف البسوس " بكلا الحالتين موقف السلطة ضعيف جداً، فهي لا تستطيع أن تواجه نفسها ولا أن تواجه المواطن الفلسطيني، فلا إجابة على ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الفلسطيني في وضح النهار وسط الصمت المريب إلا الموافقة الضمنية والتنسيق الأمني المسبق لهذه العملية". وأوضح أن قوات الاحتلال قامت بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية من خلال الأجهزة الأمنية للقيام بعمليات ومداهمات، مشيراً أن هذه العملية لست الأولى من نوعها فقد تم خلال السنوات الماضية دخول قوات الاحتلال مناطق السلطة الفلسطينية وبتنسيق واضح وضمني لكي تقوم باعتقالات ومداهمات. [title]تواطؤ فلسطيني[/title] وأشار البسوس إلى أن جريمة اغتيال "وشحة"كان فيها تجاوز واضح لكل القيم القانونية والإنسانية والسياسية، موضحاً أن السلطة الفلسطينية لم تقف مكتوفة الأيدي بل ساهمت في هذه العملية . وقال "في حين تقوم السلطة الفلسطينية "بإنجازاتها الأمنية" لحماية المستوطنين والمستوطنات فإن "إسرائيل" تقوم من خلال جيشها بعمليات تهويد واعتقالات واستيطان وقتل الإنسان الفلسطيني واعتداءات وحشية واليوم تستهدف مواطن بشكل مباشر بصاروخ موجه" . ولفت المحلل إلى أن هذه الجريمة ستؤدي إلى نقلة نوعية في نقل الأوضاع والصدامات الميدانية خاصة وأن هناك حالة من الغليان في الشارع الفلسطيني لدى فصائل المقاومة الفلسطينية المكبوتة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة, مضيفاً "عملية الاغتيال قد تفجر حالة من الصدام مع قوات الاحتلال سواء كانت عمليات أو مواجهات يومية ". [title]جمعة دامية[/title] وتوقع البسوس أن يشهد اليوم الجمعة، مواجهات دامية في الضفة الفلسطينية، محملاً السلطة الفلسطينية المسئولية لأنه كان من باب أولى من أن تقوم بالتنسيق الأمني مع قوات الاحتلال أن تقوم بحماية المواطنين الفلسطينيي . ونوه إلى أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها قد تواجه المواطنيين لأن القوات الأمنية التابعة لها تنسق وتحمي المستوطنين والمستوطنات وتحاول أن توقف أي اعتصام فلسطيني وبالتالي قد تتواجه مع المعتصمين والمتظاهرين. [title]الحل الوحيد [/title]وطالب البسوس أن يكون هناك تضامن فلسطيني ووحدة وطنية وموقف واحد لأن ما أضعف الموقف الفلسطيني هو حالة الانقسام السياسي ليس بين حماس وفتح بل بين المجموع الفلسطيني، لأن السلطة الفلسطينية تقوم بالتنسيق مع الاحتلال وتتعاون معه بشكل كامل في حين فصائل المقاومة في الضفة تحاول أن تقوم بعمليات مقاومة ولكنها مكبوتة وممنوعة. وأشار إلى أن على المواطن في الضفة الفلسطينية أن ينتفض أولاً على الأجهزة الأمنية والسلطة قبل أن ينتفض على قوات الاحتلال لأنها هي من تسهل هذه العمليات وتقوم بعمليات اعتقال سياسي بشكل يومي. وختم البسوس حديثه" يجب على الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية أن تستفيق من غفلتها وأن يكون لها كلمة واحدة بوقف التنسيق الأمني وتفعيل المقاومة الفلسطينية وإلا فالعمليات الإسرائيلية ستستمر وستزيد بحق كل ما هو فلسطيني.