كشفت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أن رئيس السلطة محمود عباس, شن هجومه الأخير على القيادي المفصول محمد دحلان, بهدف قطع الطريق على أي وساطة قوية مصرية للمصالحة بينهما. ونقلت الصحيفة الصادرة اليوم الخميس، عن مصادرها أن عدة رسائل وصلت مؤخراً لعباس، تدعوه للبدء في مصالحة مع دحلان تطوي صفحة الخلاف، وتعيد الأخير إلى صفوف حركة فتح. واعتبر مطلعون على تفاصيل الأزمة بين الرجلين, أن ظهور دحلان على فضائية دريم المصرية الشهيرة في لقاء مطوّل, يشير إلى عدم وجود رضا من الأوساط المصرية المسئولة من خطاب أبو مازن. وظهر دحلان على "قناة دريم" في برنامجها الشهير لمدة زادت عن ساعتين، وهي مدة طويلة جداً لمقابلة ركزت فقط على انتقاد عباس. ولم تكتف القناة عند هذا الحد، فاتصلت في حلقة جديدة من برنامج "العاشرة مساء" الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، برجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي ذكره عباس في كلمته، حين قال إنه تآمر مع دحلان للاستيلاء على أموال من صندوق الاستثمار، ببيع حصة من أسهم إحدى الشركات الكبرى. فباشر على الفور ساويرس بمهاجمة عباس بعنف، في حين أشاد ومدح كثيرا بدحلان، ووصفه بـ"رجل محترم"، وأنه "لو كان هناك ثلاثة رجال مثل دحلان في فلسطين كانت تحررت من زمان". ووجه تيّار عباس بحركة فتح انتقادات شديدة لـ"قناة دريم" وقالت إنها تراجعت عن اتفاقها السابق، في حين توعدت بملاحقة ساويرس قضائيا لـ"ضلوعه بمؤامرة على شعبنا وعلى محمود عباس، وتدخله السافر في الشأن الداخلي الفلسطيني". وعاد الإعلامي الإبراشي وانتقد أبو مازن أول أمس في برنامجه "العاشرة مساء" وقال إنه ضغط بشكل كبير لوقف بث مقابلته مع دحلان، من خلال الاتصال ببعض الجهات السياسية. وقال منتقدا المحاولة "المشكلة في عقولهم"، نافياً إلغائه المقابلة مع الناطق باسم فتح أحمد عساف للرد على دحلان، لكنه قال إنه في هذه القضية يستضيف أبو مازن، وليس كما وصف "صبي المعلم" في إشارة إلى الناطق باسم فتح. وكان عساف اتهم القناة المصرية بـ"عرقلة" ظهوره للرد على ما وصفها "جريمة دحلان"، وانتقد المساحة الكبيرة التي فردتها "دريم لمقابلة دحلان". وكان دحلان ظهر في مقابلة "قناة دريم" لأكثر من ساعتين متتاليتين شن خلالها هجوما على عباس.