20.57°القدس
20.39°رام الله
19.42°الخليل
25.62°غزة
20.57° القدس
رام الله20.39°
الخليل19.42°
غزة25.62°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

في الذكرى الـ66 للنكبة..

خبر: لاجئون يعودون بذكرياتهم إلى مدنهم وقراهم المهجرة

رسم محمد صالح العرجا "أبو عاطف"، معالم قريته الفالوجة، التي ولد فيها في الثاني من تشرين الأول عام 1934، حيث قال: "كان عدد سكان الفالوجة، خمسة آلاف نسمة، وفيها بلدية، ومدارس ثانوية وابتدائية للبنات، ومركز صحي، ومحكمة، ومسلخ للحوم، وكانت متطورة وتعيش على الزراعة والتجارة". ويسرد العرجا: "في أحد أيام شهر نيسان، كان الجو ربيعياً، وكنا نلعب في المزارع، عندما أوقفتنا سيارة عسكرية تابعة للجيش المصري، فسألني الضابط (يا جدع وين المستعمرة)، فأشرت له إلى مكانها، وصعد إلى خزان المياه في البلدة، لينظر بالدربيل (المنظار)، ثم ينزل، وبعد أيام قليلة بدأ الجيش يدخل البلدة، وطلب من الناس أن يحفتوا (يحفروا بلهجتنا) خندقاً حولها، وظلوا يقومون بهذا العمل لشهر، حتى أنهوه". وحظي العرجا، بفرصة للاحتكاك بالجنود المصريين ممن كان يبيت بينهم في منزل أسرته، وتعرف على الأسلحة، وشاهد مدفع "أبو الستة رطل"، وراح يجر صناديق الرصاص معهم، وتعرف إلى الضابط القبطي وحيد، وشحاتة من المنصورة، وسعيد القادم من السويس". ويضيف: "عشنا تحت الحصار والقصف ستة أشهر، وكانت البلد كلها ساحة معركة، وصد الجيش المصري العصابات الصهيونية مرات كثيرة، وشاهدت بعيني الشهداء والجرحى والطائرات، وكان يظن الجنود المصريون أن الطائرات الإسرائيلية التي تقصفهم هي مصرية، وطلعنا من البلد أنا وأمي وعمتي وإخواني، وظل أبي فيها مع الجيش المصري، ورحنا إلى الدوايمة، وفقدنا عمتي في الطريق، قبل أن نعثر عليها، وعدت إلى الفالوجة لمساعدة قريبتي العجوز فاطمة البعم، التي قالوا لها: إن زوجها استشهد، فما أن دخلنا البلد، إلا وأصابتها قذيفة، وشاهدت كيف قسمت جسدها إلى نصفين، واحترق شعر رأسها، وجاء زوجها الذي تبحث عنه ليدفنها بنفسه". واستمر ترحال العرجا، ليتنقل بين الدوايمة، ويصل دورا ثم مدينة الخليل، فأريحا، ثم سوريا، فالأردن، وانتهاء بأريحا، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية، واعتقل لفترة، ثم لتستقر به الحال في مخيم الفارعة، بانتظار العودة التي نفذها بعد النكسة عدة مرات، وكان يفتش خلالها عن بيته، والمسجد حيث تلقى دروسه، وضريح وليها العراقي. [color=red]الريحانية وأم الزينات[/color] وتستعيد السبعينية بهية صالح قريتها الريحانية القريبة من حيفا، والتي كانت تشتهر بصبرها وزيتونها وخروبها وحقولها، فتقول: "كانت البلد كلها عيوناً مثل بير الناطف، والهرامس، والشقاق، وعين البويضة، والصفصافة، وكانت عائلتنا كبيرة، ونشتغل ونزرع ونقلع، ونطحن مونة البيت 12 كيل قمح". ومن الأراضي التي لا تنساها صالح، البطيحة، والصفصافة، والنتاشة، والحج حسن، والجرماشة، وذراع نجم، ووادي الملح، والصوانة. وقالت إن أبناء عائلتها وأهالي قريتها، فروا إلى بير الناطف، حيث احتموا ببيت المختار أسعد المصطفى، وسقطت عليهم القنابل، فأصيبت جميلة الخليل، وصفية الخليل، وشقيقها يوسف الذي جرته مسافة قصيرة بعد عجزها عن رفعه، وحمل الشبان والرجال الجرحى