27.79°القدس
27.55°رام الله
26.64°الخليل
30.52°غزة
27.79° القدس
رام الله27.55°
الخليل26.64°
غزة30.52°
السبت 05 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.34

خبر: الرياضة بغزة.. أحلامٌ تحطّمها قلّة الإمكانيّات

كان ممتلأ الهمةٍ والنشاط، عندما خرجَ من بيته بزيّه وحذائه الرياضي الذي اشتراه من توفير شهرين كاملين من مصروفه الخاص، حتى وصلَ إلى ملعب الاتحاد ببيتِ لاهيا شمال قطاع غزة، منتظراً أن تسنحَ له الفرصة ليلعب ولو دقائقَ معدودةٍ، لكنه بعد انتظارٍ دام أكثر من ساعتين وهو يراقبُ بعضَ اللاعبين الذين دفعوا 70 شيكلاً من أجل أن يلعبوا 4 أيام شهرياً، رجع إلى بيتهِ حزيناً، وقد فارقه حماسُه ونشاطُه. "عنان خليف" ابن الـ13 عاماً، يحلمُ أن يصبحَ لاعباً كبيراً يوماً ما منذ طفولته لما يملكه من مهاراتٍ كرويةٍ يشهدُها كل من رآه على أرضية الملعب كلما سنحت له الفرصة المناسبة، لكن أحلامه تبخرت، وأمنياته ذهبت أدراج الرياح، بفعل الإمكانياتِ الرياضية الضيقة في قطاعِ غزة، نتيجة قلة المساحات وندرة الملاعب الرياضية للمواطنين. [title]فرصٌ معدومة[/title] وبوجهٍ بدا عليه الحزنُ يأملُ خليف أن تكون له فرصة مستمرة في اللعب في ملاعب رياضيةٍ حقيقية وأن يخرجُ من ملاعب الشوارع - على حد وصفه - إلى ملاعبَ محترمةٍ يمارسُ هوايته احتراف وطمأنينة وبدون إزعاجٍ من أحدٍ. وما زال عنان وغيره من الفتية الفلسطينيين متمسكين بالأمل في تنمية مهاراتهم وقدراتهم الرياضية، وتحقيق أحلامهم المنشودة ولغيرهم من آلاف الأطفال والفتية الفلسطينيين والأجيال القادمة، مطالبين المعنيين بإيجاد الحلول في ظل الظروف الصعبة لإنشاء ملاعب وبناء جيلٍ رياضيٍ كبير قادر على المنافسة المحلية والدولية. وعلى الجانبِ الآخر، كان بعض الصبية يلعبون كرة القدم في منتصف الطريقِ غير مبالين بالسياراتِ المارة، والمواطنين عابري الشارعِ، يتوقفون كلما مرت عربة أو قطع الطريق شخص، من أجل أن يمارسوا هوايتهم المفضلة، ويمنحوا أنفسهم بعضَ الترفيه في ظلِ الأحداث الصعبة التي يمر بها قطاع غزة من حصارٍ وبطالةٍ وقصف وموتٍ وتضييق من الاحتلال الإسرائيلي. كما أن بعض الشباب الذينَ تجمعوا قرب بيوتِهم البائسة المظلمة بفعل انقطاع التيار الكهربي خلال الثماني ساعات من الثانية مساءً وحتى العاشرة، قد نصبوا شباكَ كرة الطائرة لممارسة هوايتهم المفضلة. [title]الطرقات وانزعاج الأهالي[/title] ولكن ما نغّص عليهم لعبهم، وعكّر أجواء مرحهم، انزعاج الأهالي من أصواتهم التي تعلو المكان بشكل لا إرادي نتيجة فوز أو هزيمة أو الشعور بالظلم من التحكيم، بالإضافة إلى مرور السيارات والمواطنين المتكرر، في ظل ازدحام المخيمات الفلسطينية والتي تعد من أكثر المناطق ازدحاماً حول العالم. الحاج أبو علاء "60 عاماً" يوضحُ أن ظاهرة اللعب في الشوارع، ظاهرة مزعجة ومقلقة للسكان والأهالي فمنهمُ المريض والتعِب والأطفال الذي يحتاجون للنوم لساعاتٍ طويلة، بالإضافة إلى طلاب المدارس وخاصة طلبة التوجيهي منهم، والذين يحتاجون إلى هدوء تام في ظل اقتراب الامتحانات النهائية، ويودون أن يحققوا نتائجَ طيبةً في نهاية العام. ويطالب أبو علاء الجهات المعنية والمسئولة عن الرياضة في قطاع غزة، بإنشاء ملاعب خاصة للفتية والمواطنين الفلسطينيين بعيداً عن الشوارع وبيوتِ المواطنين، والمشاكل التي تحدث نتيجة احتكاك الأهالي بالفتية اللاعبين. محمد لبد "26عاماً" يسكن مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين لعب العديد من الأشهر في صالة رياضيةٍ لكمال الأجسام واللياقة البدنية بمبلغ 50 شيكلاً شهرياً، ولكن نظراً لظروفه المادية الصعبة توقف عن اللعب، متسائلاً لماذا لا تشيد وزارة الرياضية في غزة صالاتٍ مجانية، مضيفاً "أليس من حقنا أن نمارس الرياضة مجاناً؟!" [title]الرياضة حقٌ للجميع[/title][title][/title] ويوضح أنه كان في السابق عندما كان يعمل في بطالةٍ في وزارة الزراعة كان قادراً على دفع رسوم الرياضة، ولكن نظراً لانتهاء مدة البطالة قد ضاع جهد الشهور الماضية من تعب وكد في بناء جسمه، مبينا أنه من الصعب ممارسة الرياضة في بيته، لعدم وجود آلات، وعدم الانتظام وأنه بحاجة لمدرب ذو كفاءة ليكون دليله في اللعب. من جانبه أكد المدرب حسن أيوب "27عاماً" إلى أن الرياضة في قطاع غزة تعاني كثيراً من قلة الدعم، حتى في الفرق الرسمية بالنوادي الرياضية، وأن الإمكانيات محدودة للغاية وتنعكس سلباً على أداء اللاعبين ونتائجهم الرياضية. وتعجب من الفرق الرياضية المشاركة في الدوريات المحلية، كيف أنها تتدرب على ملعب خماسيٍ، وتشارك في المبارياتِ على ملعب عشبي، معتبراً ذلك خطأ تدريبياً وينعكس سلباً على أداء اللاعبين على الملاعب العشبية. وأضاف أن فريقه المنتمى إلى الفئة العمرية الصغيرة لا يملكُ أحذية رياضية ويتدربون وهم حُفاة بالإضافة إلى زيهم الممزق والذي بحاجة إلى تغيير عاجلٍ، ولكن في ظل الإمكانيات المتاحة، أصبح الأمر صعباً على الجميعِ. ويأمل الطامحون الصغار والكبار إلى تحقيق مطالبهم في أسرعِ وقتٍ ممكن، وإيجاد الحلول الممكنة، من أجل توفير الإمكانيات لكافة الفئات العمرية للممارسة الرياضة من كرة قدم وطائرة وتنس وألعاب قوى، لبناء جيل رياضيٍ صحي، قادر على مواجهة الصعوباتِ وتحقيق النتائج الأفضل.