ينتابني ذاك الشعور السيئ كلما أقبلت غيوم من الغرب أو الشمال، فأشعر كأني في أحد الدول الاسكندنافية ، أو في بريطانيا العظمى في فصل الصيف، ووجه الشبه إضافة لغيوم السماء تلك الضرائب التي يدفعها المواطن الفلسطيني الذي يقع تحت الاحتلال. ضرائب تشعرك فعلاً بأنك مواطن اسكندنافي متوفر لك كل الخدمات والبنى التحتية والفوقية، والمطارات والمعابر، فأنت تدفع فاتورة التليفون والجوال والانترنت والكهرباء والمياه والإيجار والتمليك والطابو وغلاء المعيشة والعمَّال والتأمين الغير صحي، وغلاء الوقود وتسعيرة المواصلات والمأكولات وجمارك الترخيص والتخصيص والتفليس والتحسيس، وفواتير اضافية غير مباشرة، واضافة الى ذلك تدفع فاتورة الاحتلال. شعور استفزازي أن تعيش تحت احتلال وبربع دولة، وتقوم بتطبيق سياسات الدول الاسكندنافية، هذه تحتاج فعلاً من الجميع لـ"شَخْرة" جماعية من النوع الغليظ، حتى سياساتنا الاقتصادية لا تصلح لأي من الدول النامية بل هي سياسات تشبه مشروع "مارشال" في أوروبا، أو مشروع النهضة الاقتصادية في سنغافورة، وعلى قولة ستي "بنْضَرِّط لِحْفَةَ وبنَّام في البَرْدْ" خلينا نبني مشروعنا عقدْ ما نملك من مقومات ودعم، لا على قدر ما نحلم ونقرأ في التجارب... أي مشروع لا يدعم التحرر سيكون فاشل لعدم الاستقرار بسبب الاحتلال. وعلى قول الشاعر خذوا كل الفواتير والجمارك وابقوا لنا الوطن.. [title]وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق[/title]