على ظهورهم وفروا. وتتابع: "تبرع رجل اسمه القطاوي، بكشف طريق البلد، وعاد ليخبرنا أن الطريق أمان، وركضنا على أم الشوف، وكانت أغراضنا كلها، نحن ودار الفحماوي، وبيت محمود المصلح، على جمل واحد". وحين وصلت الحاجة صبح، وفق روايتها، ومن معها إلى بئر أم الشوف، سمعوا خالد الذيب، قرب بئر القرية وهو يصرخ، ويقول لليهود من العذاب والقهر: "تعالوا اذبحونا، إحنا هون"، ولكنهم تركوا البلد. وتروي بحزن: "في عانين، وهي قرية غرب جنين، لم نجد بيتاً، وبحثناً عن كهف قديم نظفناه وعشنا فيه مع دار خالتي سليمان السعيد، وانتقلنا إلى مخيم جنزور قرب قباطية، وعشنا فيه حتى عام 1950، حتى نزل الثلج فوق الخيام وخربها، ونقلنا الجيش الأردني إلى جنين، وصارت الوكالة توزع علينا الفحم والزبيب والخبز، وانتقلنا إلى جامع جنين ثلاثة أيام، ورجعنا إلى جنرور، وبعد فترة مشينا من الصبح إلى العصر حتى وصلنا الفارعة، ولم نجد شيئا نأكله غير اللوز الأخضر". وبحسب رواية آمنة وراد يوسف صبح، والتي كانت في التاسعة من عمرها لحظة النكبة، فإن أهالي قريتها الريحانية المجاورة لحيفا، قرروا الانتقال إلى قرية أم الزينات المجاورة، بعد أن سمعوا إشاعات وأخبار عن دير ياسين، وكيف تقتل العصابات اليهودية النساء والرجال والحوامل، ولكن حينما علموا بهجوم اليهود على حواسة، صارت الناس تهرب. وتزيد: "ظلينا نمشي في الليل، ووصلنا إلى قريتي عارة وعرعرة، قرب أم الفحم، وكان الأولاد حافين ويمشون على الأشواك، وحين شاهدنا الجيش العراقي على الحدود، أخذ يطلق علينا النار، ظناً منه أننا يهود، قبل أن يصرخ عليهم الرجال (إحنا عرب..إحنا عرب)، ووصلنا إلى عانين غرب جنين، وقعدنا فيها سنتين، وأمطرت الدنيا علينا وتبهدلنا، وعشنا في المغر والخشاش (بيوت من الحجارة)، قليلة الارتفاع، ولا أنسى كيف أن سقف الخشة في المطر كاد يقع علينا، لولا أن أحضر والدي عمود خشب". وتنهي: "بدأ الصليب الأحمر يصل إلينا، وصار يوزع علينا الطحين والمعلبات، وعشنا أيام سوداء، ثم انتقلنا إلى حياة المخيم الصعبة، ولا ننسى ثلجة عام 1950 في الفارعة، وكيف انتقلنا إلى معسكر الجيش الأردني، بعد خراب الخيام من شدة الثلج". [title]قنير حنين جارف[/title] وتنقل يسر توفيق محمد صلاح الشوبكي، "86 عامًا"، قصة هجوم العصابات الإسرائيلية على قنير المجاورة لحيفا، حيث قالت: "كانت الدنيا وجه الصبح، عندما هجم اليهود على البلد، وطلع الناس منها دفعة وحدة، بعدما سمعوا أصوات إطلاق النار، وطلعت أنا وأبوي وأمي وأخوتي رشدي ورشيد ومحمد، وأخواتي لطيفة ورشيدة، ركبت أنا وأخواتي على الحمار، وأخوتي على الفرس، ووصلنا كفر قرع، وقعدنا في بيت زوج خالتي شحادة، 20 يوماً، وكانت الناس تقول لبعض، بعد أسبوع بيرجع كل واحد على أرضه وداره!". وتضيف: "بعدها، انتقلنا إلى عرعرة لشهر، ثم وصلنا طوباس، ولم نخرج من بيتنا أي شيء، وظل كل شيء على حاله فيها، وكنا ساكنين غرب عين الماء، وعنا ثلاث غرف وحمام ومطبخ، وحولنا أشجار العنب والتفاح والزيتون، وكان أبوي جمالا، وأخذني عدة مرات إلى حيفا، وشاهدت (الهادرار)، والبحر، و(الفينري)، ولا أنسى، حتى اليوم، مشاهد الناس التي فرت من قنير، وكانت مثل المسبحة التي انفرطت حباتها، والقلة، والذلة، والخوف، والكحل الأسود.