من بين خيوط الأمل تنسج الحاجة أم محمد النجار لوحات فلسطينية بفن اعتادت الفلسطينيات أن تعبر فيه عن حق العودة، ومأساة شعبنا طوال أكثر من ستة عقود مرت منذ نكبته عام 1948م، غير أن هذه المرة ارتضت أم محمد أن تعبر فيها عن عشقها للمقاومة وجنودها الميامين. وبجوار هذا الفن الأصيل يجلس الشاب العشريني هاني النجار لساعات تداعب فيها أنامله الألوان والريشة ترسم شعارات المقاومة، وتعبر عن حب غامر لها. [title]حكاية مطرزة بالدم والشهادة [/title] الحديث عن الحاجة أم محمد والدة شهيد قسامي هو وحيد والديه، ومنذ سنوات عمل نجلها الوحيد في صفوف المقاومة بدأت أم محمد حكاية حبها للمقاومة، بل إن البداية كانت قبل ذلك حيث كانت تدفع نجلها للعمل المقاوم في صفوف القسام، وهي تعرف نهاية هذا الطريق إما الشهادة أو الإصابة أو الأسر، لكن حبها أن يكون ولدها متميزاً بين أقرانه، ورجلاً صلباً قوي المراس في مجابهة أعدائه، جعلها تدفعه نحو هذا الطريق. وعبر خيوط التطريز الملونة أخذت الأم تكمل طريقها وعشقها للمقاومة ورجالها، فنسجت منها لوحات المقاومة وكذلك لوحات تراثية فلسطينية، واستكمالاً لمن أحبتهم أخذت الأم على نفسها أن تنسج شعار كتائب القسام وتهديه لأصدقاء وإخوان ابنها في مسار الجهاد والمقاومة، في تأكيد واضح على صحة المسار، وتذكيراً لهم بنهج وطريق ابنها الذي قضى فيه زهرة حياته، وتتحين المناسبات الجميلة من زفاف أو بناء منزل أو غيرها، وتقدم هديتها المطرزة بخيوط متصلة لروح طاهرة كتبت بدمائها عبارات النصر والتحرير. [color=red]"فلسطين الآن[/color]" زارت أم محمد في منزلها، الذي تعيش فيه برفقة ابنتها الوحيدة التي هي أيضاً فقدت رفيق دربها وقرين حياتها؛ زوجها الشهيد القسامي محمد مصطفى النجار، تطالعك لوحات تراثية جميلة مطرزة بيد الصابرة أم محمد تزين جدران منزلهم الذي فقد كثيراً من جماله برحيل نجلها وزوج بابنتها. [title]جمال الرسم بروح المقاومة [/title] وعلى ضفة جانب آخر من الفنون يجلس هاني تحت أشعة الشمس وهو يرقب فرجاً ونصراً وتمكيناً، يلامس ألواح زجاجية رقيقة تخط وترسم فيها يمينه شعارات المقاومة، بألوان تعبر عن مدى تغلغل فكرة المقاومة في أوساط الشباب الغزي، الذي يرفض الذل والمهانة، ولا يرضى إلا بالعزة سبيلاً لشعبنا وأمتنا. الشاب هاني يقول لـمراسل وكالة[color=red] "فلسطين الآن" : [/color]" إن رسمنا هذا جزء من تغذية روح المقاومة والجهاد في صفوف الشباب والناس، لا نبتغي منه مهنة أو أجراً، لكن نعبر فيه عن شعور عام لدى الكثيرين أننا بدون المقاومة لا نساوي شيئاً". وأضاف "اللوحات التي نرسمها لا تساوي قطرة دم من شهيد أو جريح من أبناء شعبنا الذي ضحى وصبر، في سبيل أن ينال حقوقه وحريته". وتبقى المقاومة حكاية شعب لا يعرف دونها سبيلاً للحقوق المغتصبة أو للمقدسات المنتهكة، يعبر عنه المقاومة بدمه وجراحه، ويعبر عنها الفنان والمطرزة بألوانهم وريشتهم وخيوطهم، ويعبر كل واحد من أبناء شعبنا على طريقته الخاصة، لكن البوصلة تبقى المقاومة. [img=032014/view_1396035821.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396035902.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز [/img] [img=032014/view_1396035916.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز [/img] [img=032014/view_1396036104.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396036151.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396036189.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396036226.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396036246.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز [/img] [img=032014/view_1396036226.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز [/img] [img=032014/view_1396036277.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز [/img] [img=032014/view_1396036441.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز [/img] [img=032014/view_1396036474.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396036552.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396036584.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img] [img=032014/view_1396036597.jpg]والدة أحد الشهداء تبدع في فن التطريز[/img]