على مدار قرابة تسع سنوات كان المرض ينهش الجسد, في مسيرة معاناة وآلام تجتمع أسبابها في المرض والألم وبوابة المعبر القاسية, لتستقر نهاية مسيرتها في الوفاة والرحيل واليتم. تقرير أعده مراسلنا يسلط الضوء على أحد شهداء الحصار الذين وافتهم المنية بسبب إغلاق معبر رفح البري, وهو الشهيد إبراهيم أبو شهلوب من مدينة رفح جنوب القطاع. إبراهيم عودة أبو شهلوب 29 عاماً من مدينة رفح بمخيم الشابورة, ودّع الحياة الثلاثاء الماضي بعد صراع لمدة تسع سنوات مع المرض, ليترك خلفه اثنين من الأبناء. [title]رحلة المعاناة[/title] بعد عامين من اكتشاف إبراهيم لمرضه وفي العام 2007م توجّه إلى دولة مصر وأجرى عملية استئصال للرئة اليمنى, وتحسنت حالته إلا أنه وبعد عامين بدأت مضاعفات للعملية بسبب جرح انفتح مكان التئام العملية, كما أفاد شقيقه. وأفاد أحد أصدقاء الشهيد المقربين جداً منه أنه منذ بداية هذه المضاعفات إلى يوم وفاته وإبراهيم كان في معاناة كبيرة جداً, موضحاً أنه سافر إلى مصر عدة مرات ولكن دون جدوى وحل. كل سنة كان يحياها إبراهيم مع المرض كان وضعه الصحي يزداد سوءًا, ونتيجة للأدوية والالتهابات بدأ يظهر في جسمه "صديد داخلي" أو تسمم, يقول شقيقه: "كان ذلك نتيجة لعدم معرفة الأطباء في القطاع لتشخيص حالته". انتقلت مضاعفات المرض والالتهابات إلى الكلية وتعطلت بعض وظائفها, وعانى كثيراً من آلام في المثانة والتبول, وقبل عام كان نسبة دمه يتراوح من 7 -8 ولم تزد عن ذلك. [title]نهاية مؤلمة[/title] قبل شهرين سافر أبو شهلوب إلى مصر ليتابع علاجه, فأخبره الطبيب بأن جسمه يصاب بالتسمم نتيجة الالتهابات والإهمال الطبي وعدم معرفة تشخيص الحالة, وتم وضع أنبوب في جسده لإخراج الصديد والسموم, ومن المفترض أن تكون له مراجعة في شهر 5 ولكن المنية كانت أسبق. زادت مضاعفات المرض في منتصف مارس الماضي خاصة في الكلى, وأصيب بنزيف داخلي , وأمام هذا الوضع المؤلم تقدمت عائلته بتحويله إلى مصر قبل يومين بوفاته ولكن معبر رفح البري كان عائقاً وحائلاً أمام الحياة. وأوضح شقيق أبو شهلوب أنه تم التواصل مع الطبيب المصري قبل أيام بوفاته وأبدى استعداداً كبيراً لمتابعته ولكن إغلاق المعبر كان مانعاً, موضحاً أنه تم منعه من السفر بحجة الدعاوي الأمنية, حيث كانت تخرج معه والدته رغم كبر سنها والأمراض التي تصيبها. ووصفت عائلة أبو شلهلوب هذه الحالة بالمعاناة الكبيرة جداً التي يقاسي منها الشعب الفلسطيني وخاصة المرضى. ويذكر أن إبراهيم عودة أبو شهلوب هو أحد مجاهدي سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في كتيبة الشابورة بلواء رفح, ونعت سرايا القدس الشهيد أبو شلهوب في بيان لها , كما واعتبرت وزارة الصحة أن أبو شلهوب من شهداء الحصار على قطاع غزة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.