14.99°القدس
14.62°رام الله
13.86°الخليل
20.31°غزة
14.99° القدس
رام الله14.62°
الخليل13.86°
غزة20.31°
الجمعة 15 نوفمبر 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.94يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو3.94
دولار أمريكي3.74

خبر: رفقاء الرنتيسي بالزهور: رحل لسان فلسطين

معسكر "مرج الزهور" بأقصى جنوب لبنان أحد الأماكن التي أمضى فيها الشهيد عبد العزيز الرنتيسي عام 1993 فترة من حياته مبعداً عن الأراضي الفلسطينية، وضم هذا المعسكر عدداً من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس الذين أكّدوا أن الرنتيسي الذي تصادف اليوم ذكرى اغتياله كان بحق "أميناً للجيل". يقول النائب أحمد الحاج علي، أحد أبرز قيادات حماس في الضفة الغربية، وأحد رفقاء الرنتيسي في مرج الزهور: "سمعت عنه قبل الإبعاد فتعلقت به، وتمنيت من الله أن أقابله، وهذا ما تحقق بالفعل عندما أبعدت "إسرائيل" قيادات الحركة من الضفة والقطاع إلى جنوب لبنان، فالتقيت به في المعسكر، وهناك بدت لي شخصيته القيادية بشكل واضح". وأضاف الحاج علي: "لأن حماس تؤمن بالشورى فقد أجرينا فيما بيننا انتخابات لاختيار 25 شخصاً يديرون شؤوننا من كافة النواحي، وقد وقع الاختيار على أبي محمد الرنتيسي ليكون مسؤولاً للجنة الإعلامية للحركة". [title]تدويل القضية[/title] ويشير الحاج علي إلى أن الشهيد الرنتيسي كان يستقبل يومياً في خيمته بمرج الزهور عشرات الوفود الصحفية من كافة أنحاء العالم. وقال: "كان لا يكَلّ أو يمَلّ، ولديه القدرة على أن يتحدث مع كل وفد بما ينسجم مع أفكاره وثقافته، وكأنه يضع أمامه خريطة العالم الجغرافية والسياسية، وكثيراً ما كنا نذهب للنوم بعد منتصف الليل، وتبقى خيمة الشهيد عامرة بالضيوف؛ فلم يكن ينام أكثر من ساعتين أو ثلاث فقط". ويذكر الحاج علي -الذي كان مسؤولاً عن التبرعات التي تصل إلى المعسكر- قصة الرنتيسي مع علبة البسكويت، قائلاً: "في إحدى الليالي الباردة جداً، وبعد منتصف الليل بقليل، سمعت صوت الرنتيسي ينادي علي: قم يا أبا علي، فتوجست في بادئ الأمر، وإذا به يحمل بين يديه علبة بسكويت". وختم الحاج علي حديثه، واصفاً الشهيد بأنه "أمين هذا الجيل"، وقال: "ندعو الله أن تمتلئ فلسطين بأمثال عبد العزيز الرنتيسي؛ فنحن بأمسّ الحاجة لقادة يبيعون أنفسهم لله، وهذا هو البيع الرابح". [title]دويك: أول لقاء في 92[/title] أما رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك، الذي كان يشاطر الرنتيسي خيمته في معسكر مرج الزهور بصفته اعلامياً ناطقاً بالانكليزية، فقال: "كان أول لقائي به ليلة الإبعاد في كانون الأول عام 1992، سمعت صوته وهو يصيح رافضاً أن يتفرق المبعدون في ربوع لبنان أو غيرها من البلاد العربية، مُصرّاً على أن يكون المبعدون قبالة أرض فلسطين الغالية". وتابع دويك: "من اليوم الأول للإبعاد استطاع الرنتيسي أن يجسد قضية فلسطين؛ وهو ما دفع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد إلى أن يقول لمن حوله: من أراد أن يتعلم السياسة فليذهب إلى مرج الزهور". وتابع دويك وقد تحشرج صوته: "كان الرنتيسي يؤمن بوحدة أرض فلسطين؛ فقد قابله صحفي يوماً وسأله: هل تقبلون بدولة "إسرائيل"؟ فسأله: من أي البلدان أنت؟ أجاب الصحفي: "من سويسرا" فقال له: "وهل تقبل بدولة "إسرائيل" داخل دولة سويسرا؟ فرفض الصحفي بشدة، قائلاً: "لا لا لا". وتابع دويك: “كان ردّ الرنتيسي للصحفي: كيف تريد لي أن أقبل ما ترفضه أنت؟”. وأضاف قائلاً: “أذكره أيضاً عندما أرسل إلى الشباب في السجن رسالة من داخل زنزانته التي أفُرد فيها لأنه رفض الوقوف لقائد السجن، وفي هذه الزنزانة حفظ كتاب الله عز وجل وتعلم تجويده، كما قام به الليل، وكان يشكر للبعوضة لدغتها، وقد اعتبرها -تفاؤلاً- جندياً من جنود الله؛ حيث كانت توقظه لدغتها لصلاة قيام الليل”. وعن موقف الشهيد من السلطة قال دويك: “عندما تواردت الأنباء عن مجيء السلطة إلى أرض الوطن، وأن هذه السلطة ستصطدم بأبناء حماس رفع الآية الكريمة <لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ>، وقد كان لهذا الأمر أثره بالحفاظ على شمل فلسطين موحداً”. وتابع دويك: “زار أطفال من البوسنة مرج الزهور، وقدموا نحو 120 دولاراً تعبيراً من الشعب البوسني لدعم هؤلاء المبعدين، فقام الشهيد الرنتيسي وإخوانه المبعدون بتقديم كل ما يملكون من المال، وصل يومها إلى أربعة آلاف دولار أمريكي؛ كي يحملوها إلى شعب البوسنة المسلم؛ تعبيراً عن الشعور بمأساة هذا الشعب الذي قتل شر تقتيل”. [title]محاولة الاغتيال الأولى[/title] وعن حب الدكتور عبد العزيز الرنتيسي للشهادة قال دويك: “لم تكن الشهادة تغيب عن ناظريه مطلقاً”، كاشفاً عن سر لا يعرفه الكثيرون، وهو محاولة اغتيال تعرض لها الشهيد خلال وجوده في مرج الزهور. وتابع: “كانت أولى محاولات اغتياله في مرج الزهور في خيمة الإعلام في اليوم الأول من شهر رمضان، يومها حضر شخص يتحدث العربية، ادعى أنه مترجم لصحفي ياباني، دخل الخيمة وترك حقيبة فيها قنبلة موقوتة، انفجرت هذه القنبلة مع أذان المغرب بالضبط، وأحرقت الخيمة بأكملها، ومن رحمة الله بنا أن الجميع كانوا خارج الخيمة على مائدة الإفطار”. وأضاف: “سمع الجميع صوت الانفجار، وهبوا لإطفاء الحريق، وحاولوا البحث عن الصحفي ورفيقه فلم يجدوا لهما أثراً”. ويختم دويك حديثه عن حبيبه الرنتيسي بالقول: “كان صقر فلسطين ولسانها وقلبها النابض إلى آخر لحظة من حياته”.