17.77°القدس
17.46°رام الله
16.64°الخليل
22.23°غزة
17.77° القدس
رام الله17.46°
الخليل16.64°
غزة22.23°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: انتفاضة جنين تستعد لإنجاز مهمات انتفاضة الأقصى

شهداء فجر السبت شرارة الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة، المتوقع أن تجتاح الضفة الغربية أولا، ثم قطاع غزة بدرجة أقل، بهدف ازاحة الإحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية سواء بسواء. فقد كان رد الفعل على العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين فوريا، وجماعيا من قبل مقاتلي حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، وكذلك كتائب شهداء الأقصى.. الجناح العسكري لحركة "فتح".. الذي يمثل ارادة الصمود والنضال في الحركة التي فجرّت الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون ثاني/يناير 1965، قبل أن تنخرط في عملية سياسية غير مجدية حتى الآن.. بدأت بواكيرها الأولى منذ العام 1968. ما أشبه اليوم بالبارحة.. في 8/12/1978 تعمدت سيارة شحن اسرائيلية دهس عدد من العمال الفلسطينيين في حاجز ايرز.. فانطلقت الشرارة الأولى من جباليا بقطاع غزة، وكانت انتفاضة الحجارة.. الإنتفاضة الأولى. وتاريخ 22 آذار/مارس 2014 سيسجله التاريخ باعتباره الشرارة الأولى التي أطلقت انتفاضة الإقتلاع المزدوج.. المؤشر الأول على ذلك المظاهرات العفوية التي انطلقت في أكثر من مكان واحد من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967.. خصوصا مخيم جنين.. الذي استهدف أحد مناضليه، فتصدت الصدور المؤمنة بحتمية الإنتصار لقوات الإحتلال الغاشمة.. وزحفت ذات الصدور تطلق حناجرها.. أكثر من عشرة آلاف شاب مصممون على تحرير شعبهم وارضهم، واستعادة كرامتهم مؤكدة حتمية الإنتصار. التراكمات الكمية تؤدي إلى تغيرات نوعية.. وقد راكم الإحتلال والسلطة الفلسطينية الكثير جدا من عوامل الإنفجار خلال السنوات الماضية.. وكان الكثير من المراقبين مستغربون كيف ولم لم يصل الربيع العربي إلى الأراضي الفلسطينية بعد..؟! وفي الأساس، فقد كانت انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/سبتمبر 2000 متوقعة قبيل تدنيس شارون وجنوده لباحات الحرم القدسي.. غير أن ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل، الذي أدرك أن الإنتفاضة تستهدف السلطة والإحتلال معا، سارع إلى احتوائها، وتمكن من توجيهها نحو الإحتلال فقط، من خلال أوامره للأجهزة الأمنية بالإنخراط في صفوف المنتفضين على الإحتلال.. خالطا أوراق الشعب بأوراق أمن السلطة..! محمود عباس الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية لا يستطيع أن يفعل ما سبق أن نجح عرفات في فعله. فهو لا يمتلك البرستيج الذي كان يتمتع به عرفات.. ولا يملك الجرأة التي كان يمتلكها عرفات.. ولا الشعبية التي حازها.. بل إن عباس لا يؤمن بالمزاوجة ما بين العمل المسلح والعملية السياسية، كما كان عرفات. وهذه كانت أهم عوامل الخلاف بينهما. وإلى ذلك، فإن عباس ما زال منخرطا في معركة كسر عظم مع محمد دحلان، المفصول من عضوية حركة "فتح".. هذه المعركة صدق الفلسطينيون كل ما قاله كلاهما فيها بحق الآخر.. ولم يصدقوا دفاع أيا منهما عن نفسه. والواقع أن كلاهما أثخنته جراح المواجهة الإعلامية. وعلى ذلك، فإن عباس العائد من زيارة فاشلة إلى واشنطن، اظهرته فاقدا لإمكانية المبادرة في أي اتجاه.. يبدو الآن للفلسطينيين أكثر ضعفا من أي وقت مضى. يرجح احتمال اشتعال الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة جملة عوامل أهمها: أولا: انطلاق مسيرات الغضب الشعبي فعلا. ثانيا: توحد المقاتلين في أرض المعركة.. بغض النظر إن حدث هذا بموجب تنسيق مسبق، أم بموجب تنسيق لحظي.. والأخير يعني استعداد الجميع للعمل معا دونما سابق تفكير وتخطيط وتنسيق. تعيد هذه الحالة إلى الأذهان أحد شعارات "فتح" القديمة "الوحدة في أرض المعركة". وها هي هذه الوحدة قد تحققت فعلا في جنين القسام.. هل يخوض الجميع الفلسطيني معركة مشتركة معا حتى تحقيق كامل الأهداف الفلسطينية..؟ يبدو التوحد بين كتائب الشهيد عز الدين القسام، وسرايا القدس في أرض المعركة ممكنا، أما كتائب شهداء الأقصى فالأمر يحتاج إلى بعض التوضيحات.. كتائب شهداء الأقصى ليست كيانا واحدا موحدا، فهي في الواقع عدة مجموعات تخضع لعدة قيادات، وتحصل على التمويل من عدة جهات.. ولها مشارب سياسية غير متطابقة. وعلى ذلك، فإن الأمر يحتاج إلى دراسة ميدانية دقيقة قبل أن يقرر محلل سياسي ما الذي يمكن أن تقدم عليه هذه الكتائب. ثالثا: فقدان الأمل في أي حل سياسي، عبر مفاوضات أو غيرها.. هذا ما تؤكده العودة الخائبة لرئيس السلطة الفلسطينية من زيارته الأخيرة لواشنطن.. حيث لم تحقق المفاوضات طوال سنوات عديدة مديدة أي خطوة عملية على أرض الواقع. رابعا: حالة الإحباط الشديدة التي تجتاح مشاعر الفلسطينيين في كل مكان، وانعدام ثقتهم بأي من القيادات الفلسطينية لأي فصيل انتمت. هذا الإحباط يدفع بقوه باتجاه أن يمتلك الشعب زمام المبادرة بيديه.. عسكرية ونضالية وسياسية أيضا. لقد مل الشعب الفلسطيني ضعف قيادته، وتملكه شعور عارم بضرورة العودة إلى طريق القوة.. مستذكرا أن الإنتفاضة الأولى هي التي صنعت السلطة الفلسطينية بدءا من سنة 1993.. وأن الإنتصارات تصنعها أيدي الشباب والرجال والنساء والأطفال والشيوخ والكهول.. تصنعها أيادي الجميع المباركة. الدماء التي سفكتها قوات الإحتلال الغاشم في تصديها لإنتفاضة الأقصى سنة 2000 هي التي تتنطح الآن للإحتلال من جديدة بأياد قابضة على الجمر.. مصرة على الحرية والتحرير.. إنها دماء الفلسطينيين في جنين القسام اليوم.. وفي نابلس جبل النار غدا.. لتكر بعد ذلك السبحة في كل مكان.. طولكرم.. قلقيليا.. الخليل.. بيت لحم.. بيت ساحور.. بيت جالا.. سلفيت.. طوباس.. أريحا.. ثم ليلتقي الجميع في رام الله ويحدثوا معا التغيير المطلوب. انتفاضة جنين القسام هي المؤهلة الآن لإنجاز مهمات انتفاضة الأقصى