18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: عملية الخليل الفدائية "رصاصة" رحمة للسلطة

عملية الخليل الفدائية “رصاصة” رحمة لسلطة عباس ونهاية مرحلة الاذلال للفلسطينيين ومقدمات الانتفاضة الثالثة جاءت عملية إطلاق النار على سيارة يستقلها مستوطنون إسرائيليون على طريق قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة التي قتل فيها مستوطن وأصيب اثنان آخران بجروح بمثابة جرس إنذار لما يمكن أن يكون عليه الوضع في حال انهارت مفاوضات السلام الحالية واستمرت الحكومة الإسرائيلية في عملياتها الاستيطانية. عمليات القتل كانت دائما في اتجاه واحد، أي برصاص الإسرائيليين والضحايا من الفلسطينيين العزل، ويبدو واضحا من خلال عملية الهجوم المفاجئة هذه أن المشهد في الضفة الغربية المحتلة يقف على أبواب التغيير الكامل مما يؤدي ببدء مرحلة جديدة مختلفة. قبل اسبوعين اقتحمت وحدة عسكرية إسرائيلية مدججة بالمدرعات والأسلحة الثقيلة مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين وقتلت ناشطا بدم بارد، وأكمل قناصة هذه المجزرة باغتيال اثنين من رفاقه حملوا جثمانه إلى ذويه تمهيدا لدفنه، وكان الشهداء الثلاثة يجسدون الوحدة الوطنية الفلسطينية في أبهى صورها، وابلغ معانيها، حيث تعانقت جثامينهم الثلاثة التي جرى لفها بإعلام “فتح” و”حماس″ و”الجهاد الإسلامي” في الجنازة المهيبة التي أقيمت لهم، ولم يحدث لها مثيل منذ انتهاء الانتفاضة الثانية. الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد حالة احتقان غير مسبوقة هذه الأيام بسبب عمليات الإذلال المتواصلة التي يتعرض لها الفلسطينيون على أيدي القوات الإسرائيلية ومجموعات المستوطنين المدججين بالسلاح، وانهيار حل الدولتين، ورفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. أن تبارك حركتا حماس والجهاد الإسلامي هذه العملية الهجومية، وتشيدان بها، وتعتبرانها “رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد أهلنا في الضفة وغزة واستباحة المستوطنين لباحة المسجد الأقصى” فهذا يعني ان الحركتين بصدد استئناف المقاومة المسلحة الأمر الذي سيشكل تحديا مباشرا ليس فقط لإسرائيل وإنما للسلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية أيضا. *** زائيف الكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تباهى في حديث صحافي أدلى به لصحيفة إسرائيلية قبل أسبوع بان الضفة الغربية أكثر مناطق الشرق الأوسط استقرارا وهدوءا، وربما سيدرك، بعد وصول أنباء هذا الهجوم، انه تسرع في موقفه هذا، لان هذا الهدوء الذي تحدث عنه ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة. الهدوء لا يمكن أن يستمر إلى الأبد في ظل السياسات الاستفزازية الحالية، والاستغلال البشع لضعف الفلسطينيين، والسلطة على وجه الخصوص، ومواصلة أعمال القتل والاغتيال، وفرض الحصار الاقتصادي والإنساني الخانق، وإذلال ثلاثة ملايين إنسان أمام المعابر الإسرائيلية وتصعيد سياسات وممارسات التمييز العنصري. بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بدأ في تنفيذ تهديداته بفرض عقوبات على سلطة الرئيس عباس وإصدار قرارا بتجميد أموال الضرائب المستحقة لهذه السلطة والمقتطعة من الضرائب (مقدارها مئة مليون دولار شهريا)، الأمر الذي يعني أن هذه السلطة تواجه الإفلاس وخطر الانهيار، ولا نعتقد أن الشعب الفلسطيني سيذرف الدموع او يتأسف عليها، باستثناء بعض المستفيدين منها، وهم قلة على إي حال. انهيار السلطة يعني أن تقوم السلطات الإسرائيلية بإعادة احتلال كل الأماكن الخاضعة لحكمها الذاتي المزور، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل توقيع اتفاقات اوسلو، مما يعني أن تتحمل هذه السلطات مسؤولية إدارة هذه الأماكن، وتغطية النفقات المترتبة على ذلك من ماء وكهرباء وامن وخدمات بلدية، وهذا ما يتمناه معظم الفلسطينيين تحت الاحتلال. التهديدات اليمينية الإسرائيلية بضم الضفة الغربية قد تصب في مصلحة الفلسطينيين في الانتقال من حل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة ثنائية القومية، مما سيجعل النضال الفلسطيني ينصب على المطالبة بالحقوق المدنية والمساواة والحق في الانتخاب البرلماني والبلدي، مما سيعني نهاية إسرائيل كدولة معظم سكانها من اليهود. لن تجد إسرائيل التعاطف الذي كانت تتمتع به في السابق من قبل دول غربية، فعندما يقف جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إمام الكونغرس ويتهمها علنا بإفشال مفاوضات السلام، وعندما تتعاظم عمليات المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية لها في أوروبا وأمريكا، فان الصورة تبدو غير وردية بالنسبة إلى قادتها، والمنظرين لاستيطانها واستخدام القبضة الحديدة ضد الفلسطينيين تحت الاحتلال وقتل العملية السلمية. *** الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيدين هذا الهجوم على المستوطنيين حتما، مثلما أدان كل الهجمات السابقة المماثلة، ولكن هذا لن يحميه من غضب الإسرائيليين وسيزيد من غضب الفلسطينيين عليه وعلى سلطته في الوقت نفسه. التنسيق الأمني سقط، بل يجب أن يسقط في ظل فشل عملية السلام، والسلطة التي يرأسها عباس أصبحت عنوانا لحماية المستوطنيين من خلال قمع الفلسطينيين ومباركة التعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لاغتيال أو اعتقال المقاومين للاحتلال. عندما يتجرأ المستوطنون الإسرائيليون على اقتحام المسجد الأقصى، وإقامة كنيس يهودي في باحته، واستفزاز مليار ونصف المليار مسلم في العالم بأسره، فماذا تتوقع الحكومة الإسرائيلية؟ قذف المستوطنين بالورود والرياحين. كل المؤشرات تفيد بان الانفجار الذي استغرب الكثيرون عدم حدوثه في الأراضي المحتلة طوال السنوات الماضية بات وشيكا، والعملية الفدائية الأخيرة في الخليل قد تكون عود الثقاب أو المفجر لإشعاله. نبشر زائيف الكين ورئيسه ليبرمان بان الهدوء الذي يحلمون باستمراره وصل نقطة النهاية، وان تسونامي الانتفاضة الثالثة بات وشيكا، وان مرحلة الإذلال التي تمتعوا بها، ومارسوها بطريقة سادية ضد الفلسطينيين الصابرين العزل قد أسدل الستار عليها.