20.23°القدس
19.61°رام الله
18.86°الخليل
21.54°غزة
20.23° القدس
رام الله19.61°
الخليل18.86°
غزة21.54°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: سفر وعبادة ورزق.. ثالوث رحلة واحدة

لمرتين متتالتين وفي شهر واحد يغادر الشاب مصعب أبو مطاوع إلى الديار الحجازية في رحلة عمرة، هي الثالثة له منذ عام، هذه المرة اصطحب معه رفيق دراسته الشاب عمر أبو خاطر، الذي يقول أنها عمرة يؤديها كعبادة وترفيه عن النفس بعد إنهائه سنوات البكالوريوس الأربعة من الجامعة الإسلامية. حال الشابين مصعب وعمر يعبر عن حالة غزية كاملة تتخذ من العمرة متنفساً وهروباً من الحصار المطبق على القطاع، بعد اشتداده عقب الانقلاب العسكري في مصر، وإغلاق معبر رفح الممر الوحيد إلى العالم الخارجي أمام المسافرين باستثناء المعتمرين والنزر اليسير من الحالات الإنسانية، وفي بعض الأحيان يفتح على فترات متباعدة أمام حركة المسافرين العالقين في الجانبين. مرضى وطلاب وعالقون على كلا الجانبين يترقبون ساعة بساعة الشريط الإخباري لعدد من الوسائل الإعلامية علّ خبر يبل الريق ويفتح متنفس غزة الوحيد، لكن الرسالة دائماً "حسبك المعبر مغلق حتى إشعار آخر". [color=red]"فلسطين الآن"[/color] تصحبكم برفقة المعتمرين، الكاسب الوحيد من فتح معبر رفح، الذي يعتبر المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة إلى العالم الخارجي، في حين أن الآلاف من الطلبة وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية ممنوعون من السفر إلا تحت رحمة العسكر المصري. [title]رحلة عذاب[/title] بدأ أبو مطاوع حديثه لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] بقوله : "لم اختار العمرة فقط للخروج من غزة بقدر ما هي طاعة نتقرب بها الى الله وابتغاء مرضاته، كما أنها تعدّ في الوقت ذاته المتنفس الوحيد لسكان القطاع في ظل الحصار الخانق وإغلاق المعبر، فهي تجمع بين العبادة ومحاولة الخروج من طوق الحصار". الشاب أبو مطاوع تحدث عن رحلة عذاب ترافق المسافر عبر الشقيقة مصر، حيث لا تزال العقلية الأمنية المصرية تسيطر على تعامل الدولة المصرية مع المواطن الفلسطيني الغزي العابر إلى العالم الخارجي من بوابة الشقيقة الكبري. ووصف الشاب العشريني مطاوع رحلة السفر من غزة إلى القاهرة بأنها "العذاب نفسه وليس قطعة من العذاب، حيث نرى فيه كل ألوان الإذلال والعذاب". [title]تفاصيل "العذاب"[/title] ويروي أبو مطاوع لمراسل [color=red]"فلسطين الآن"[/color] تفاصيل "رحلة العذاب" التي تبدأ بعد الخروج من الجانب الفلسطيني من المعبر، حيث عليك الانتظار لساعتين أو أكثر فقط لانتظار الموافقة من الجانب المصري على الدخول. ويتابع "الرحلة في الجانب المصري تطول وتطول تبدأ بفنون التضييق في المعبر حتى استلام الجوازات، ومن ثم مروراً بالحواجز والكمائن للجيش والشرطة المصرية على طريق سيناء الصحراوي بسبب التوتر الدائم في سيناء عقب الانقلاب العسكري". وقطعة عذاب أخرى رافقت رحلتهم الإيمانية إلى الديار الحجازية حيث تم اعتراضهم على طريق الكوبري وهو مغلق وبالتالي عليك الذهاب وتغيير الطريق للدخول من "المعدية" وهناك الانتظار لأكثر من ساعتين بسبب الزحام. ويسرد أبو مطاوع لمراسلنا عذابات السفر داخل الأراضي المصرية لكنه ختم القول بعد صعوده للطائرة متجهة للديار السعودية بقوله :"وبعد الصعود للطائرة "خلاص احنا دخلنا في الراحة لأننا طلعنا من عند المصريين". [title]تعدد الأسباب والوجهة واحدة[/title] وفي معرض سؤالنا حول البواعث والأسباب لإقبال الغزيين على أداء العمرة رغم ارتفاع تكاليفها، فقال: "البعض يأتي لأداء مناسك العمرة والتقرب إلى الله وهم الغالبية، والبعض بسبب إغلاق المعبر وعدم إمكانية السفر من القطاع يقوم بالسفر إلى السعودية، ومن ثم يحصل على تأشيرة البلد الذي يريده". وأضاف "وآخرون يأتون لزيارة أقاربهم بسبب عدم إمكانية دخول السعودية والخليج ككل إلا من أقارب الدرجة الأولى - الأب والأم - فتكون العمرة ملاذهم الوحيد للقائهم". [title]عمرة ورزق[/title] أحد المعتمرين رفض الكشف عن اسمه قال لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن فكرة الاستفادة من سفر العمرة في جلب بعض الحاجيات الأساسية لقطاع غزة من الخارج جاءت بسبب الحصار الظالم وإغلاق الأنفاق، فكثير من الأدوية والمستلزمات الأساسية مفقودة في القطاع. وأوضح أن الحصار وإغلاق الأنفاق ألجأ كثير من الناس للسفر عن طريق العمرة بهدف نحسين وضعهم المالي من خلال العمل في الخارج والسفر عبر السعودية لأي دولة يريدها، أو أن يأتي ببعض حاجيات الناس في غزة. وتأتي هذه الوسيلة كاضطرار من أهالي القطاع لسد حاجيات الأساسية التي فقدت بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإغلاق الأنفاق عقب الانقلاب العسكري في مصر، ليبقى الغزي على الدوام في صراع مع الحياة ومتطلباتها، لكنه يأبى أن يستسلم لها، ويكابد في سبيل أن تمضي حياته كما باقي البشر.