ثارت عدة تساؤلات حول مستقبل علاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس بدولة قطر عقب قرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سحب سفرائهم من قطر على خلفية موقف الأخيرة من عدة ملفات ساخنة في المنطقة العربية، وتحديداً الموقف من الأحداث الجارية على الساحة المصرية. سحب السفراء جاء في محاولة للضغط على قطر للاستجابة للمطالب الخليجية وخاصة السعودية والإمارات التي طالبتا بتغيير موقفها من دعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر "حماس" جناحها الفلسطيني، لكن قطر أبدت رفضها لأي محاولة للتدخل الخارجي برؤيتها ومصالحها، مؤكدة على ذلك من خلال استمرار دعمها لقطاع غزة وتمسكها أيضاً بمواقفها ذات العلاقة بالوضع المصري. [title]لا تغير في العلاقات [/title] أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة يقول إن: "هناك ضغوط خليجية تُمارس على قطر تتمثل في مطالبات للأخيرة بإغلاق قناة الجزيرة القطرية، وإغلاق مركز العربي للبحوث والدراسات والذي يديره المفكر عزمي بشارة، إضافة إلى حالة العداء الموجودة بين هذه الدول، كالسعودية والإمارات والبحرين، مضيفا "هناك أيضا مطالبات لقطر بوقف دعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أو في مناطق أخرى من الوطن العربي". ولفت أستاذ العلوم السياسية في حديثِ لوكالة[color=red] "فلسطين الآن[/color]" إلى أن قطر لم توافق على المطالب الخليجية حتى اللحظة، ولم تنجح السياسة الخليجية في ثنيها عن القبول بالمطالب التي قُدمت، معتقداً أنه لن يكون هناك تغيير على المدى القصير في طبيعة العلاقات مع حماس أو جماعة الإخوان المسلمين. وعن دوافع مواصلة قطر دعمها للفلسطينيين خاصة في غزة، يوضح أبو سعدة أن هناك أسباب عديدة منها، أن قطر تريد أن يكون لها دور إقليمي وهذا ما عبر وزير الخارجية القطري، حينما قال: "إن قطر لن تبقى على هامش التاريخ"، أي أن لها سياستها الخارجية المستقلة، حيث تلعب الدور الإقليمي الذي لعبته في السنوات الماضية". وحول تأثير الموقف الخليجي على دعم قطر للشعب الفلسطيني، استبعد أبو سعدة هذا الأمر، حيث إن قطر أكدت التزامها بتحويل مبلغ 10 مليون دولار بشكل طارئ لخزينة السلطة ثمناً لضريبة "البلو" المضافة على السولار الصناعي الخاص بشركة توليد الكهرباء في قطاع غزة. [title]المصالح والأولويات [/title] بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب أن قطر دولة لها سياستها الخارجية ولها ثوابتها التي تنطلق من رؤية القيادة القطرية بقياس المصالح والأولويات، معتقدًا في الوقت ذاته، أن البعد الخليجي سيحظى بمراجعة وأولوية في السياسة الخارجية القطرية. ويضيف لـ[color=red]"فلسطين الآن[/color]": "تبقى قطر دولة خليجية، ولا يعني أن تتخلي عن ثوابتها بما فيها حركة حماس وغيرها من الدول، من أجل الضغوط التي مورست عليها"، متابعا "سوف يكون له تداعيات وانعكاسات على طبيعة علاقتها، لكن لن تصل إلى حد القطيعة. وأكمل شراب حديثه قائلاً: "ستبقى القضية الفلسطينية ودعم قطاع غزة ثابت من الثوابت السياسة القطرية، وليس له علاقة بتحسين العلاقات بالدول الخارجية". ولفت النظر إلى أن قطر ترى أن لها دور كبير بما تملكه من مصادر القوة الناعمة، ومصادر القوة الاقتصادية، وتحسين العلاقات لن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة. ولم ينكر المحلل السياسي أن هناك حالة من التناقض والغموض في السياسة القطرية بكثير من القضايا، كموقفها المؤيد من البحرين والمعارض للأوضاع والأحداث الجارية في مصر وسوريا، مستدركاً "لاشك أن قطر دولة صغيرة، لكنها تسعى أن يكون لها دور إقليمي أكثر تأثيرًا، وهذا ما يجعلها في تصادمات مع الدول الإقليمية المركزية في المنطقة كالسعودية ومصر". وتمم شراب "الدول الصغيرة تحكمها ضوابط ومحددات معينة، لكن قطر تحاول أن يكون لها دور أكبر من كونها دولة صغيرة".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.