يشكل قطاع الأيتام في المجتمع الفلسطيني قطاعاً هاماً، بل ويحظى باهتمام واسع من المؤسسات الخيرية في قطاع غزة، كون القطاع يتعرض لهجمات الاحتلال التي تخلف العديد من الشهداء المعيلين لأسرهم، وتفتح العديد من بيوت الأيتام والأرامل التي تحتاج لرعاية عدا عن حالات الوفاة الطبيعية. وتحاول الجمعيات الخيرية في قطاع غزة، عبر توفير كفالات شهرية وموسمية للعديد من الأسر المحتاجة، لسد احتياجات هذه الأسر التي فقدت معيلها، بالتعاون مع المؤسسات الخيرية العالمية، ومن خلال كفلاء من الخارج. [title]حاجة مادية وحاجات أخرى[/title] صفاء أبو نصيرة، أم لستة أيتام فقدت معيلها في حادث طرق، حيث كان يعمل سائقاً عمومياً ويوفر للأسرة احتياجاتها، وبفقده عانت الأسرة من مأزق مالي، أوقعها في الحرج من الأقارب لسد حاجات الأسرة. أبو نصيرة قالت لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "أن الجمعيات الخيرية على اختلافها بادرت بتوفير كفالات ومساعدات لسد حاجتنا المالية، وتوفير ما يلزم الأسرة"، مؤكدةً أن حاجة الأسرة لا تتوقف على الجانب المادي. وأوضحت أبو نصيرة أن أمهات الأيتام بحاجة دائمة للمتابعة الإرشادية وخاصة التربوية، وأساليب التربية الأسرية الخاصة بالأيتام، مبينةً أن أم الأيتام بحاجة دائمة إلى توعية بخصوص ترشيد استهلاكها المالي. وطالبت أبو نصيرة الجمعيات الخيرية بتقديم برامج خاصة للطلاب للتقوية الدراسية، خاصة وأن الأسر التي تفتقد رب الأسرة تعاني من جلب مدرسين للمنازل لتقديم التقوية الدراسية لأبنائهم. [title]جهد وطموح[/title] الجمعيات الخيرية في خان يونس تكفل حوالي خمسة آلاف يتيم، وتقدم لهم كفالات تتراوح بين شهرياً أو كل ثلاثة أشهر أو كل ستة أشهر مبالغ مالية متفاوتة حسب معايير خاصة، وبحسب الكفلاء. إبراهيم قديح المدير التنفيذي للجمعية الإسلامية بالمنطقة الشرقية أوضح لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أن الجمعية قدمت خلال هذا الأسبوع ما قيمته ربع مليون شيكل (250 ألف شيكل) ككفالات لأسر الأيتام في محافظة خان يونس، بواقع استفادة أكثر من 266 أسرة على مستوى المحافظة. وأوضح قديح أن هذه الكفالات هي جزء من ألف كفالة تقدمها الجمعية لأسر الأيتام على مستوى المحافظة، مشيراً إلى أن الكفالات 266 أسرة آنفة الذكر هي بتمويل من جمعية الأقصى اليمن، وجمعية المناصرة الفلسطينية الأردن. وأشار قديح إلى أن جمعيته تسعى لتقديم خدمة شاملة ومتكاملة لأسر الأيتام، تراعي فيها الوضع المادي وتقديم الكفالات، وتقدم الرعاية التربوية للأسر من خلال المحاضرات والندوات الخاصة بأسر الأيتام. ولا يخفي قديح أن واقع الجمعيات الخيرية مع الأيتام بحاجة لإعادة تقييم، خاصة في ظل تتداخل عمل العديد من الجمعيات التي تحاول تقديم خدماتها دون خطة تعمل على تكامل أدوار الجمعيات الخاصة برعاية الأيتام، لتقدم رعاية شاملة ومتكاملة للأيتام. ودعا قديح المؤسسات الداعمة لزيادة اهتمامها بهذه الشريحة في ظل الأوضاع العصيبة التي يمر بها قطاع غزة من حصار وتضييق، وإغلاق مصادر التمويل للجمعيات الخيرية العاملة لقطاع غزة، متمنياً أن تسعى الجمعية خلال الأعوام القادمة لتقديم برنامج رعاية كاملة للأيتام يتكفل بحاجاتهم التربوية والتعليمية والمادية على المدى البعيد. ويبقى جهد المؤسسات الخيرية هو جهد لا بأس به، لكن من الضروري تقييمه، وإعادة ترتيب أولويات الجمعيات الخيرية ليكون العمل شاملاً لكل الأسر، وأن توضع الخطط المستقبلية التي تفي بحاجة الأسر المحتاجة وأسر الأيتام.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.