15.55°القدس
15.21°رام الله
14.42°الخليل
20.29°غزة
15.55° القدس
رام الله15.21°
الخليل14.42°
غزة20.29°
الجمعة 15 نوفمبر 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.94يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو3.94
دولار أمريكي3.74

خبر: ماذا لو أن قاتل اليهود بأمريكا صرخ "الله أكبر"

ماذا لو أن قاتل اليهود بأمريكا صرخ "الله أكبر" بدلا من "يحيا هتلر"؟ مقال لبيتر بيرغن وديفيد ستيرمن، بيرغن هو محلل الشؤون الأمنية لدى CNN ومدير مؤسسة "أمريكا الجديدة" للأبحاث ومؤلف كتاب: "المطاردة: عشر سنوات من البحث عن بن لادن.. من 11 سبتمبر إلى أبوت أباد" أما ستيرمن فهو باحث مساعد في مؤسسة "أمريكا الجديدة". يوم الأحد الماضي، أطلق رجل النار على فتى يبلغ من العمر 14 سنة، فقتله مع جده في مركز يهودي بمدينة كنساس، ومن ثم قاد سيارته إلى دار للعجزة اليهود وأطلق النار على شخص ثالث فأرداه قتيلا، وقبضت الشرطة على المهاجم، الذي يدعى فريزر غلين كروس، الذي كان يصيح بعد اعتقاله "يحيا هتلر." كروس، الذي يدعى أيضا فريرز غلين ميلر، هو ناشط معروف في التيارات اليمينية المتطرفة، وسبق له تأسيس تنظيم "فرسان الكلوكلس كلان" و"حزب الوطنيين البيض" وفقا لما يؤكده "مركز بوفرتي القانوني" (الذي يرصد نشاط التنظيمات المتشددة التي تروج للأفكار القائمة على الكراهية.) دعونا نقوم باختبار ذهبي وافتراض أن المهاجم صرخ بعد القبض عليه "الله وأكبر" عوضا عن قول "يحيا هتلر"، وربطنا الأمر بواقع أن الهجوم عشية إحياء ذكرى تفجيرات بوسطن الدموية. لو أن هذا السيناريو حصل فعلا لكانت التغطية الإعلامية أكبر بكثير كما كانت نوعيتها لتختلف بشكل واضح. ومع ذلك فإن حصيلة قتلى الهجوم في كنساس تعادل حصيلة قتلى هجوم بوسطن، رغم الفارق الكبير طبعا بأعداد الجرحى، ولكن الإحصائيات تدل على أنه منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، قتلت التنظيمات المتشددة اليمينية، سواء التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض أو المناهضة للحكومة أو الرافضة لقوانين الإجهاض، من الأمريكيين داخل الولايات المتحدة أكثر مما قتلت الجماعات الجهادية، إذ أن ضحايا الجماعات الأولى بلغ 34 شخصا، بينما بلغ عدد ضحايا الجماعات الثانية 23 شخصا. وتقول مؤسسة "نيو أمريكا" للأبحاث أن التنظيمات اليسارية أو الداعمة للبيئة نفذت بدورها عمليات عنيفة داخل الولايات المتحدة، ولكنها لم تتسبب بسقوط خسائر بشرية. وفي السياق عينه، فإن القضاء الأمريكي أدان منذ 11 سبتمبر 200 شخص بتهم على صلة بنشاط الجماعات الجهادية، ولكنه لم يسجل لجوء أي واحد منهم إلى أسلحة كيماوية أو بيولوجية، بينما تسجل وثائق القضاء الأمريكي لجوء 13 مدانا من عناصر التيارات اليمينة ومدان واحد من عناصر التيارات اليسارية إلى جانب اثنين من أتباع التيارات ذات الأفكار الغريبة إلى محاولة الحصول على هذا النوع من الأسلحة أو استخدامها. وفي أغسطس/آب 2012 شهدت الولايات