29.45°القدس
29.11°رام الله
28.3°الخليل
30.63°غزة
29.45° القدس
رام الله29.11°
الخليل28.3°
غزة30.63°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: خَرَارِيف

أهداني صديقي يوسف كتاباً بعنوان "قاموس الخداع الصهيوني"، دليل "إسرائيل" الإعلامي ٢٠٠٩، والذي صدر بعد الحرب على قطاع غزة نتيجة تشويه صورة الاحتلال من خلال فضح جرائمه واعتداءاته بحق المدنيين واستخدامه لأسلحة محرمة دولية. "فرانك لوتنز" هو مؤلف الكتاب، عمل مستشاراً للرئيس الأمريكي السابق بوش الابن، والكتاب معتمد لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية كدليل لكل المتحدثين باسم الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء العالم، وهو معمَّمْ على كل مراكز صناعة الخطاب في "إسرائيل" وخارجها، حيث يُعطي إرشادات وقواعد للتواصل الفعال مع الغرب وأمريكا، بما يُظهر الاحتلال بأنه يريد السلام ويعكس كل الحقائق على الأرض من خلال الاعتماد على لغة خطاب موحدة لجميع الناطقين مبنية على نتائج استطلاعات للرأي نفِّذت في أمريكا والغرب، حيث يلامس الخطاب عاطفة الأمريكي، ويبرِّر كل جرائم الاحتلال في المحافل الدولية وأمام المستوى الرسمي، وينتقي العبارات والألفاظ بعناية فائقة ويضعها أمام الناطقين والمدافعين عن الاحتلال حتى في الجامعات والاحتفالات ... هكذا يوحِّدون خطابهم، وينتقون ألفاظهم الموجهة للغرب والشرق بعناية تلاعب أحاسيس العالم، ولا يُظْهِرون خلافاتهم ومعاركهم الداخلية أمام الاعلام.... أما احنا "بالصَّلاة عالنبي" سِرِّح مرٍّحْ نشتم ونهاجم ونحاسب بعضنا البعض عالهواء، وبلا قافية، وبدون مؤاخذة... حتى أصبحنا لا نعرف الخطاب الرسمي من سواه. خطابات المتحدثين الرسميين لدينا أشبه بخطابات الدواوين و"الشٍّقْ" أو خطابات "أبو عنتر" و"أبو النار" في المسلسلات السورية، يخلطون العاميَّة بالفُصحى بالزِّفت المغلي، والكاميرات تصوِّر الهمز واللَّمز، والمستمعون يستمعون لأحدث النكت السياسية والشتائم الداخلية... "منيح هيك يا بيْطُخُّه يا بيكْسر مخُّه"... ولا فرق بين الخطاب الموجه للغرب أو الشرق أو العرب أو الداخل أو التنظيم كله نكشة راس. خطابنا غريب وحالنا مريب، ولو راجع المتحدثون خطاباتهم لضحكوا من أنفسهم وعلى أنفسهم، وشرُّ البليَّة ما يُضْحِكْ.. يلزمنا حقيقة دليل اعلامي شامل لمتحدٍّثينا البواسل، من خلاله يتم توحيد الخطاب الوطني الذي ضاع من زمان.. ومن خلاله يتم تشكيل ناطقين حقيقيين ومدافعين عن القضية في المحافل الدولية والمستويات الرسمية والشعبية، الغربية والشرقية... [title]طيب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق.[/title]