17.19°القدس
16.79°رام الله
16.05°الخليل
19.1°غزة
17.19° القدس
رام الله16.79°
الخليل16.05°
غزة19.1°
السبت 27 ابريل 2024
4.79جنيه إسترليني
5.4دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.1يورو
3.83دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.79
دينار أردني5.4
جنيه مصري0.08
يورو4.1
دولار أمريكي3.83

عن الخطبة

خبر: الكذب بمواصفات الخاطب.. يحق فيه التراجع

بعد زفافها بأسبوع كانت تُفاجأ "زينب" دائمًا بخروج زوجها في ساعات متأخرة من الليل، كانت تعتقد في البداية أن خروجه أمر عادي، وأنه يذهب ربما للاطمئنان على والده ووالدته؛ فهما كبيران في السن ولا أحد عندهما، لكن بعد أن مر شهر على زواجهما سألته عن سبب خروجه، فأخبرها أنه لا يستطيع أن يخبرها السبب، وأنه لديه سر، لكنها سرعان ما عرفت أن زوجها الجامعي ما هو إلا سائق لم يحصل على شهادة الثانوية، فما كان منها إلا أن رجعت إلى بيت أهلها وقلبها يعتصر ألمًا، كيف لا وهو لم يخبر أهلها بالأمر منذ البداية؟!، إخفاء الأسرار عند التقدم للزواج، والكذب في مواصفات الخاطب، رأي الشرع في ذلك يتحدث عنه د. يونس الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين: [title]قذف المحصنات [/title] يقول الأسطل: "ينبغي أن أذكر أولًا أن المؤمن قد يقع في بعض الكبائر، باستثناء خصلتين لا تجتمعان مع الإيمان، هما: الخيانة والكذب، ولاشكَّ أن ادَّعاء الخاطب أو الوسطاء أنه يحمل شهادة وهو لم يحصل عليها كذب صريح، لا يصدر ممن يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانًا صحيحًا، ويكون ممَّن اشترى بآيات الله ثمنًا قليلًا، وأَوْلى له أن يظلَّ من غير زواج ولا يقع في هذه الكبيرة التي تشبه بعض الموبقات، كالكذب في قذف المحصنات". ويواصل: "ولا يليق بأهل الفتاة أن يكونوا أُذُنًا يصدقون كل ما يقوله الخاطب، فقد جرت العادة بالكذب في ذلك، حتى قيل قديمًا: "أكذب من خاطب"، وعليهم التثبت مما يقال لهم؛ حتى تكون الموافقة عن بينة تشبه اليقين". ويكمل: "فإذا اكتشفوا ذلك بعد الموافقة جاز لهم رفض الخطبة؛ لانتفاء تمام الكفاءة بين العروسين، وإذا حصل الدخول فليرضوا بقضاء الله ومشيئته؛ فعسى أن تكرهوا شيئًا، ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا". [title]رجولة وإقدام [/title] أما بخصوص ما إذا كان الكذب يتعلق بنفي انخراط الخاطب في المقاومة، وما يترتب على ذلك من آثار على الحياة الزوجية فيما بعد؛ فيقول د.الأسطل: "إن الانخراط في المقاومة شرفٌ يزيد الخاطب صفةً تجعله أَوْلى بالتزويج من غيره؛ لأنه قد امتطى ذروة سنام الإسلام، وما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم، وقد أُوتي من الإيمان والشجاعة، ومن الرجولة والإقدام ما يجعله يغار على الحرمات والمقدسات". ويزيد: "وإن قوة إيمانه من ناحية وما يراه من كرامات المجاهدين من ناحية أخرى يجعلانه أكثر مخافة لله في معاملة زوجته، وغيابه أحيانًا، أو رباطه بالليل يجعل شوق الزوجين إلى التلاقي أكبر، بخلاف الذين يقولون: "ذرنا نكنْ مع القاعدين"؛ فإنهم يجلسون في البيوت قُضاةً وحكامًا، يحاسبون على النقير والقطمير، فيجعل النهار عبوسًا قمطريرًا عليها". [title]مصاهرة رجال المقاومة [/title] ويرى عضو رابطة علماء فلسطين أن هناك أناسًا يظنون أن انشغال الزوج بالمقاومة يجعله مُعَرَّضًا للموت أو القتل، قائلًا: "وهذا خطأ في العقيدة؛ فإنه لا تموت نفس إلا بإذن الله كتابًا مؤجلًا، ولن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها، ولو كانت المقاومة تُعَجِّل الآجال لنال خالد بن الوليد (رضي الله عنه) الشهادة صبيًّا أو شابًا يافعًا، لكنه عمَّر، ومات على فراشه". وينصح د.الأسطل الخاطب إذا علم أن أهل بيتٍ يتحرجون من مصاهرة رجال المقاومة أن يصرف النظر عنهم، قائلًا: "فإنه لا يريحه أن يختلط بهم، فضلًا عن أن يكون الرفض بدافع الخصومة السياسية ونحوها، وليختر من يعينونه على أداء رسالته ومهمته، فقد يحتاج أن يضع عندهم بعض عتاده، أو أن يتخذ من بيوتهم ملجًا، أو مغاراتٍ، أو مُدخلًا يأوي إليه، فإما أن يكونوا عونًا له، أو عبئًا عليه، وربما يكونون عينًا عليه".