المتحدة هجوما مماثلا لذلك الذي نفذه فريزر غلين كروس، إذ أقدم وايد مايكل بيج على قتل ستة أشخاص بإطلاق النار على معبد للسيخ في ويسكونسن، وكان بيج عضوا في جماعة تؤمن بتفوق العنصر الأبيض، وقد أقدم بيج على الانتحار بعد العملية. وبالطبع، فإن بيج ليس الشخص الوحيد الذي لجأ إلى تنفيذ هجمات مميته من بين عناصر اليمين المتطرف، ففي عام 2009 على سبيل المثال، هاجم كل من شاونا فوردي وألبرت غاكسيولا وجيسون بوش أحد المنازل بولاية أريزونا، وعمدوا إلى قتل بول فلورز وابنته بريزينيا، وكان الهدف من العملية سرقة المنزل لتمويل منظمة ينشط فيها المهاجمون الثلاثة وترمي إلى مواجهة الهجرة غير المشروعة، وقضت المحكمة بالإعدام على اثنين من المهاجمين وسجن الثالث مدى الحياة. وفي العام نفسه، قام سكون رايدر بقتل الطلب جورج تيلر، والذي كان يدير عيادة طبية تنفذ عمليات إجهاض في كنساس، وأظهرت التحقيقات أن رايدر لم يكن عضوا في منظمة مناهضة للإجهاض فحسب، بل كان قد نزع لوحة سيارته الرسمية واستبدلها بلوحة تحمل شعار جماعة تطلق على نفسها اسم "المواطنون أصحاب السيادة" وتنادي بإنهاء سيطرة الدولة على الأفراد. أما في الفترة السابقة لهجمات 11 سبتمبر، فيبرز التفجير الكبير الذي نفذه بمدينة أوكلاهوما تيموثي ماكفي، عام 1995، الذي قام بتفجير أحد الأبنية الحكومية، ما أدى إلى مقتل 168 شخصا. ورغم كل هذه الهجمات الدموية التي نفذتها جماعات لا تؤمن بالفكر الجهادي، يبقى الاهتمام الإعلامي والرسمي منصبا على تنظيم القاعدة والحركات المتفرعة منه، ويبدو ذلك أمرا مفهوما جزئيا، إذ أن 19 عنصرا من ذلك التنظيم تمكنوا في صبيحة 11 سبتمبر 2001 من قتل ثلاثة آلاف أمريكي، غير أن الفارق يبقى كبيرا جدا في التغطية الإعلامية بين الهجمات الناجحة أو حتى الفاشلة للجماعات الجهادية وبين الهجمات التي تنفذها جماعات أخرى. هذا الفارق يعكس التفريق المعيب في الذهنية العامة بين أولئك الذين يقتلون "باسم الله" وبين أولئك الذين يروجون للقتل وفق أفكار أخرى، مثل النازية الجديدة التي تدافع عن قتل اليهود. التهديد الذي يفرضه تنظيم القاعدة والشبكات المتحالفة معه تغير بشكل كبير منذ هجمات 11 سبتمبر، فبعد 13 عاما على تفجير برجي التجارة في نيويورك لم ينجح تنظيم القاعدة في شن أي هجوم داخل أمريكا، كما أنه منذ عام 2011 كان جميع الموقوفين بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة يعملون بمفردهم أو بمساعدة شخص واحد على أبعد تقدير، وهذا يعكس المصاعب التي تعترض التنظيم وتمنعه من تنفيذ عمليات معقدة في أمريكا بفضل النشاط الكبير للجهات الأمنية الأمريكية. اليوم، بات "إرهاب تنظيم القاعدة" في أمريكا يقتصر على نشاطات لأشخاص يعملون بشكل منفرد ودون ارتباط حقيقي "بجماعات إرهابية" أجنبية – باستثناء قراءة بعض المنشورات والمواد الدعائية عبر الانترنت – وبالتالي يصعب علينا تفسير السبب الذي يجعلنا لا نولي اهتماما كافيا بالعنف الذي تنفذه الجماعات اليمينية المتشددة.