لم تمنع الأمطار الغزيرة التي هطلت على نابلس اليوم المئات من المشاركة في تشييع الشهيدين ماهر حبيشة وعماد الزبيدي بعد احتجازهما في مقابر الأرقام منذ 13 عاما. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات الخضراء في المسيرة التي شارك فيها المئات من عناصر حركة حماس الذين هتفوا للمقاومة، وأثنوا على عملياتها النوعية. الاستقبال الذي يحظى به الشهداء رسالة تدل على إصالة الشعب الفلسطيني وتكريم لما ضحى بروحه في سبيل دحر المحتل. الشهيدان وكلاهما نفذا عملية فدائية في قلب الكيان الإسرائيلي في السنة الأولى لانتفاضة الأقصى ينتميان لكتائب القسام، التي طالبها المشيعون بالرد على جرائم الاحتلال والانتقام للشهداء. وارتقى الزبيدي في نيسان 2001 بعملية فدائية في مدينة "كفار سابا" داخل الكيان الإسرائيلي، بينما نفذ حبيشة عمليته في ديسمبر 2001 بمدينة حيفا المحتلة، ما أدى لمصرع 16 إسرائيليًا وإصابة العشرات بجراح. [title]الشهيد علاونة[/title] ليس في نابلس، وحسب، فإضافة لحبيشة والزبيدي، سلمت سلطات الاحتلال جثامين الشهداء أنس أبو علبة من قلقيلية، وخالد سنجق من قرية رامين شرق طولكرم، وكامل علاونة من بلدة جبع جنوب جنين. فقد شيعت جماهير غفيرة من محافظة جنين، اليوم الأربعاء، في موكب رسمي وشعبي مهيب رفات الشهيد كامل عبد الله علاونة، إلى مسقط رأسه في بلدة جبع جنوب جنين، ليوارى الثرى بعد احتجازه 11 عاما فيما يسمى "مقابر الأرقام". وجابت شوارع البلدة مسيرة جماهيرية حاشدة ورفعت رفات الشهيد على الأكتاف ملفوفة بالعلم الفلسطيني بعد الصلاة عليها وألقيت عدة كلمات قبل أن يوارى الثرى. وأكد أحمد القسام في كلمة محافظة جنين، تصميم القيادة على الاستمرار بالعمل حتى تحرير آخر رفات محتجزة لدى سلطات الاحتلال. [title]شهيد قلقيلية[/title] كما شيعت جماهير محافظة قلقيلية في موكب جنائزي عسكري مهيب، رفات الشهيد أنس بنان أبو علبة الذي أفرج عن جثمانه أمس. وانطلقت الجنازة العسكرية من أمام المسجد القديم في المدينة، وطاف المشيعون بالرفات الملفوفة بالعلم الفلسطيني، شوارع مدينة قلقيلية، متجهين إلى مقبرة المدينة. وقال محافظ قلقيلية رافع رواجبة، "سنعمل على تحرير جثامين الشهداء المحتجزة كافة، وتبييض السجون من الأسرى، وتحقيق آمال شعبنا بإقامة دولته المستقلة". وطالب المؤسسات الدولية والراعية لحقوق الإنسان بمحاكمة قادة إسرائيل وجيشها على ما يقترفونه من جرائم يومية بحق شعبنا.