أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن الحكومة الفلسطينية تسلّم مهامها طواعية لحكومة الوحدة الوطنية، وستمارس عليها دور "المراقب والحارس الأديب". وأضاف هنية خلال كلمة له في معبر رفح جنوب قطاع غزة، الثلاثاء، "إننا وإن خرجنا من الحكومة فنحن لم نخرج من الحكم، ولم نغادر مسؤولياتنا الوطنية، ولم نغادر مشاركتنا الحقيقية في صنع المستقبل، فهذا وطن الجميع والجميع يشارك في بنائه". وشدّد على أن حكومته لم تتنازل أو تفرّط بمسؤوليتها أو تعترف بـ"إسرائيل"، رغم وجود قرار باستئصال المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وفي مقدمتها حماس، ولكن كان لدينا قرار التحدي والصمود والثبات والمقاومة وحماية إرادة الشعب الفلسطيني الذي اختار حماس في انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها، ولم نخذل شعبنا سياسياً أو أمنياً. وأضاف "هؤلاء الذين يضعون الرتب على أكتافهم ما وصلوا لهذا الموقع المحترم إلا لأنهم قدموا آلافاً من الشهداء والجرحى خلال الحربين على قطاع غزة من أبناء القوى الأمنية والشرطية". وبيّن رئيس الوزراء أن حكومته تسلّم قطاع غزة لحكومة الوحدة الوطنية وهي خالية من فوضى السلاح والتنظيمات العوائل والعصابات، مضيفاً "نسلم البلد آمنة صامدة عظيمة بنّاءة، وعلينا أن نبني على ذلك". [title]نتنازل لنكسب الوطن[/title] وفي ذات السياق، أكّد هنية على أن حركتا حماس وفتح اتفقتا على تولي رامي الحمد الله رئيساً لحكومة التوافق الوطني، مشيراً إلى وجود نقاشات لتولي الحمد الله حقيبة وزارة الداخلية. ونفى القيادي البارز في حركة حماس ما أثير من تأويلات عن ترك الحركة للحكومة الفلسطينية بسبب مرورها بأزمات لفقدان حلفائها، مؤكّداً أن حماس لديها من الخيارات الاستراتيجية ما يمكنها من الاستمرار بالحكم لسنوات وسنوات. وأضاف "نتنازل عن الحكومة من أجل أن نكسب الوطن، من أجل الشعب والقضية". وشدّد هنية على أن حكومته ستبقى خادمة لهذا الشعب "فلم تلدنا أمهاتنا وزراء، ولكن لم تلدنا أمهاتنا وزراء، ولكن عيوننا تفتحت لنكون جنوداً أوفياء"، مشيراً إلى أنه سيعين الحكومة القادمة في تأدية واجبها ومسؤولياتها من واقع الواجب الأخلاقي والوطني. واختتم قائلاً: "هناك حكام يقتلون شعوبهم من أجل الكرسي، وهذه حكومة تغادر الكرسي من أجل شعبها". [title]لا نقبل إهانة شعبنا[/title] كما شدّد رئيس الوزراء الفلسطيني على أن ما قامت به الحكومة الفلسطينية من ترتيبات في معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر العربية جاء من ثقافة ومسؤولية وأمانة واحترام لهذا الشعب، مؤكّداً أن حكومته لا يمكن أن تقبل بأن يهان الشعب الفلسطيني، أو أن تمسّ كرامته في أي ماكن بالعالم تحت مبررات واهية. وأضاف "لا توجد قيادة جديرة بالاحترام ما لم تحترم شعبها، ولا قيادة جديرة بالبقاء في موقع القيادة ما لم تصن كرامة شعبها". وتوجه بالشكر لكافة العاملين في معبر رفح الذين عملوا في السلم والحرب ليلاً ونهاراً من أجل خدمة أبناء شبعهم، رغم إدراكهم لإمكانية قصف الاحتلال الإسرائيلي للمعبر. كما دعا هنية القيادة المصرية لفتح معبر رفح على مدار الساعة، وأن يكون معبراً للأفراد والتجارة، مؤكّداً أن هذا المعبر خاضع لخطوة تحرير قطاع غزة وليس لاتفاقية عام 2005. وتابع "أؤكد أن هذا المعبر هو معبر فلسطيني مصري لا وجود للصهاينة عليه، ولا وجود لأي جسم يمسّ السيادة الفلسطينية العربية". كما طالب رئيس الوزراء عموم الشعب الفلسطيني بالاستمرار في فعاليات التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الذين يخوضون معركة الأيام الخاوية منذ 34 يوماً، مؤكّداً أن هذه الفعاليات هي مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية.