19.99°القدس
19.78°رام الله
18.86°الخليل
24.33°غزة
19.99° القدس
رام الله19.78°
الخليل18.86°
غزة24.33°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: أمريكا والعبء الاسرائيلي

منذ أشهر لم تتوقف الحملات الإعلامية في الصحف العبرية ضد الإدارة الأمريكية، وكان لجون كيري نصيب لا يحسد عليه من هذه الحملات، فقد وصفه أحد الكتاب اليهود بأنه يموء ولا يزأر وهو يعقد مقارنات بين كيري وأسلافه من وزراء الخارجية الأمريكية. لكن ما ورد في مقالة مطولة لأمنون لورد في صحيفة معاريف يسقط ما تبقى من القناع العالق بالأنف، فالحرب الآن كما جاء في المقالة مكشوفة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة. وحقيقة الأمر أبعد من هذا السطح الإعلامي، فقد أصدر "نتكشتماين" قبل فترة قصيرة كتاباً يتوقع فيه نهاية قصة الحب بين واشنطن و"تل أبيب"، وشمل بذلك أيضاً اللوبي اليهودي في أمريكا، ورأى أن الأمريكيين يعانون من عدة أعباء فرضتها "إسرائيل"، منها العبء الأخلاقي! وما كان يدور همساً قبل عقدين أو ثلاثة في أمريكا حول الدلال المفسد لـ"إسرائيل" بدأ يظهر للعلن، فأمريكا لا تعاني مما يسمى في الغرب عقدة الهولوكوست أو الذاكرة الآثمة إزاء اليهود. وما كتب خلال الآونة الأخيرة من مقالات في الصحافة العبرية ضد الولايات المتحدة ليس مسبوقاً وعلى هذا النحو السافر والمباشر، وما يسمى الحرب المكشوفة كما ورد في مقالة أمنون لورد هو في الحقيقة حرب استباقية، والحملات الإعلامية المضادة لأمريكا في "إسرائيل" تهدف إلى ما هو أبعد مما يحدث الآن، لأن زلة لسان واحدة من كيري مثلاً حين قال إن "إسرائيل" ستكون في خطر لأنها في الطريق إلى الأبارتهايد لا تستأهل كل هذا الغضب، لهذا فالحملة تستهدف ما سوف يصدر عن الولايات المتحدة مستقبلاً وليس ما صدر بالفعل حتى الآن، وقبل أيام نشرت مقالة في صحيفة عبرية تنال من شمعون بيريز رئيس الدولة، لأنه كما ورد فيها يفرط في أحلام اليقظة ويبشر بسلام لن يكون لصالح "إسرائيل"، وأخيراً سخرت المقالة من اقتسام بيريز جائزة نوبل مع ياسر عرفات. هذه الحملات المحمومة والمتصاعدة هي إستراتيجية وقائية، خصوصاً إزاء الولايات المتحدة التي تتوقع منها الدوائر الصهيونية أن تكون منحازة لـ"إسرائيل" حتى ضد أمريكا ذاتها إذا اقتضى الأمر. بالطبع ما من عاقل يأخذ عبارات من طراز الحرب العلنية بين تل أبيب وواشنطن على محمل الجد، لكن وراء هذه الأكمات لا الكلمات فقط شيء آخر، فإسرائيل التي أطلقت على جيش يحترف العدوان اسم جيش الدفاع كما قال موشي دايان فعلت ذلك تبعاً لإستراتيجيتها الوقائية، ولهدف تضليل العالم بحيث تحتكر إلى الأبد دور الضحية المعتدى عليها لا المعتدية!