هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الاثنين أجزاء من متنزه المسعودية بالقرب بلدة برقة شمال غرب نابلس. وكان جيش الاحتلال سلم المواطنين في الحادي عشر من تشرين الثاني الماضي قرارا بضرورة وقف العمل باعادة تأهيل جزء من المشروع، وسلمهم اخطارا بهدم الإضافات التي بنيت في الموقع وأمهلهم لأسبوع، وإلا فإنه سيقوم بهدمها بنفسه وعلى نفقة المسؤولين عن العمل. وتتذرع قوات الاحتلال أن المكان يقع ضمن منطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ولا يجوز للفلسطينيين البناء في هذه المناطق دون موافقة الجانب الإسرائيلي، وفقا لاتفاقية "اوسلو". ويؤكد أهالي القرية أن المخططات الإدارية التي يمتلكونها تؤكد أن نحو 95% من اراضي موقع "المسعودية" تقع ضمن المنطقة (ب) وليس (ج)، وان الاضافات اقيمت في الجزء (ب) وبالتالي لا يحتاجون إلى موافقة الاحتلال الإسرائيلي للبناء فيها. وقالت مصادر صحفية لمراسل "فلسطين الآن" إن قوات الاحتلال هدمت الوحدات الصحية في المنتزه، التي تم البدء بها مؤخرا، وتم إخطار أهالي برقة بوقف العمل في البناء ومراجعة ما تسمى "الإدارة المدنية". [title]رمزية دينية!![/title] وتقدر مساحة منطقة المسعودية بـ38 دونما، وقد منحها الحاج مسعود حجة للدولة العثمانية أواخر القرن الثامن عشر، من اجل إقامة محطة للسكة الحديدية، وتكريماً له اطلق عليها اسم "المسعودية". وأكد مسؤول ملف الاستيطان بالضفة الغربية غسان دغلس، في تصريحات إذاعية، اليوم، أن أراضي "المسعودية" تابعة لمناطق برقة، والمجلس البلدي للقرية يعمل على إنشاء حديقة عامة للأطفال فيها، لكن منظمة "ريجبيم" اليهودية تدعي أن هذه الأراضي إسرائيلية وأن الفلسطينيين يقيمون "بؤرة" فوقها رغم أنها مصنفة منطقة مصنفة "ب". واوضح دغلس أن المشروع المنوي اقامته يتضمن بناء مرافق عامة ووحدات صحية ووضع مقاعد، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال اخطرت الأهالي وأصحاب المنطقة بوقف العمل في البناء ومراجعة ما تسمى "الإدارة المدنية"، مشيرا إلى أن المنطقة تعرضت لكثير من الاعتداءات من المستوطنين. وأكد دغلس أن الفلسطينيين يتواجدون في هذه المنطقة منذ عشرات السنين حتى قبل الاحتلال، وتم بناء فيها من قبل، متسائلا "لماذا احتجاج المستوطنين في هذا الوقت؟". وحسب مزاعم اسرائيلية فان هذه المنطقة تعد ذات خصوصية رمزية دينية لدى اليهود، فقد ورد ذكرها في سفر التكوين. وحاول المستوطنون إقامة مستوطنة "ـلون موريه" فوقها في بادىء الأمر عام 1975، إلا أن الفلسطينيين احبطوا هذه المخططات فاقيمت المستوطنة شرق نابلس.